(بدلا من وطن / أعطني كفن/ بدلا من امان / اقتلني بسوء ظن/ لكي يلقبوك البطل / سيف بن ذو يزن / انتهى الدجل / وما عادت لعبة المظلوم تخدعني/ ما عدت في نظري / غير حرباء / تتلون مع الزمن) قالها الامام احمد حاكم الشمال للشيخ عيدروس الهلالي الخليفي ومجموعته من قبائل الجنوب عندما طلب منه معاهدة وحلف ضد بريطانيا التي كانت تحتل الجنوب في خمسينيات القرن العشرين: اسمع يا شيخ عيدروس (والله إنه أفضل لكم أن يحكمكم نصراني من لندن ولا مسلم من صنعاء). صدق الإمام ورحمة الله عليه. فكل دقيقه ولحظه منذ 25 سنه هي عمر الوحدة ونحن نحس بصدق نصيحته. فالاحتلال البريطاني حكم الجنوب 129 سنه جعل من عدن أجمل مدينه في الجزيرة وبنى فيها اول وأكبر مصفاة في الشرق الأوسط وأول مطار وأفضل ميناء وحتى وهو يخوض صراع حرب التحرير مع ثوار الجنوب لم يقصف او يدمر ما بناه فيها من مصافي وميناء ومطار ووحدات سكنيه وشوارع وبنيه تحتية وغيرها. الاحتلال الشمالي للجنوب في 25 سنه دمر البنيه التحتية لكل الجنوب وقصف مصفاة ومطار وميناء عدن وكل شيء جميل وارجع الجنوب الى القرون الوسطى .ولنضع مقارنه بسيطة وبعض الأمثلة التي لاتعد ولأتحصى لتعرف الأجيال الفرق الكبير بين الاستعمار البريطاني للجنوب والاحتلال الشمالي له لتقدر نصيحة الامام احمد فقد كان الحاكم البريطاني النصراني يتحلى بروح وسماحة وتعامل الإسلام مقارنه بالحكام اليمنيين الشماليين للجنوب الذين حكموه بطبع التتار من قتل وبطش وتهميش واقصاء وفيد ونهب وإرهاب ومناطقيه وعنصريه وطائفيه .واليكم امثله من المقارنة : أولا-الاستعمار البريطاني للجنوب: ا-تأهيل البنية التحتية للمدن من ماء وكهرباء ومواصلات واتصالات وبريد واداره وتطوير حضري وبناء المستشفيات والمساجد والمعابد والكنائس والمدارس والمعاهد والمؤسسات التشريعية والتنفيذية وربطها بالعالم وبناء أقدم وأول ميناء ومطار في الجزيرة العربية أقدم وأكبر مصفاة في الشرق الأوسط بناهما في مدينة عدن التي جعلها قبلة التجار والسياح من الشرق والغرب. 2-تطوير قدرات الانسان في عدن والجنوب...والاهتمام بالتأهيل والتدريب ورعاية المتفوقين حتى أصبح الكادر العدني والجنوبي محل اهتمام دول الإقليم حتى هذه اللحظة ومثالا على ذلك الرئيس هادي الذي درس في لندن. ولازالت تصرف الرواتب من لندن لمنتسبي الإدارة البريطانية في الجنوب حتى اللحظة. وتم الوفاء باي عهود او مواثيق او اتفاقات حتى اللحظة مع الحكومات او الأشخاص. 3-مع اشتداد صراع بريطانيا مع المقاومة الجنوبية. كانت بريطانيا تعامل الأسير باحترام وانسانيه وتضمن حقوقه وحتى في انتفاضه 20 يونيو عند محاصرة كريتر وقتل 16 بريطاني من قبل الثوار لم تقتحم بريطانيا المدن وتقصف عشوائيا. بل فضلت الحوار السياسي مع الجبهة القومية لضمان سلامة السكان. ثانيا-الاحتلال اليمني الشمالي للجنوب: 1-ضرب البنية التحتية لعدن والجنوب من ماء وكهرباء وطرق واتصالات وغيرها ومحاولة طمس هويته الدينية والتاريخية والحضارية وذلك بهدم أقدم مساجده واثاره ونشر البناء العشوائي وعمل إنفاق تحت المدن ليس للمترو ولكن لتسهيل العمليات القتالية لجيوشه ونشر الخلايا النائمة والإرهابية لقتل أبناء الجنوب وإطلاق الفتاوى التي تبيح قتل أبناء الجنوب من قبل شيوخ الدين في الشمال. وتدمير المطارات والموانئ وأخيرا ضرب المصفاة. 2-تهميش واقصاء الكوادر الجنوبية وإخراج نصف مليون موظف من وظائفهم وتجهيل أبناء الجنوب واجياله ومحاصرتهم بالبطالة والحرمان من التعليم. حتى لا يكون لهم الا طرق محدده وهي الشارع والجهل والمخدرات والالتحاق بالبؤر الإرهابية التي تتبع حكام صنعاء وعندها اما ان يكون خاتم بأيديهم لضرب بلاده ومواطني بلده الجنوب او تلصق به تهمة الإرهاب ويبلغ عنه ليتم ضربه من الطائرات الأميركية او من نفس عصابات صنعاء. بينما أولاد حكام صنعاء يدرسوا في أفضل الجامعات في العالم. وتصرف لهم رواتب من الدولة وهم لازالوا طلاب في الخارج او الداخل. 3-النكث بكل المعاهدات والاتفاقيات الموقعة مع حكام وأبناء الجنوب. تعطيل دور وعالمية ميناء عدن وتأجيره لمواني اقليميه كمخازن. واحتكار كل المسطحات البحرية الواسعة والسماح لشركات الاصطياد الأجنبية بالعبث بالمراعي والاصطياد الأسماك مقابل مبالغ تذهب لجيوب حكام الشمال مما أدى لحرمان أبناء الجنوب من اهم وجبه كانت لديهم وهي الأسماك. 4-واخير اتخاذ قرار اجتياح الجنوب وابادة شعبه بحجة محاربة الدواعش وتم محاصرة سكان عدن المسالمين في أربع مديريات نزحوا اليها من مديرياتهم الأربع التي دمرتها جيوش حكام الشمال وتم قطع عنهم الكهرباء والماء والاتصالات والرواتب والغذاء والدواء والوقود ونشر فيروسات الأوبئة الفتاكة ومنع سفن الإغاثة ان توصلهم ويتم حتى اللحظة ضربهم بالهاون والكاتيوشا عشوائيا والمحاولات المستميتة اقتحام هذه المديريات. وقتل أفضل شباب ورجال الجنوب الذين اخرجتهم الغيرة للدفاع عن مدنهم واهلهم واعراضهم بينما من يقولون انهم دواعش فهم موجودين في الشمال او هربوا في الخارج او يقاتلوا مع الغزاة ضد أبناء الجنوب واستخدموا الأسلحة الثقيلة والقناصة والتمثيل بالأسرى ووضعهم في مرمى طيران التحالف وخطف الامنين لذلك. وتامر الطرف الاخر من حكام الشمال في الرياض على أبناء الجنوب ومقاومته الجنوبية وعدم دعمها بالسلاح والمال والمواد الغذائية والطبية والوقود وضربها بالطيران ان حاولت التقدم لتحرير اراضيها ومحاولة إطالة امد الحرب لإبادة أكبر قدر ممكن من الجنوبيين وتدمير بلدهم.
(لما الزعل/ حينما نرفض التدجين / في عشة الشيخ المبجل / والقائد المزيف المرصع بالنياشين / في دوله اسمها الأول / في كل جداول الفشل / اين الخلل / حينما نرفض التهجين / مع العميل واللص والمعتل / والشيخ المغفل يحكم الملايين/ في زريبة تملى بالعلل / تحكمها عصابه حولت الشمال / الى طوائف متناحرة / ومشايخ نافذه / وتجمعات وكتل / اخرجته من تصنيف الدول/ اين الخلل / حين قرر الجنوب من افعالها / ان ينفصل/ عصابه تمتهن القتل / أصبنا بها في الجنوب والشمال / مصابا جلل)
