قبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز طلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي باستضافة الرياض مؤتمرا لحوار الفصائل اليمنية، وذلك تلبية لدعوة من الرئيس هادي. وحمل الرد السعودي على دعوة هادي، بموافقة قادة الخليج على الترتيب لاستضافة المؤتمر تحت مظلة مجلس التعاون، حرصا على دعم الشرعية اليمنية ومنع استفراد طهران بالجار الجنوبي. ولئن لم يتحدد حتى الآن موعد إقامة المؤتمر، لكنّ مراقبين رجحوا أن يتم الأمر خلال أقل من عشرة أيام. وقال الأكاديمي السعودي محمد بن سعيد في تصريح ل”العرب” إن طلب الرئيس اليمني من السعودية استضافة مؤتمر حوار يمني وقبول الخليجيين سريعا “يعد بمثابة إعلان جديد من الشرعية اليمنية لرفض الانقلاب”. وأضاف ابن سعيد حول ما إذا كان المؤتمر بمثابة اتفاق على درب اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية “أن الحل في اليمن على مدار تاريخها لا يأتي سوى من الإقليم الخليجي”. وطالب الأكاديمي السعودي أن يكون هناك اتحاد سياسي بين دول الخليج واليمن لمنع انفراد إيران وأذرعها به. وتملك دول الخليج مقاربات عدة لحل الأزمة اليمنية، تنبثق من رعايتها للمبادرة الخليجية التي حظيت بقبول المجتمع الدولي، وتبناها مجلس الأمن الدولي مدخلا للحل. ويأمل اليمنيون ألا يكتفي الخليجيون بدور رعاية الحوار بين فرقاء الأزمة وإضفاء شرعية إقليمية على سلطة هادي، إلى دعم اقتصادي وعسكري للدولة اليمنية. وقالت مصادر إن دول الخليج تستعد للاعتراف بحكومة جديدة سيعلنها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من عدن.
بيتر سالسبري: سيتلقى هادي دعما من جيرانه إذا رغب باستعادة صنعاء
ويرى بيتر سالسبري الكاتب والمحلل السياسي البريطاني المقيم في صنعاء أن الدول الخليجية “ليس لديها إيمان مطلق بهادي الذي يرونه المسؤول عن تسليم العاصمة إلى الحوثيين دون مقاومة حقيقية”. وأضاف “لكن إذا كان هادي ينوي العودة الآن لاستعادة صنعاء بالقوة، فسيتلقى دعما سخيا بالمال والسلاح من جيرانه”. ويبدو أن الحوثيين يرون تحركات هادي ويدركون حقيقة ما هم مقبلون عليه. ففي 26 فبراير الماضي شن عبدالملك الحوثي زعيم ميليشيا “أنصار الله” هجوما عنيفا على هادي والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة واتهمهم بمحاولات الهيمنة على الرئيس اليمني وتحويل نظام الحكم في البلاد إلى نظام تابع لجهات أجنبية. وعبر دبلوماسيون غربيون عن سخريتهم من خطاب الحوثي، وقالوا إنه “شيء مضحك أن يتحدث هذا الزعيم الشاب عن التبعية بينما خط هاتفه لا ينقطع مع طهران”. لكنهم أكدوا أيضا أنه “في حالة اندلاع أي قتال بين قوات هادي والحوثيين فإنهم سيجدون سبيلا واحدا للتغلب على الحكومة المدعومة من السعودية بالارتماء أكثر في أحضان إيران والاعتماد عليها بشكل أكبر”. وفي 2 مارس الماضي عززت الحكومة الإيرانية الشكوك حول استعدادات الحوثيين لمواجهات عسكرية قد تندلع مع الجيش اليمني حينما أعلنت عن إقامة جسر جوي إلى صنعاء. وجرت معارك عنيفة خلال الساعات الأخيرة بين الحوثيين وقبائل سنية في البيضاء وسط البلاد. وأشارت مصادر قبلية إلى سقوط 22 قتيلا في صفوف المقاتلين الحوثيين، في مؤشر على أن القبائل بدأت مقاومتها الفعلية للسيطرة الحوثية، وإن كان ذاك لا يتم بشكل حرب تقليدية وإنما على طريقة الكر والفر.