تناولت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" في مقال لها الأوضاع في اليمن، بعد سيطرة الحوثيون على مناطق جديدة، مستندة في مقالها الى أراء المؤرخ والعالم الروسي جيورجي ميرسكي. وجاء في المقال: الأوضاع في جنوب شبه الجزيرة العربية تهدد بتمدد النزاع هناك الى داخل العالم الاسلامي. تستمر المجموعات الحوثية المسلحة في فرض سيطرتها على مساحات جديدة في اليمن، كان آخرها سيطرتها على حي الظاهر في محافظة البيضاء واستيلائها على ثلاث طائرات (سوخوي) في ميناء الحديدة كانت قد وصلت من أوكرانيا بموجب الاتفاق الموقع عام 2009 بين الحكومة اليمنية آنذاك والجانب الأوكراني. كما يحتمل ان تتمكن هذه المجموعات المسلحة من فرض سيطرتها على المناطق الغنية بالنفط. كان من المقرر عقد اجتماع استثنائي لوزراء خارجية الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية، لدراسة الأوضاع اليمنية، ولكن بطلب من ممثل السكرتير العام للأمم المتحدة، اقتصر الاجتماع على حضور ممثلي هذه البلدان لدى الجامعة. مسلحون حوثيون في صنعاء من جانب آخر أمهلت الأممالمتحدة الحوثيين لمدة 15 يوما لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في 15 فبراير/شباط الجاري، الذي ينص على القاء السلاح والجلوس الى طاولة الحوار بحضور جميع القوى السياسية اليمنية. الحوثيون لم يعيروا أي اهتمام لهذا القرار، ويهددون بفرض سيطرتهم على محافظة مأرب الغنية بالنفط، مما يسبب نشوب حرب اهلية شاملة. لأن عليهم في هذه الحالة مواجهة القبائل اليمنية السنية المسلحة التي بحوزتها دبابات وقاذفات قنابل. تقول صحيفة واشنطن بوست، ان حسين حازب، أحد قادة السنة في اليمن، صرح بان بعض القبائل السنية تستلم مساعدات مالية من المملكة السعودية منذ وقت بعيد، وقد ازدادت هذه المساعدات في الفترة الأخيرة بصورة ملحوظة. أما محافظ مأرب، سلطان العرادة فيقول ان الحوثيين نفذوا "انقلابا ايرانيا" ضد الحكومة اليمنية، واضاف "لدينا آلاف الرجال في القبائل لحماية حدود المحافظة وان الجيش وعد بمساعدتنا".
مسلحون من تنظيم القاعدة في اليمن يقول المؤرخ والباحث الروسي جيورجي ميرسكي "لماذا سمح السنة رغم كونهم الأكثرية في اليمن، للشيعة بالدخول الى العاصمة والاستيلاء على السلطة، هذا أمر غير مفهوم. معلوم ان الحوثيين يحصلون على مساعدات مالية من ايران. الحرب تجري حاليا "بالوكالة"، على الرغم من ان انصار السعودية يخسرون مواقعهم، فإن الرياض لن ترسل قواتها الى اليمن. لأن الجيش السعودي غير مؤهل جيدا لخوض المعارك، وانه في المواجهات مع الجبليين سوف ينهزم". وحسب ميرسكي تشارك في هذا الصراع قوة ثالثة حيث يقول: "كانت توجد في جنوباليمن سابقا دولة ماركسية – جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية- هذه الدولة غير موجودة حاليا، ولكن عقلية السكان هناك بقيت على حالها. عندما بدأ "الربيع العربي" انتفض هؤلاء السكان ايضا مطالبين بالاستقلال. أي ان هناك ثلاث جبهات قتال – السنة، الحوثيون، والمطالبون باستقلال جنوباليمن. إضافة لهذا تنشط حركة "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" التي بدأت السلطات اليمنية تحاربها بالتعاون مع الولاياتالمتحدة، التي تقصف أوكارها بطائرات من دون طيار". يضيف ميرسكي، ان التفكير بإمكانية الشيعة(في اليمن) ادارة شؤون الدولة هو وهم، ولكن من المنتظر ان يشتد الصراع، حيث سيبذل السعوديون والأمريكيون كل ما بوسعهم لطرد الحوثيين من العاصمة صنعاء. أما ايران فسوف تسعى الى مساعدة انصارها في البقاء في السلطة. يختتم ميرسكي حديثه بالقول: من جانب آخر يعتبر "داعش" تنظيما سنيا، لذا يمكنه ان يهاجم الحوثيين. وإذا ما انتصر المتمردون في اليمن، فإن السعودية ستسمح رغما عنها ل "داعش" بالدخول الى اليمن.