في بادرة تكريمية ووفاء لهامات من رجال التربية وضمن هدفها السامي (معاً لتنمية مجتمعنا والحفاظ على هويتنا)، أقامت مؤسسة الأصالة للثقافة والتراث والتنمية وبالتعاون مع إدارة مكتب التربية والتعليم بمديرية تريم مساء الثلاثاء 13 ربيع الثاني 1436ه 3 فبراير 2015م اللقاء الأول للملتقى الثقافي الشهري المتنقل والذي عقد في دورته الأولى في منطقة السويري في بيت الأستاذ التربوي الكبير الفاضل/ عبدالله كرامة بازهير وبحضور عدد من الرجال والهامات التربوية الذين خدموا التربية والتعليم بصدق وتفاني وإخلاص وكانوا نموذجاً راقياً وشموع أنارة دروب جيلنا وما زالت بصماتهم عالقة في أذهان الجميع. لقاء تميز بنوعية الحضور فيه خصوصا من أباءنا المتقاعدين والذين ما زالوا يحملون هموم الواقع في إشارة إلى سجيتهم وحرصهم في النهوض بالواقع رغم تقاعدهم ولم يكتفوا بالجلوس متفرجين على آلام الواقع التعليمي والتربوي. وكان في مقدمة الحضور أيضا الأستاذ الفاضل خالد حسن التميمي مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية تريم سابقاً ، ومدير مكتب التربية والتعليم بمديرية تريم الحالي الأستاذ علي بن عمر هارون بن شهاب ، ورئيس مؤسسة الأصالة للثقافة والتراث والتنمية الأستاذ محمد عبدالله الجنيد وعدد من طاقم المؤسسة والمتقاعدين والموجهين التربويين ومدراء الثانويات والمدارس والمعنيين.
افتتح هذا اللقاء بكلمة ترحيبية من رئيس مؤسسة الأصالة الأستاذ محمد عبدالله الجنيد وفيها شكر الحضور واهتمامهم كما أعطى لمحة تعريفية عن أهمية وأهداف هذه الملتقيات التي تنظمها المؤسسة ودعا إلى مشاركة كافة الجهات سواء الرسمية أو منظمات المجتمع المدني وإلى التكامل والتعاون في انتشال الوضع الراهن وبعث شعاع الأمل المشرق في تقويم الواقع قدر الإمكان ووفقاً للمعطيات المتاحة، كما خص بالشكر والتقدير مَن استضاف هذا اللقاء في بيته الأستاذ عبدالله بازهير.
كما كانت هناك كلمة لمدير مكتب التربية والتعليم الأستاذ علي بن عمر بن شهاب عبّر فيها عن سعادته بعقد هذا اللقاء والذي جاء ملامساً لهموم يعايشها يوميا مما كان له متنفس أن يرى هامات تشاركه هذه الهموم وتتعاون معه في تقارب الأمور .
وفي هذا اللقاء قدّم الأستاذ التربوي/ عبدالله كرامة بازهير وهو من مواليد منطقة السويري إحدى ضواحي مدينة تريم ولد في العام 1949م وعمل في سلك التربية مدة 35 سنة حتى تقاعده في عام 2006م ، وقضى 22 سنة في الإدارة المدرسية ومؤسس ثانوية السويري وتقلد عدداً من المناصب المهمة ومنها رئيس التعليم الأهلي والخاص ورياض الأطفال بمكتب التربية والتعليم بحضرموت الوادي، وكرّم بيوم المعلم على مستوى الجمهورية من قبل وزير التربية والتعليم عام 2004م.
قدّم الأستاذ بازهير ورقته البحثية تحت عنوان/ المؤثرات على التحصيل العلمي عند التلاميذ. والتي حكى فيها واقعاً ماضياً مشرقاً بالعطاء والتفاني ومحبة التعليم وبالمقابل تطرق إلى هموم الحاضر وما وصل اليه الحال من تدني وعدم الرغبة في التلقي ومقارنة عميقة كشفت تيهان الجيل الحاضر. كما وضع حلولا استنبطها من خبرة رجل اختبر الحياة التربوية بتريثٍ وثباتِ مبدأٍ مما وضعت البلسم على جروح الحاضر وما يعانيه من تخبط وتنصل وكلٌ يلقي باللائمة على الآخر. فنامل ان يعمل بمخرجات هذه الورقة البحثية الهامة.
وهنا نسلط الضوء على بعض ما جاء في تلك الورقة البحثية. حيث لخص الاستاذ عبدالله المؤثرات علي التحصيل العلمي عند التلاميذ فيما أسماه بنتف من المؤثرات بدءا بالتلميذ الذي اعتبره جوهرة العمل التربوي ثم ثانيا المعلم وهو العنصر الاساسي الذي تتمحور حوله بقية عناصر العملية التربوية ويليه ضعف اللغة العربية وأساسيات الرياضيات تلاه تفشي ظاهرة الغش بالإضافة الي ضعف دور الاسرة وكذلك العامل السادس هو المنهاج والكتاب المدرسي واخير سابعا ضعف الارادة والمركزية.
وقد جري إثراء المحاضرة من الحضور من التربويين بجملة من المداخلات التي صبت في محاولة تشخيص المؤثرات علي التحصيل العلمي عند التلاميذ وجري الرد علي الاستفسارات من قبل كل من مدير التربية والتعليم بمديرية تريم واختتمها الاستاذ عبدالله بازهير بشكر الحضور والتأكيد على ضرورة تعميم مخرجات هذه الندوة المباركة الامر الذي اخذته علي عاتقها مؤسسة الاصالة للثقافة والاراث والتنمية في قابل الايام ان شاء الله تعالي.