شهدت مدينة تريم بمحافظة حضرموت عصر يوم الاحد سباق الهجن السنوي او ما يعرف محليا ب(الحيك الحيك ويطلق علية أيضا الربعة) والذي أقيم بمضمار السباق المحلي بمدينة تريم حارة الحاوي حصن عوض الرميلة والذي يكون إيذانا بنتهى فعاليات زيارة شعب نبي الله هود علية السلام . السباق او العادة السنوية حسب تسمية أبناء المدينة تميزت بها تريم منذ القدم حيث تتنافس كل عام عشرات الجمال الاصيلة والمدربة تدريبا عاليا ومزينة بالحناء لتخفيف حرارة الشمس عقب المسافات الطويلة التي تقطعها من مدينة تريم الى شعب نبي الله هود .
بهذه السنة شارك في السباق الاستعراضي اكثر من 60جمالا بجمالهم التي سعوا خلال اكثر من سنة كاملة للتحضيرها وتجهيزها لهذا اليوم الكبير،حيث يحضر السباق عشرات الالاف من أبناء مدينة تريم والضواحي القريبة منها ،ويحضر أيضا عدد من أبناء المحافظات القريبة وبعض من المهتمين بالجمال من الدول العربية القريبة عمان والامارات والسعودية .
السباق يعتبر الاقدم والأكبر والأكثر استمرار بالمنطقة العربية لكون أبناء المدينة يهتمون كثيرا بالتحضير والتجهيز لهذا السباق منذ القدم ويقام كل سنة بشهر شعبان بعد الانتهاء من زيارة شعب نبي الله هود علية السلام .
ياتي ذلك اذانا بوصل اخر دفعه من الزوار الذين غادروا تريم بالجمال في وقتا سابق لاحياء الزيارة السنوية لضريح نبي الله هود عليه السلام الواقع شرقي وادي حضرموت بالقرب من بير برهوت الشهيرة بوادي الاحقاف ، تلك الزيارة التي تبداء اول شعائرها في السابع من شعبان الجاري وتختتم فعالياتها هذا اليوم حيث توافد عشرات الالاف من الزوار الى تلك الاماكن لشهود طقوس هذه الزيارة وهذا المهرجان الدعوي السنوي الموغل في القدم ، وما يصاحب ذلك من اقامة اكبر سوق تجاري متنقل على الاطلاق تشهده حضرموت .
ويعتبر هذا التقليد أو ما يسميه الناس هنا (ألربعه ) أو (ألحيك حيك ) عادة سنوية يحرص اغلب الناس في مدينة تريم وبعض المدن المجاورة على حضورها وعدم التفريط فيها فهي احدى المحطات السنوية الترفيهه والتي حرص الانسان الحضرمي على احياءها خلال اشهر السنه باعتبارها فترات نقاهه تبعث بالكثير من الاستمتاع والسعادة والحيوية في صدور الكبار قبل الصغار كما تعتبر هذه الحادثة ذكرى تشعر الناس بقرب شهر رمضان المبارك وقدوم روحانيته العظيمة .
أبناء مدينة تريم ومنذ القدم دأبوا على التمسك بعاداتهم وتقاليدهم التي سعت دائما سلطات نظام صنعاء الى طمسها تارة بردم وسفلتة مكان السباق الاول وتارة بشن بعض الحملات المغرضة على زيارة شعب هود إلا ان كل هذه الاعمال لم تمنعهم من مواصلة احياء ما تركه لهم الاجداد من ارث حضاري كبير واثبتوا للداخل والخارج بانهم امة متمسكة بتراثها وتاريخها المتجذر في التاريخ.
ويقام هذا السباق سابقا في احد شوارع المدينة التاريخية المحيط بالقصور الأثرية (شارع سلمانه). وإما ألان وبعد تعبيد ذلك الشارع نقل الى مكان اخر ليس ببعيد من هذا المكان وحسب الكثيرين فقد اعتمد ت مخصصات ومناقصات كثيرة لبناء مضمار سباق بتريم ولوازمه من مدرجات وتسوية وتحسين وحمايات للجماهير لإعداده كمضمار سباق للهجن دائم ولكن للأسف كما هي العادة لم يتحقق أي شي , وتاتي اهمية هذا المشروع لتقليل من المخاطر التي يتعرض لها الجمهور والرواحل على حدا سواء و لتجنب وقوع الاصابات التي كانت تحدث دائما حيث ان بعض تلك الرواحل تخترق صفوف الجماهير وتتسبب في اثارة الهلع بين اوساط الجماهير وتتسبب ايضا في حوادث التطام بعدد كبير من الجماهير مما يودي الى اصابة العديد من الاشخاص بين خفيفة و متوسطة وخطيرة