من هنا تبدى الازمة السياسية والعسكرية والاقتصادية والأخلاقية المصطنعة في صنعاء التي لها اطرافها المتوافقين عليها سياسيا وعسكريا وأمنيا ودينيا وطائفيا وقبليا وفيها ايضا اصحاب نفوذ تجاري ومصالح كبيرة ترتبط بالداخل والخارج ولا ننسى ان هناك صراع وجودي على الارض تقوده قوى كبيرة تلعب على كل الجبهات والجهات ولن تسمح بأي تسويات او مصالحات تتم دون ان يكون لها تواجدها ورأيها وما يتوافق مع مصالحها في اليمن والمنطقة وليس صراعا كما يصوره لنا الاعلام السياسي الاصفر الموجة اداريا من مطابخ الاستخبارات في الداخل والخارج وعلى المستوى الدولي والإقليمي بأنه انقلاب على الشرعية والهجوم على دار الرئاسة ومحاصرة سكن رئيس الوزراء ومهاجمة هادي في منزله واختطاف بن مبارك سيناريو دقيق في الحسابات ومحكم في الاعداد والتنفيذ للأسف وعمل مدروس ومرتب بعناية فائقة الاعداد والعدة ومنسق بطريقة سداسية الاضلع من اطراف الصراع وبعض من القبائل وأصحاب المناصب العليا من الفاسدين والفاشلين في ادارة دولة او ايجاد جيش او أمن او اقتصاد قوي منذ 33 عاما . هذا جانب والجانب الاخر يتمثل في مجموعة الدول العشر بما فيها ممثل الامين العام للأمم المتحدة ومجلس الامن وباقي المكونات السياسية المنطوية تحت مظلة المشترك وحلفائه والمؤتمر وشركاءه ومن الكيانات الاخرى التي قبلت المشاركة في هذه المسرحية الهزيلة علنا وكان دورها السياسي والإعلامي الواضح والفاضح من خلال القنوات الفضائية كالجزيرة وقناة العربية وبعض الصحف الصفراء التي عكست الصورة رأسا على عقب تعتيما تشويها للحقائق لما يدور على ارض الواقع وجعلت من الصراع مع الرئيس هادي والحوثي حصان طروادة وواجه للخلافات والأدلة كثيرة واضحة وضوح الشمس في عنان السماء ووضح النهار تلك المسرحية التي تجلت فصولها وانقشعت غيومها وصحت سمائها من غبار البارود الذي اعتلى اجوائها في الاتفاق مع الرئيس هادي والحوثي مؤخرا المتضمن من التسع النقاط اربع للحوثي وخمس لهادي ويا دار ما دخلك شر وكأن الازمة والمشكلة حلت بهذا الاتفاق وطبعا ما تحمله هذه النقاط التسع من تجاوزات حوثيه وهي وبحسب اعتقاد الحوثي انها حقوق مشروعة ما زاد الضغط السياسي على الرئاسة والحكومة ادى الى اتخاذ قرار خطير ادخل اليمن في فراغ دستوري وأبطلت مفعول المادتين 115 و 116 منه . برغم ان الاستقالة تتعارض مع المبادرة الخليجية التي علقت فعالية الدستور اليمني القديم لان الرئاسة والحكومة والبرلمان والشورى جميعا يستمدوا شرعيتهم من المبادرة الخليجية وقرارات الاممالمتحدة ومجلس الامن الملزمة لكل الاطراف بتنفيذ محتواها والشعور المنظمة الاممية بخطورة الحالة في اليمن وحتى لا ينفجر الوضع فيه ادخل اليمن تحت البند السابع ايضا وحتى مضامين محرجات الحوار واتفاقية السلم والشراكة شملها قرار البند السابع لان قيادات حوثية والزعيم صدرت ضدهم عقوبات اممية لكن لعبة القوى انفة الذكر قوضت وعرقلة كل شيء وأوصلت اليمن الى طريق مسدود وحشرته في عنق الزجاجة وبرغم ان الكل من ابناء الشمال السنة وأبناء الجنوب اصحاب القضية الجنوبية اطلعوا عليها وتوصلوا الى ان هذا الاتفاق لا يحقق أي توافق يخدم اتفاق السلم والشراكة ولا يمت بصلة بمخرجات الحوار او تنفيذا لبنود المبادرة الخليجية بل هو صراع فقط من اجل اطالة الازمة وعرقلة حلول القضية الجنوبية وبقاء الهيمنة والسيطرة على الجنوب حتى تقوم القيامة . وسوف يستمر هذا السيناريو ويتنقل من منطقة الى اخرى بحسب الاعداد والظروف المناسبة ومن هنا اصبح الدخول الى اعماق هذه الازمة امر حتميا وضروريا وكشف محتواها الحقيقي التوافقي بين الاطراف من اصحاب المصالح الاستراتيجية والأجندات الخارجية الذي يشكل علامة الاستفهام فيما حدث في اليومين الماضين الذي تمخض عن اتفاق صوري هزيل بين الرئاسة والقوى الجديدة وبقية الاطراف في الازمة تحت تهديد السلاح الكاذب والمفبرك على ان يأخذ طابع سياسي من منظور وكأنه حقيقة على ارض الواقع والدليل واضح وفاضح للجميع بداية من مران ومرورا بعمران والوصول الى العاصمة صنعاء والتمدد الى بقية المحافظات الشمالية الاخرى الهدف هو كيف يتم الاجهاز والإجهاض على مسودة الدستور الفدرالي الذي يحدد شكل الدولة الفدرالية القادمة ومن اجل رفض المشاركة الجنوبية والقضاء على مخرجات الحوار وعدم القبول بمشروع الاقاليم والدولة الفدرالية واقتسام الثروة والسلطة بين الجنوب والشمال و قتل المشروع الذي تبناه العالم حول القضية الجنوبية والذي حدد خارطة طريق لمشروع سياسي سلمي يؤدي الى التفاهم حول ايجاد حلول سياسية معقولة تخص المسائلة الجنوبية ومن خلال تقديم تسويات وتفاهمات ومقترحات سبق ان نوقشت على طاولة الحوارات وبأشراف اممي هذا الامر يشكل محور في نظر المعرقلين والمعطلين منعطف خطير يخرجهم من ساحة العمل السياسي طالما وهم قد وضعوا انفسهم في هذا المربع التآمري المخيف كما ان الجنوبيون يرفضون أي مساومة او التفاف على قضيتهم او على مشاريعهم المعلنة للعالم من خلال برامجهم السياسية والأهداف السامية والمشروعة التي حددوها على الساحات الجنوبية . وهذا لا يكفي اذا لم يتداركوا حجم المؤامرة ومعرفة العناصر والمصادر التي تديرها وكيف تفكر هذه القوى التي تعمل بكل ما تملك من امكانات واليات في سبيل القضاء على الحراك الجنوبي سياسيا الذي ينتهج خط السلمية منهجا وهدف وطنيا ساميا والتمكن من وضع الحلول واقتناص الفرص المتاحة حاليا وتشابك الايدي في اتجاه لجم ووئد وتعطيل وعرقلة مسيرة الاعداء التقليديون من القوى المعرقلة في الجنوب بالدرجة الاولى ومن الشماليون المتقمصون الهوية الجنوبية بالدرجة الثانية والعودة الى خطاب السيد عبد الملك الحوثي الاخير وما احتواه نحو الجنوب ارض وشعب وهوية وثروة في شكل دولة والحليم هنا تكفيه الاشارة اذا هناك باقي جنوبيون يحلمون ؟ كما عليهم ان يعرفوا معنى هذا الانقلاب المزيف الذي يشبه انقلاب عسكري الامام الذي سقط من على الحمار هو نفس الانقلاب الذي تقوده قوى الفساد والقوى الجديدة التي تسيطر على الوضع في الساحة وبقية القوى المتحالفة معهم والأيام القادمة كفيلة بإشهار الحقائق للشعب في الشمال والشعب في الجنوب وطريقة الابتزاز السياسي والمادي لخيرات لشمال والجنوب وحتى اللحظة لازالت الغيوم تحوم فوق سماء صنعاء وعدن والله ولي التوفيق .