يؤسفني أن أرى بعض الجنوبيين المطالبين بتحرير واستقلال الجنوب يؤيدون [ شرعية ] عبدربه هادي منصور رئيس دولة الأحتلال ، مع تأييدهم إلى الآن لأستقلال الجنوب ، والاغلبية يقفون مع [ شرعية ] هادي بحسن نية لأنه حسب زعمهم سوف يأتي منه تحرير الجنوب ، والبعض الآخر ربما بسوء نية ، وإني هنا لا أقف ضد هادي بل اتعاطف معه لانه جنوبي أولاً ، ولأنه تعرض لظلم من الأحتلال لأنه جنوبي أيضاً ، ولكنني أقف وبشدة ضد [ شرعية ] هادي ولعدة أسباب أرى أنها وجيهة. السبب الأول أن وقوفنا مع شرعية يعني خيانة لدماء الشهداء بشكل عام ، والشهداء الذين أرتقوا في 21 فبراير 2013 مقاطعين للأنتخابات ( التي اوصلت هادي لسدة الحكم ) خاصة ، لقد قاطعوها وضحوا بدمائهم الطاهرة الزكية رفضاً للأنتخابات لأنها تشرعن للأحتلال اليمني بأرض الجنوب ، ويأتي اليوم بعض الأخوة الجنوبيين ليقولون بكل سذاجة : نحن مع شرعية هادي. وشرعية هادي تعني بلا أدنى شك أنه ليس هنالك أي أحتلال للجنوب ، وشرعية هادي كرئيساً لليمن الموحد بأكلمة ، وسيقول العالم أجمع حينئذ أن الجنوبيين الوحدويون خرجوا لميادين القتال حينما تعرضت اليمن للخطر دفاعاً عن الشرعية والوحدة ، بينما يعلم كل جنوبي أن من بميادين القتال هم أبناء الجنوب والثورة الجنوبية وأن دفاعهم عن أرض الجنوب والعقيدة من الغزو الشمالي وليس دفاعاً عن شرعية هادي ، ولكن الأعلام العربي ( الذي أشبع قضيتنا تعتيماً ) سيتناسى كل هذا ويغض الطرف ، وينسب الأنتصارات لهنا وهناك.
ولنأخذ جدلاً - ضعوا خطاً تحت كلمة جدلاً - بصحة القول أننا يجب أن نقف مع شرعية هادي ، لأن هادي يعمل بالخفاء لصالح استقلال الجنوب ، نسألهم هل من المعقول أن نبيع قضيتنا ، ونؤيد الشرعية التي تذبح قضيتنا من أجل وهم وظنون قد تخطىء وقد تصيب ، ولكن لنفترض صحة هذا الإدعاء ، ونتخذ خطوة بدعم شرعية هادي كرئيس لليمن الموحد ( وينتهي قولنا أن هنالك احتلال للجنوب ) ، و هادي من جهته يعمل بالخفاء لأستقلال الجنوب ، لكن ماذا لو - لا قدر الله - وخسرنا هذه الحرب ؟ - وهذا أمر وارد- ، سوف نكون أيضاً خسرنا قضيتنا هل نستطيع أن نقول حينها أننا تحت احتلال ، كلا ؛ لأننا وقفنا مع شرعية هادي ، وسيصبح الموضوع كما يريد الشماليون منذ احتلالهم للجنوب قضية نزاع وصراع داخلي ، ولا يوجد أي احتلال ، والدليل حينها وقوفنا مع شرعية هادي التي كما ذكرت وكررت تعني أنه لا احتلال للجنوب.
السبب الثاني - وقد يزعج الكثيرين - هو أن الجنوبيين سأموا وملو وضاقوا ذرعاً من تجارة الأحزاب والقوى بقضيتهم فالأصلاحيين تغنوا بقضيتنا ليل نهار إبان ثورة الشباب 2011 , وذرفوا دموع التماسيح على الجنوب وأعلنوا إنهم يؤيدون أي حل يرضي الجنوبيين وأن كان أستقلال الجنوبيين ، وفورما حققوا أهدافهم السياسية وتقاسموا السلطة مع نظام المخلوع صالح حتى أنقلبوا على الجنوبيين وقتلوا ونكلوا وذبحوا والمجازر في عدن وحضرموت ولحج شاهدة عليهم وعلى كذبهم و عنجهيتهم ، وكذلك فعل الحوثي اللعين الذي كان يصرخ زعيمهم صاحب كهف مران ، إنه مع الجنوب ومع الحل الذي يرضي الجنوبيين ، وأنه ضد ماتعرض له الجنوبيين من ظلم على يد المؤتمر والمخلوع علي عبدالله صالح ، والاصلاح، وحينما أنقلبوا على هادي ووصلوا للسلطة ، وضعوا يدهم بيد المخلوع ، قاموا بغزو الجنوب بحجة إننا تكفيريين بعد أن كفرنا الاصلاحيين عام 1994 بحرب أحتلال الجنوب. إذن مالذي يظمن لنا إن هادي اليوم لا يناور مناورة سياسية لكسب الشارع الجنوبي لتعزيز سلطته ، ويضرب الحوثيين والثورة الجنوبية بحجر واحد حيث أنه سيقول ربما أن انتصر أن الجنوبيين وحدويون والدليل وقوفهم مع شرعيته ، وساعتها سيكون كلامة صحيح.
الأسباب كثيرة التي تدعوني للوقوف ضد شرعية هادي ولكن ذكرت هذه الجزئيتين الهامتين ، ولا ننسى أن هنالك احزاب قذرة الكل يعرفها تنتظر وتترقب اللحظة المناسبة لكي تتسلق المقاومة الجنوبية ، وتنسب انتصارات أبناء الجنوب للشمال، فواعجباه كم يكذبون ، وجميعنا شاهد كيف أنقلب الاعلام العربي البائس من القول بالمقاومة الجنوبية وصولاً الى المقاومة اليمنية ، ومن هنا يبدا التسلق فالحذر ثم الحذر ثم الحذر ياشعب الجنوب.
وأخيراً عبدربه هادي منصور أنا أول من يتضامن معه ، وكجنوبي أشعر بمعاناته وبمرارته ، وأقف معه مؤيدا لخطواته ولكن لا ولن أقف مهما حدث مع شرعيته ، لأنها تشرعن الاحتلال للجنوب وشرعنة احتلال الجنوب سوف يعيدنا لمربع الصفر ، ودماء شهداء الجنوب وعدالة قضيته أغلى بكثير من موقف غير واضح وضبابي ، ولا يستحق أن نقامر هذه المقامرة ، والقِّمار بكلاً الحالات حرام..!
نقاط هامة : * شرعية هادي تعني أنه ليس هنالك أحتلال للجنوب. * هادي يبقى جنوبي له احترامه ويجب نقف معه بهذه الظروف. * الحذر من أي طرف يحاول تسلق القضية الجنوبية خصوصاً أن الكل يجيد التمثيل بالشمال.