هذا العنوان أوضح طريقة للتعبير عن أسلوب تفكير الشمال الحاكم في اليمن تجاه الجنوب والجنوبيين منذ أبرم اتفاق الوحدة عام تسعين انه منطق الإقصاء والاستعلاء والمناطقية. ألاحظ بألم بالغ مايجري من طريقة التعامل مع مايحدث مع المسئولين الجنوبيين خاصة وأن اثنين من المحتجزين وهما الدكتور أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس هادي صديق وجار وكذلك هو رئيس الوزراء خالد بحاح الذي ربطتني به علاقة جيده منذ كان وزيرا للنفط في عهد الرئيس المخلوع وبالتحديد في العام 2006. اختطف الأول بطريقة لا أخلاقية ولا إنسانيه ويحاصر الثاني من قبل المليشيات أما الرئيس هادي فإنه يعاني أكثر من ذلك فهو محاصر في منزله ومهدد بالتصفية في أي لحظه بعد أن قتل وجرح من حراسته وأقاربه ما لايقل عن أربعة وثلاثين شخصا. ومثلهم يضرب الحوثيين طوقا على منزل وزير الدفاع محمود الصبيحي وغيره من الوزراء الجنوبيين. بالطبع ليس لدينا معلومات كافيه عما دار بين الحوثيين وأحمد عوض بن مبارك المختطف لكننا نعرف بعضا مما دار بين الحوثيين وهادي وبحاح اللذين يخضعان لابتزاز مسلح تحت إقامة جبريه وحصار مشدد والمطلوب فقط منهما كما يطرحه ممثلوا عبد الملك الحوثي العودة عن الاستقالة وخاصة من قبل بحاح الذي طرح له الأمر بصراحة . اعتقد الساسة والعسكر والقبليون من شمال الشمال سواء أولئك الذين كانوا مع ثورة فبراير التي أطاحت بالمخلوع صالح أوضدها بعد انتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي أن معادلة الحكم فد تغيرت فاشتركوا في تحالف ضمني غير مباشر ذو بعد يتعلق بالحكم والسياسة في التآمر كل بطريقته لإسقاط الصيغة الجديدة للحكم فوفروا كل الأساليب للاستهانة والتقليل بالرئيس عبد ربه منصور هادي بما يمثله الرجل من خلفية جنوبيه أولا وخلفية شافعيه أو بعد سياسي كونه رئيس ما بعد الثورة التي أطاحت بالمخلوع ثم خدعوا اليمنيين بطريقتهم وتواطئوا مع المليشيات الحوثيه. وعلى مدار التاريخ يمكن لنا قراءة عقلية شمال الشمال في التآمر على الإنفراد بالحكم والإطاحة بأي مشروع مدني . وبغض النظر عن سوء تصرف الرئيس هادي من عدمه فإن أي رئيس آخر سواء كان هادي أوغير تتوفر فيه نفس المواصفات كان سيسقط أمام العصابات المحترفة التي أوجعها أن صيغة الحكم الجديدة ستخرجها من معادلة حكم اليمن لعشرات السنوات. وأستغرب الآن ان يتم اختطاف واحتجاز أربعة جنوبيين من كبار مسئولي الدولة ثم لا يعني ذلك للمراقبين شيئا فالمعاني التي يحملها هذا العمل الميليشوي بذهنيته العصبوية المناطقية المذهبية يحيلنا مرة أخرى إلى فشل مشروع الوحدة على أيدي عقلية شمال الشمال المتنفذة التي تحكم بعقلية العصابة . فالحوثي بلباسه المذهبي وخلفيته الإيرانية وجد رضا لدى عقليات تلك المنطقة التي سعت في الماضي بأعمالها إلى تدمير كل المشاريع اليمنية وكان آخرها التآمر على مشروع الدولة. إن الرسالة الهمجية التي ظللنا نحاول إخفاءها من ان شمال الشمال ليس جاهزا للوحدة بسبب هذه العصابات القادمة من هناك بمختلف توجهاتها القبلية والمذهبية والعسكرية تتضح الآن بجلاء في إهانة موجعة للجنوبيين ولمشروع الوحدة. ولذلك يمكنكم أن تلاحظوا أن عزل شمال الشمال بكل تفاصيله الجغرافية والإجتماعية اكتمل في الذهنية اليمنية الآن بتفاعلاته الأخيرة وشئنا أم أبينا سيصبح هذا الجزء خارج أي مشروع قادم وإن لم يكن الآن فبعد حين.