الدين الإسلامي دين سَمِح، دين الوسطية وليس دين التشدد من ليس معنا فهو ضدنا وبالتالي عدونا يجب قتله، وهو دين من يؤمنون ويطبقون سلوك التسامح والتعاون والتآلف والتعاضد بين البشر كمسلمين وكذلك لو لم يكونوا مسلمين، و الدين الإسلامي في تاريخه الماضي من السنوات القليلة الماضية فقط وفي القرن العشرين تحديداً لم يكن ديناً للمتشددين والمتطرفين ممن يدعون أنهم هم فقط المسلمون، ومن هنا انتشر وبسرعة كبيرة في كل بقاع الأرض، لأن البشرية وفي عصر المعلومات وانتشارها السريع عرفت خصال وخصائص وميزات هذا الدين، ومن يعتنقونه ويطبقونه في حياتهم وتعاملهم وسلوكهم ونظرتهم للآخرين، واليمنيون هنا وأخص الحضارم في إطلالتي هذه استطاعوا أن يساهموا في نشر العقيدة المحمدية، أمام من كانوا محسوبين كرواد ومؤمنون لكنائس ومعابد في شرق القارة وغربها، بل استطاعوا نشر الديانة الإسلامية لمن لم يكن مؤمناً بأي دين على وجه الأرض أو من لادين له على الأطلاق، كل ذلك حصل نتيجة سلوك الأنسان المسلم والقادم من اليمن بأخلاقه وسلوكه وتعامله وتعاونه وتآخيه واحترامه للآخرين ممن ينتمون للديانات الأخرى، والتي تختلف في كثير من الأمور عن سماحة الدين الإسلامي، من هنا كسب أجدادنا الدعاة لنشر الدعوة المحمدية أو مواطنين عاديين بسليقتهم وتعاملهم وسلوكهم حب الناس لهم، وعرفوا أن منبع كل تلك السلوكيات مردها إلى الدين الذي يعتقدون ويؤمنون به، ويعتنقونه ويطبقونه في تعاملهم وفي حياتهم مع كل البشر بل وحتى المخلوقات الأخرى. بل شارك الكثير من آبائنا وأجدادنا المسلمون مختلف شرائح المجتمع أفراحهم وأتراحهم دون النظر لمعتقدهم ودياناتهم، على أنهم جزء من المجتمع لهم حقوق وعليهم واجبات وهم جزء من النسيج المجتمعي لتلك الأمة.
من هنا انعكس كل ذلك على رؤية الناس للقادمين من الجزيرة العربية وبالتحديد من اليمن على أنهم رسل سلام ومحبه وتعاون وإخاء بين أفراد المجتمع، وقد وصف نبينا محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم أننا كيمنيين أرق افئده وألين قلوبآ وحاملي تلك الصفات هم المهيئون بالفعل لنشر الدعوة الإسلامية..
وبالتالي جعل الكثيرين من تلك المجتمعات والشعوب تلتحق بدين الفطرة والذي من أسسه احترام الآخرين وقناعاتهم ومعتقداتهم ومذاهبهم بل ودياناتهم، بل والتعاون معهم بكل الأحوال من هنا ومن خلال هؤلاء المسلمون الأوائل انتشر ديننا الإسلامي بسماحته وبسلوك وتعامل حامليه من أجدادنا، لم يكن للعنف والتشدد والإرهاب مكاناً في عقول وسلوك وتعامل أجدادنا منذ مئات السنين مع من هم من غير المسلمين، ومع من يختلف معهم في الدين أو المذهب أو المعتقد كمثل الذين حملوه لنا من وسط الجزيرة العربية في السنوات الأخيرة الماضية ولدرجة أن مثقفيهم الآن يحاولون وبكل الوسائل الإعلامية الضخمة أن يلصقوا كل فعل إرهابي شائن أن مصدره ومنبعه اليمن وكأنهم لم يقرأوا التاريخ أو أن العالم منغلق وليس لديه مصادر معلومات الا قنواتهم الإعلامية .
أن من يعتقد من هؤلاء الأشرار الإرهابيون ومعلميهم وخطبائهم ومحرضيهم على وسائل التواصل الأجتماعي ودعاتهم الذين يفجرون أنفسهم بين البشر أنهم بطريقتهم الشنيعة تلك سينشرون معتقدهم مخطئون، بل هم سيُنَفِرُون حتى شريحة المسلمين على معتقدهم التكفيري فما بالكم بغير المسلمين .
ان جرائم شنيعة كتفجير مدرسة في بشاور الباكستانية وطلاب كلية شرطه في صنعاء ورواد مساجد في العراق وسوريا هي من بصمات من ينتمون للفكر التكفيري الوهابي والذي لاينظر للأختلاف أنه رحمه أبدآ ، ويظن هؤلاء الضالون أن صكوك الغفران وبطاقات دخول الجنه عن طريقهم ، انهم بالفعل أرهابيون وحقيقة أن من يدافع عنهم وبأي طريقه فلسفيه ويستغل وسائل التواصل الأجتماعي ناشرآ سموم علمائه عليه أن يفهم ويعي أنه شريك في الأرهاب والقتل .
على هؤلاء القتلة أن يتقوا الله في خلقه ويتعظوا ويقرأوا سيرة أجدادنا وكيف اهتدى على أيديهم وبسلوكهم ملايين البشر في أصقاع العالم بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، ليس بالتفجير والقتل لمن لا يروق لهم أو فئه أو شريحه من المجتمع أحبت قبل أسبوع في أب أن تحتفل بمولد سيد الخلق نبينا محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم .
في كل بقاع العالم المسلم وشعوبه يحتفل المسلمون بهذه المناسبة ومنذ مئات السنين ونعرف ذلك ونمارسه منذ ولدنا وحتى قيام الساعة فما بال هؤلاء يمارسون هذا العنف والإرهاب على من لا يتفق معهم أو يختلف معهم في فكرهم المنحرف ويتصرفون معهم وكأن الله أوكلهم على خلقه. إن حادث القتل الإرهابي العمد المؤلم والمرفوض للأبرياء في مدينة إب في الأسبوع الماضي لمواطنين ذهبوا لذكر الرحمن والاتعاظ من سجيات الحبيب المصطفى، احتفالا بمولده كعادتهم كل سنه ومنذ مئات السنين ليدل دلالة قاطعه أن هؤلاء القتلة الإرهابيون الذين يقفون خلف ذلك العمل الجبان يستحقون أن يلاحقهم المجتمع بكل فئاته ويخلصنا منهم، بل ويخلص اليمن من أفكارهم المتخلفة والمتشددة والمتطرفة والتكفيريه الوهابيه باسم الدين الإسلامي والدين منهم ومن تصرفاتهم وأفكارهم براء، لقد أوغلوا في تزوير وتزييف تعاليم الدين لدرجة أنهم ألصقوا به صفة الإرهاب في نظر بعض الشعوب . فهل نصبر ونسكت إلى أن يطبقوا علينا شريعة داعش في اليمن..!؟