أنه لامرمؤسف ومحزن حقا مايتخذه الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي من مواقف عدائية ومخاوف خيالية لا صلة لها بالواقع تجاه الشعب الجنوبي بشكل خاص, والشعب اليمني بشكل عام .. في الوقت الذي يدًعون بوسائل إعلامهم انهم يقفون إلى جانب الشعب اليمني والشعوب العربية لدعمها ومساعدتها, نراهم يسلكون عكس ذالك تماما على ارض الواقع .. يتدخلون في الشؤون الداخلية للدول والشعوبالأخرى بشكل مباشروغيرمباشر, ومايحصل في اليمن من قتل يومي للابرياء وتدميرللاقتصاد والوطن خير دليل على ذالك.. فلا يهمهم مثلا: معانات الناس الأنسانية في عدن وبعض المدن الاخرى .. نشاهد أهالي عدن بأطفالها ونسائها وشيوخها يصرخون بأعلى أصواتهم للنجدة من كارثة إنسانية وشيكة, بسبب الحرب الظالمة والحصارالخانق لها من قبل قوات صالح والحوثين, وانتشارالاوبئة والامراض القاتلة, ولم يجد ون منقذ حتى هذه اللحظة. "العالم لا يتحطم بواسطة الاشراربل بواسطة من يشاهدونهم دون ان يفعلوا شيئا " أنيستن بامكان دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية معالجة الازمة اليمنية, بحنكة وحكمة وعدل وإنصاف للمظلومين لا مع الظالمين, بعيدا عن الحسابات الضيقة والاطماع المريضة في النفوس .. بموقف سياسي خليجي قوي ودعم مالي سخي, يعود بمردود ايجابي للمملكة ودول الخليج, ويجني ثمرته الشعب في الجنوب والشمال, بدلا عن سياسة القوة والعنف والإملاء القهري والتعالي والكبرياء على المستضعفين . "فما القوي قويا رغم عزته ** عند الخصومة والفاروق قاضيها ** وما الضعيف ضعيفا بعد حجته ** وأن تخاصم واليها وراعيها **أمنت لما أقمت العدل بينهم ** فنمت قرير العين هانيها." حافظ إبراهيم
وفي الوقت الذي تتحرك الرمال من تحت اقدام الخليجين ببطى ونارهادئة, نراهم يغضون ابصارهم عنها رغم إدراكهم بمخاطرها على مستقبل الجزيرة والخليج, ولكنهم لايعون بمايفعلون ويتجاهلون الحقائق والتاريخ .. يستمرون في إتباع سياسات خاطئة, ومواقف مزدوجة غير مدروسة استراتيجيا داخل مجلس التعاون الخليجي, الذي تهدده الرياح العاصقة من كل الاتجاهات في ظل تغيرموازين القوى الدولية وظهور قوى إقليمية جديدة فاعلة ومؤثرة في المنطقة .. ومع هذا يتدخلون سلبا في شؤون الدول العربية والدول المجاورة وشعوبها الحرة, وكأنهم لايفقهون بعلم السياسة والمنظق شئ ً بعض دول الخليج تحشر نفسها في العراق وسوريا ومصروليبيا واليمن ..لخ لتنفذ أجندات سياسية خفية لا تدرك نتائجها الوخيمة والخطيرة على الشعوب والاوطان, بفعل حماقاتهم البلهاء وأموالهم وإعلامهم الموجه لإشعال الحرائق وتعميق الصراعات المارثونية في المنطقة العربية كما نراه في قناة الجزيرة والعربية والحدث وغيرها من وسائل الإعلام الرخيصة .. يكذبون ويزيفون الحقائق ويتطاولون على بلدان وشعوب أكثرمنهم ثقافة وحضارة , وفي المقابل يديرون ظهورهم ويعتًمون إعلامهم تجاه القضاياء الإنسانية الاساسية والمهمة بل ويقفون حجرعثرة امام مطالب الشعوب المظلومة الضعيفة المسالمة, التي تنادي بحريتها وأمنها وأستقرارها كما هوالحال مع شعب الجنوب الابي الصامد, والصابرعلى الظلمة والمواقف السلبية المنحازة للقومجين العرب
لقد كانت المبادرة الخليجية واحدة من الأخطاء السياسية القاتلة لليمن ولدول مجلس التعاون الخليجي .. حيث حققت بعض الاهداف حينها كنزع فتيل الحرب بين القوى التقليدية والقبلية في صنعاء, وقضت على ثورة الشباب والتغيرفي الشمال, وتجاهلت الحراك الجنوبي السلمي في الجنوب .. وهي التي اوصلت اليمن إلى هذا المستنقع الخطير!!.. ومع هذا دول الخليج لاتريد الاعتراف بفشلها, ومازالو يتمسكون بها لفرض تقسيم اليمن إلى سته اقاليم, بما يلبي أهداف المملكة العربية السعودية بعيدة المدى .. وهذه المبادرة لم تاتي بحلول جذرية للازمة اليمنية ولم تعطي أهتمام بمطالب الشعب والقوى الفاعلة على الساحتين الجنوبية والشمالية وكانت قنبلة موقوته يحصدها اليمنيون اليوم .. إلى متى يظل الموقف الخليجي مخيب لتطلعات وآمال الشعب الجنوبي وزرع الاحقاد والفتن بين أبناء اليمن