يبدو واضحا أن المهندس خالد بحاح رئيس الحكومة (المؤقتة) التي نالت ثقة البرلمان بعد مخاض عسيرهذا اليوم قد حزم أمتعته ووطن نفسه ووزرائه للعمل بالمثل الشعبي القائل الف دكان على باب الله والذي يحث على الاتكال والسير في المجهول دون حساب للربح او الخسارة. بقراءة فاحصة أو حتى أولية لبرنامج حكومة بحاح تتضح حقائق مرة لاشك أنها تصيب المواطن بالإحباط وخيبة الأمل بقدرة هذه الحكومة على أحداث أي إصلاحات حقيقية تقود البلد إلى الأفضل. كنت وكثير مثلي نتطلع لوجود حكومة كفاءات حقيقية بعيدا عن المحاصصة المناطقية والحزبية والمحسوبية والترضية التي تجلت بكل وضوح في هذه الحكومة التي لاشك أنها بهذه التوليفة قد حقنت بفيروس الفشل المؤكد ليتجرع مرارة فشلها شعب بكامله مع سبق الإصرار.كنا ونحن نترقب تشكيل الحكومة نتوقع أن تكون حكومة استثنائية بكل المقاييس لإنقاذ وطن مثخن بالماسي والجراح والمعاناة فتوقعنا إلغاء ودمج بعض الوزارات ببعضها لتخفيف كاهل الميزانية التي تعاني عجزا غير مسبوق بيد أن هذه التوقعات ذهبت أدراج الرياح الأمر الذي يؤكد أن من عمل على إخراج هذه الحكومة بهذا الشكل لم يكن يفكر بالوطن ومعانات أبنائه بل سعى لإرضاء المقربين وأطراف أخرى ومن هنا تكون بداية فشل هذا الحكومة التي لاشك أنها أيضا قد ضمت وزراء جدد يتحلون بقدركافي من المسئولية كوزرا الدفاع والداخلية والإعلام والثقافة والتخطيط .وبالرجوع إلى برنامج الحكومة سنجده قد اشتمل على جمل إنشائية وعبارات مطاطية لاتصلح إلا لخطبة حماسية تلقى في مهرجان جماهيري وليس برنامج لحكومة قبلت أن تتحمل مهمة استثنائية في ظرف استثنائي لم تمر اليمن به من قبل .هذا البرنامج بكل أسف قد خلا من أي أرقام كما كان يفترض فلم تحدد الحكومة مقدار الموازنة العامة للدولة ولم تحدد أبواب الإنفاق وحجم البرنامج الاستثماري السنوي والعجز في الموازنة ولا مصادر التمويل التي سترفد الخزينة العامة ولم يحدد ما أسمته برنامجا فترة زمنية معينة لتنفيذه وفقا لخطط مدروسة وإنما اعتمدت على كيل الأماني والأحلام التي لو سعت لتنفيذها لاحتاجت إلى عشرين عاما على الأقل.الغريب في البرنامج أن الحكومة قد تعمدت نزع ثقة المواطن بها منذ الوهلة الأولى والا كيف لها (الحكومة) أن تضع برنامجا وخططا فضفاضة بعد أن اتكأت على ما سوف تجود به الدول المانحة شقيقة وصديقة حسب ماجا في البرنامج في الوقت الذي تدرك الحكومة ان كثير من الدول وفي مقدمتها الخليجية قد أوقفت المساعدات المقدمة لليمن في ظل عجز هذه الحكومة من تحقيق الحد الأدنى من الأمن والاستقرار ناهيكم عن أن المساعدات مهما يكن حجمها لن تغطي 1% من الاحتياج الفعلي لتنفيذ تلك الأحلام التي تظمنها البرنامج خاصة فيما يتعلق بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني سواء المتعلق بنظام الأقاليم أو تعويض المتضررين أو برنامج المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية التي تحتاج إلى مئات المليارات من العملة الصعبة وأخيرا أتساءل حكومة المهندس خالد بحاح هل تعلمون أن مدة حكومتكم يفترض أن لاتتجاوز العام على الأكثر باعتبار أن الانتخابات على الأبواب أم إن التمديد أمر سبق وعدكم به