حاوره / أنيس منصور أكد النائب البرلماني ورئيس التجمع اليمني للإصلاح بمدينة عدن إنصاف علي مايو أن ثورة التغيير ستعمل على رحيل نظام صالح وإعادة صياغة الحياة اليمنية من جديد بعيدًا عن إرث الفساد والعبث وقال مايو أن السيناريوهات التي يريدها الرئيس قبل رحيله أو يراهن بها من اجل البقاء لن ينسى التاريخ أن صالح الذي يدعي أنه صنع الوحدة اليمنية هو من قام بتمزيق اليمن وتمزيق كيان الإنسان اليمني. وأضاف مايو في حوار صحفي مع صحيفة الأولى اليومية ينشر يومنا هذا الاثنين أن الإعمال التخريبية التي تصدت لها اللجان الشعبية في غضون الأيام الماضية في عدن يقف خلفها النظام بعد أن لم يجد صالح شخصًا واحدًا يؤيده وفشل النظام في عدن لحشد الناس لتائيد صالح ، فيريد إظهار أبناء عدن المدنيين المسالمين المحترمين للنظام والقانون في نظر جميع اليمنيين بل و العالم كله، يريد إظهارهم بأنهم عناصر فوضوية عبثية، وجدد مايو حديثة أن القضية الجنوبية قضية حية ولا يمكن أن تسقط ولا يمتلك أحد حق التنازل عنها أو المساومة عليها وان النظام القادم سيضع الجنوب في معادلة سياسية تتسم بالشراكة الحقيقية التي تعيد الاعتبار للجنوب وأهله في إطار دولة مدنية حديثة مؤسسية وديمقراطية نص الحوار كالأتي .
كيف تقرأ مطالب ثورة التغيير وإصرار النظام على البقاء وإعلان حالة الطوارئ ؟
ثورة التغيير الشبابية حددت مطلبًا إستراتيجيًا وحيدًا وهو إسقاط النظام، ولا شك أن هذا المطلب من العمق والدلالة حيث لخص معاناة الشعب التي مصدرها النظام وحل اشكالياته التي تتمثل في إسقاط هذا النظام الذي صنع معاناة الشعب اليمني.. لقد وصلت الحياة في كافة نواحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى مرحلة الاختناق واللا حل حيث أصبح النظام عاجز عن إيجاد حلول لهذه المشكلات في ظل استشراء الفساد وتنامي دور عصابات العبث في الحزب الحاكم وهيمنتها على كافة مفاصل الدولة في اليمن.. ولخطورة المرحلة التي وصل إليها اليمن دولة وشعبًا أصبح لابد من الحتميات المسلم بها للخروج من حالة الاختناق رحيل نظام صالح وإعادة صياغة الحياة اليمنية من جديد بعيدًا عن إرث الفساد والعبث.
* هناك تخويف بما سيكون بعد سقوط النظام وتخويفات بورقة الحوثيين والانفصال والقاعدة ؟ الأوراق التي يخوف النظام شعبنا اليمني بها، من الانقسامات هي أوهام تصنعها السلطة وكروت أخيرة تحاول استخدامها، القاعدة توجد في القصر الرئاسي أكثر من تواجدها في الشارع اليمني و (ريموت) تحريكها بيد الرئيس صالح، أما الحوثوين والحراك الجنوبي فقد خرجوا إلى الشارع يؤيدون مطلب الشعب بسقوط النظام. كما أن إسقاط النظام جزء من حل لكثير من القضايا، هذا أمر لا يختلف عليه أحد، باعتبار أن النظام وبحكم إدارته للأوضاع عن طريق الأزمات، فإن رحيله سيعني بلا شك أن هذه السياسة وما أنتجته من انفجارات في المجتمع اليمني، ستتلاشى بشكل تلقائي بإعتبار أن من يحرك الأزمة ويستفيد منها قد زال ورحل. لكن مع هذا هناك قضايا وأزمات فجرها سلوك نظام صالح وعنجهيته في إدارة ملفات البلد، ومنها بشكل أساسي وجوهري، ملفي الجنوب وصعدة، هذين الملفين من السخونة والعمق بحيث لا يمكن أن يكون إسقاط النظام وحده حل لها، أو إسقاط لها كما جاء في السؤال فالقضايا عميقة وسقوط النظام سيمثل مساهمة في البحث عن حلول مناسبة، وخلاصة الأمر أن القضية الجنوبية قضية حقيقية وحية وفاعلة، وإسقاط النظام سيساعد على وضع هذه القضية على طاولة الحوار والنقاش.
* ماذا يعني التأييد العسكري لثورة التغيير بانضمام قادة عسكريون وأيضا التأييد الدبلوماسي ؟ تأييد ثورة الشباب من قبل العسكريين والدبلوماسيين وشيوخ القبائل وشرائح واسعة في المجتمع اليمني.. هذا التأييد الواسع تأكيد على العمق الذي تمتد فيه الثورة الشعبية وإقرار كافة فئات الشعب اليمني سلامة نهج الثورة وقوة موقفها .. وتأكيد على أن معاناة الشعب اليمني من حيث النظام وفساده لا تفرق بين رجل الأعمال والعسكري والقبيلي والسفير بل حتى الوزير .. الجميع أمام معاناة النظام سواء.
* هل يمكن أن يكون مصير ثورة التغيير باليمن كمصير ليبيا اليوم زنجه زنجة ؟ (زنجة زنجة) واحد من خيارات صالح، صالح لا يعرف إلا (أنا وبعدي الطوفان) لا يريد أن يكون رحيله سلميًا، ما يحدث أو ما يرسم لحدوثه بتفكيك المحافظات اليمنية وتسليح معسكرات الجيش والأمن والحرس الجمهوري لعناصر فوضوية وتسليم السلاح لعصابات النهب، وبالتالي توفير الأجواء للاقتتال الداخلي، ولا ننسى أن علي صالح هو من هدد بالحرب الأهلية دومًا وقد سبق (القذافي) بأكثر من عام عندما هدد بأن الحرب ستكون (من الباب إلى الباب ومن الطاقة للطاقة).. علي صالح سيقاتل من طاقة إلى طاقة وليس من زنجة إلى زنجة.
* واذا قرر الرئيس اليمني المواجهة بالسلاح مستغلا قانون الطوارئ ما هي خياراتكم؟ الرئيس صالح قد واجه الثورة السلمية بالسلاح وقتل المئات بل الآلاف من الناس ودمر منشأت وطنية، ومارس قبل الثورة على مدى سنوات حكمه ألوان من القتل المباشر وغير المباشر، وقد واجه شعبنا كل ذلك الإجرام بالصبر والمصابرة، حتى خرج اليوم في ثورته السلمية الرائدة تاركًا سلاحه في البيوت مؤثرًا النضال السلمي، واعتقد أن خيار أن يقاتل صالح الشعب بعد اليوم أصبح خيارًا فاشلاً، لم يعد بيده سوى بعض الأوراق التي سيرمي بها وفي مقدمتها ورقة القاعدة لتهديد أمريكا والغرب من تأييد الثورة، وورقة تسليم بعض المحافظات الجنوبية لعناصر متطرفة منادية بالانفصال بالقوة في بعض المديريات الجنوبية، كل ذلك لإثناء الشعب عن مطلب إسقاط النظام بالتهديد بالصوملة والأفغنة و التمزق ولو حدث كل هذه السيناريوهات التي يريدها الرئيس فلن ينسى التاريخ أن صالح الذي يدعي أنه صنع الوحدة اليمنية هو من قام بتمزيق اليمن وتمزيق كيان الإنسان اليمني.
* التصويت من قبل النواب لقانون الطوارئ يؤكد أن النظام يستعد لضرب و وأد الثورة السلمية للتغيير بصورة قانونية وأنتم اكتفيتم فقط بالبيانات والإدانة هل من موقف آخر للتصدي لهذا القانون؟ حالة الطوارئ غير المعلنة التي نعيشها في اليمن منذ عام 1994م، وإعلان الطورائ اليوم إنما هو تحصيل حاصل، إن كل ما يحدث في اليمن بعد حرب 94م هو أعمال خارجة عن الدستور والقانون، ولو أن هنالك عمل واحد في إطار الدستور والقانون لقلنا أن إعلان حالة الطوارئ هي من أجل تجاوز ذلك العمل.. يا أخي النظام يعمل خارج الدستور والقانون والطوارئ ساري المفعول قبل إعلانه رسميًا لسنوات طوال.
* ثمة تخوفات من أن يكون مشروع إسقاط النظام إسقاط للقضية الجنوبية ؟ إسقاط النظام لا يعني إسقاط القضية الجنوبية إطلاقًا،القضية الجنوبية قضية جوهرية وأساسية وقد قلت سابقًا أنها أضحت ملهمة للثورة الشعبية الشبابية، هذه قضية حية ولا يمكن أن تسقط ولا يمتلك أحد حق التنازل عنها أو المساومة عليها، وندرك تمام الإدراك أن سقوط هذا النظام البائد يمثل انتصارًا حقيقيًا لهذه القضية، ذلك أن هذا النظام هو من تسبب في معاناة الجنوب وإخراجه من معادلة الشراكة الحقيقية، يعرف الجميع كم هم الجنوبيون وحدويون وكم ضحوا في سبيل ذلك، لكن ممارسة هذا النظام وأزلامه وأعوانه حطم أحلام الجنوبيون وأوصلهم إلى اليأس والقنوط ومطالبة البعض بالانفصال.
* وكيف ستتعاملون فيما بعد مع قضية الجنوب ؟ لدينا ثقة كاملة بأن هذه القضية ستأخذ حقها الطبيعي من البحث والخروج بحلول ترضي أبناء الجنوب وتلبي تطلعاتهم ونحن كجزء من هذه القضية وتاريخها ومعاناتها سنقف إلى جانب أهلنا وأينما تكون مصلحتهم في العيش الكريم سنكون معهم لا نقيل ولا نستقيل، وأنا على ثقة أن أبناء الجنوب بمختلف تكويناتهم سيكونون على مستوى المسئولية التاريخية في تقديم رؤية ناضجة لحل هذه القضية في إطار حوار وطني شامل لا يستثنى منه أحد في الداخل والخارج، بحيث يضع الجنوب في معادلة سياسية تتسم بالشراكة الحقيقية التي تعيد الاعتبار للجنوب وأهله في إطار دولة مدنية حديثة مؤسسية وديمقراطية.
* ظهور أعمال تخريبية ونهب واعتداءات على الأراضي والممتلكات العامة في عدن ما هي خططكم للحفاظ على الممتلكات في عدن تحديدًا ؟ أعمال النهب والتخريب وإشاعة أجواء الفوضى والعبث، وما حدث في عدن هي صنيعة نظام صالح الذي يريد أولاً إشاعة أمر الفوضى في البلد بشكل عام، ثم إن انطلاق هذه الأعمال من مدينة عدن تنم الحقد تجاه هذه المدينة التي لم يجد فيها صالح شخصًا واحدًا يؤيده، فيريد إظهار أبناء عدن المدنيين المسالمين المحترمين للنظام والقانون في نظر جميع اليمنيين بل و العالم كله، يريد إظهارهم بأنهم عناصر فوضوية عبثية، ليقول لكل اليمنيين وقبائل اليمن انظروا إلى عدن وأهل عدن، مع أننا نعلم جميعًا أنه جلب عناصر فوضوية من خارج عدن للقيام بهذه الأعمال المشينة، وتصدت لهم اللجان الشعبية من أبناء المحافظة وسنتصدى لهم في قادم الأيام.