بين فترة وأخرى تظهر على السطح قضية اخلاء عهدة المخصصات المالية بين وزارة الشباب والرياضة والاتحادات والأندية الرياضية، ومع انتهاء زوبعة عدم الصرف التي تبقى في كثير من الاحيان مجرد فرقعات على صفحات الجرائد، تعود تلك الجهات لاستلام مخصصاتها ، ثم تعود المشكلة من جديد. الشارع الرياضي لم يعد يكترث كثيرا بالتصريحات الرنانة لمسئولي الوزارة في هذا الخصوص، طالما وانه يشاهد تلك الاطر الرياضية تستلم دون اخلاء حقيقي للعهد المالية، وأقول حقيقي : كون الوزارة تكتفي فقط بالسؤال عن ما تعطيه هي والصندوق، فيما تتغاضى كليا عن الهبات التي تمنحها الاتحادات القارية والدولية والسفارات والأطر ذات العلاقة. كل الاتحادات المرتبطة بنظيراتها القارية والعالمية تستلم دعما، وبغض النظر عن تفاوته بين اتحاد واخر، الا ان هذا لا يعفيها عن تضمينه في حساباتها الختامية، فالاتحادات الخارجية لم تعطه لأشخاص بل لاتحاد يمثل اليمن، وبالتالي فإن من حق الجهات اليمنية الاطلاع عليها وكيفية صرفها. للأسف الشديد كثير من الجماهير الرياضية لا تعرف ان الدولة ممثلة بالوزارة والصندوق هي من تقوم بصرف مستحقات السفر والتذاكر والتغذية والإقامة للأندية والاتحادات الرياضية، وان كانت بعض الاتحادات تقوم بتقديم المبلغ بطريقتها الخاصة، فإن ذلك لا يلغي انها تعود وتستلم ما قدمته من الدعم الحكومي، وهذا ينطبق على النشاطين الداخلي والخارجي. على وزارة الشباب والرياضة الزام الهيئات الرياضية في بلادنا بوجود محاسب قانوني معتمد، وألا تكتفي به، بل عليها ايضا وجود محاسب قانوني حتى يقوم بمراجعة ما قدمته تلك الهيئات، وألا تخلي عهدة اي ناد او اتحاد الا بعد ان يقدم ما يفيد كامل حساباته، سواء التي تقدمها الحكومة اليمنية او الجهات الخارجية، او الشخصيات الاعتبارية ورجال المال اليمنيين. كذلك نتمنى ان تلزم الوزارة كل الاطر الرياضية بنشر بياناتها المالية الختامية المصادق عليها من قبل المحاسبين القانونيين في وسائل الاعلام حتى يتسنى للجميع الوقوف عليها، خاصة جمعياتها العمومية التي لا تعرف إلا رفع الايدي في وقت الانتخابات فقط, وزارة الشباب والرياضة هي المسئولة عن الاموال التي تقدمها ، وهي المسئولة كذلك عن طرق صرفها، وعليها التعرف عن طرق الصرف الصحيحة وفق المعايير المعتمدة لديها، كما ينبغي عليها الوقوف بجدية امام عمليات الصرف الوهمية للبطولات السفرية التي تقام في شهر ديسمبر من اجل اخلاء العهدة فقط. نبارك الخطوات التي قام بها نائب وزير الشباب والرياضة الاستاذ عبد الله بهيان، والقاضية بتقليص ما يستلمه كبار الوزارة، وصرفه لبقية الموظفين، فمن غير العدل ان يستلم عدة افراد ما لا يتقاضاه المئات الاخرين.. فقط نقول له ان موظفي فروع الوزارة بالمحافظات يتضورون جوعا، ولا يجدون من خيرات الصندوق اي ريال.