* نحن أحقّ بالوطن منكم .. لأننا نمثل خير شريحة في المجتمع ففينا الشيخ الوقور والعالم النحرير وطالب العلم المجتهد والحافظ لكتاب الله تعالى، والأكاديمي والدكتور والأستاذ والمربي الفاضل وذو الجاه والمكانة والمصلح الاجتماعي .. بينما أنتم قد حوت صفوفكم أوباش الناس وسفلة القوم من الصيّع الضيّع، فتُرى بين صفوفكم اللصوص والنهّابين وذوي السوابق والجرائم والخونة والمرتزقة والعابثين بمال الشعب.
* نحن أحقّ بالوطن منكم .. لأننا نخاطب الناس بالحق، وندعوهم إلى الحق ونقودهم بالحق ونحرص على إيصالهم إلى بر الأمن والأمان، ونبعدهم عن الجهل والهلكة .. بينما أنتم تغرقونهم بالأقاويل الكاذبة والأراجيف الباطلة وتزيفون الوقائع وتغلفون الأباطيل بلباس من الحق ظلماً وزوراً.
* نحن أحقّ بالوطن منكم .. لأننا نثبت في الملمات ولا نخون العهد ولا ننكث بالعقود .. بينما أنتم بكل صفاقة وخسة أسلمتم الوطن وعدن خير مثال أسلمتموها للغازين السفاحين، وهربت لجانكم وانكشفت سوأتكم وخنتم أقرب الناس إليكم، وأسلمتم القيادات العسكرية للحوثيين وما كان لهم أن يصلوا إليهم لولا خيانتكم.
* نحن أحقّ بالوطن منكم .. لأننا نفعل ما نقول، ونتبع القول العمل وندع الفعل يدلّ على عزماتنا ويصدّق أقوالنا .. بينما أنتم أغرقتم في الثرثرة والأقاويل، والاستعراضات الفارغة والهيلمان المزيف، والزعيق الفاضي في المليونيات، والصراع على المايكروفونات، و ( الهدّة ) على المنصات، فإذا ما ( حنّ ) الصدق انفضضتم كما ينفضّ المولد، وخرج الناس من مولدكم ( بدون حمّص ) مخدوعين بكم وبأكاذيبكم.
* نحن أحقّ بالوطن منكم .. لأننا نظهر في الشدائد والملمات، والمصائب التي تصيب شعبنا، لنعطي المحروم، وننقذ المستغيث، ونجير الخائف ونؤوي الضائع ، ونطعم الجائع ونسقي العطشان، ونعالج المريض ونعين على نوائب الحق .. بينما أنتم تظهرون في أوقات الرخاء وتبرزون في ساعة النعمة، أجسامكم الغضة قد تعودت على نسيم المكيفات في الفنادق والشقق المفروشة، وأفواهكم قد استمرأت أكل أموال الناس لا إطعامهم، وقتلهم لا إحياءهم، والعزف على جراحهم والمتاجرة بها لا مداواتهم، وتدمير بيوتهم ومساكنهم لا إيواءهم، فلا رخاء إلا لكم ولا نعيم إلا لأجسادكم العفنة وأسركم وأبنائكم، ولا أرصدة إلا في حساباتكم الخاصة، ولا شيء غيركم وللآخرين الطوفان والدمار.
* نحن أحقّ بالوطن منكم .. لأننا قدر الله في الأرض، وأجناده المخلصون، ومجاهدوه الثابتون، مهما حرصتم على تزييف الحقائق وتغيير القناعات وترويج الترهات والأكاذيب .. لأننا يعلم الله أهل الصدق والعدل، والثبات والاستقامة لا سبيل لليأس إلى قلوبنا، قد ذبحنا الإحباط بسكين الثقة .. بينما أنتم لستم سوى دخان تافه يصّعّد في السماء، وفقاعات سخيفة مهما كبرت وتهاولت واتسع حجمها، وورم خبيث مصيره الاستئصال مهما انتفخ وهاج.
* نحن أحقّ بالوطن منكم لأن المستقبل معنا أكثر ضياءً، وأبهج خاتمة، وأحلى ربيعاً .. أما أنتم فلم يرَ الناس من وجوهكم إلا كل مصيبة وشر، وكم عانى الوطن منكم السوء والنكال فارتمى في وهدة الجهل والنسيان وغاص بفضلكم في مستنقع الفقر والتخلف، فلم يبخل الزمن أن ألقى بكم إلى مزابل التاريخ، وسطر سيرتكم اللعينة في صفحاته السوداء.
* في الأخير نحن أحق بالوطن منكم لأننا ما ينفع الناس .. بينما أنتم الزبد الذي لن يلبث أن يذهب ويتشتت ويتناثر في متاهات الكون جفاءً .. يقول الله عزّ وجلّ : " فأما الزبد فيذهبُ جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " صدق الله العظيم .