سيطرت المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الاثنين، على مديرية لودر آخر معاقل الحوثيين في محافظة أبينجنوبياليمن، لتكون بذلك قد سيطرت بالكامل على 4 محافظاتجنوبية. وقال مصدر في المقاومة الشعبية طلب عدم الكشف عن هويته "إن المقاومة الشعبية مسنودة بالجيش الوطني الموالي لهادي سيطروا ظهر الاثنين على لودر وطردوا مسلحي الحوثي منها ويعملون على ملاحقة الفارين منهم في جبل ثرة المؤدي إلى محافظة البيضاء(وسط). ووفقا لهذه التطورات، بات معظم جنوباليمن تحت سيطرة قوات هادي لاسيما مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب وثاني اكبر المدن المدنية، ومحافظة لحج التي تتضمن قاعدة العند الجوية الاكبر في البلاد، ومحافظة الضالع وابين. وقالت مصادر محلية إن نائب رئيس مجلس النواب اليمني محمد الشدادي أصيب بجروح فيما قتل 4 من مرافقيه، كما أصيب وزير الداخلية السابق حسين بن عرب بجروح الاثنين اثناء قيادتها للقتال ضد المتمردين الحوثيين في لودر آخر معاقل الانقلابيين بمحافظة ابينالجنوبية. وذكرت المصادر المحلية ان الشدادي وبن عرب وهما مقربان من هادي ومنحدران مثله من ابين، اصيبا في كمين مسلح تعرضا له في محافظة أبينجنوبياليمن. واتهم مسؤول محلي طلب عدم نشر اسمه مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثي) بالوقوف وراء الاعتداء، مشيرا إلى أن الهجوم وقع في بلدة العين، التي تبعد 10 كيلومترات عن مدينة لودر التابعة لمحافظة أبين. وأشارت المصادر إلى أنه بعد تحرير أربع محافظاتجنوبية بالكامل (عدنولحج والضالع وأبين) سيكون أمام المقاومة الشعبية التوجه للسيطرة على محافظة شبوة، آخر محافظة جنوبية يتواجد فيه الحوثيون. وما زالت محافظة شبوةالجنوبية تحت سيطرة الحوثيين وحلفائهم من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، فيما يستعر القتال في محافظتي تعز (ثالث مدن البلاد - جنوب غرب) واب (جنوبصنعاء). وذكرت مصادر محلية ان قوات المقاومة الشعبية، وهو الاسم الذي يطلق على مجمل القوات الموالية لهادي التي تقاتل الحوثيين، استكملت السيطرة على مدينة شقرة الساحلية في ابين ومدينة العين، وبات القتال يتركز في لودر. وتتضمن المقاومة الشعبية قوات يمنية موالية لهادي مدربة من قبل دول التحالف الذي تقوده السعودية، وفصائل جنوبية وقبلية. وذكر شهود عيان ان جثث المقاتلين مرمية على الطرق في لودر حيث تمكنت القوات الموالية لهادي من السيطرة على عدد من المدرعات التابعة للحوثيين وحلفائهم. وذكر مصدر طبي في عدن ان 16 شخصا من مقاتلي المقاومة الشعبية قتلوا خلال الساعات ال24 الاخيرة في ابين واصيب عشرات بجروح، وذلك خصوصا بسبب انفجار الالغام الارضية التي زرعها الحوثيون. وفي محافظة تعز (وسط) قالت مصادر في المقاومة الشعبية إن 15 من مسلحي جماعة أنصار الله قتلوا فيما قتل اثنان من مسلحي المقاومة الشعبية في اشتباكات اندلعت بين الطرفين خلال ال24 ساعة الماضية. وأضافت المصادر أن 30 من مسلحي الحوثي أصيبوا خلال هذه المواجهات فيما أصيب 5 من مسلحي المقاومة الشعبية. إلى ذلك؛ قتل 3 من مسلحي الحوثي صباح الإثنين، في هجوم للمقاومة بمحافظة الحديدة غربي اليمن، حسب شهود عيان. وقال الشهود إن 3 من مسلحي الحوثي قتلوا فيما أصيب اثنان آخران جراء هجوم مسلح من قبل مقاتلي المقاومة الشعبية استهدف نقطة تفتيش للحوثيين في مديرية جبل رأس بمحافظة الحديدة. وقال سكان ومسؤولون محليون إن مقاتلين مناهضين لجماعة الحوثي سيطروا على أربع مناطق في محافظة إب بوسط البلاد الاثنين الأمر الذي يقرب المقاومة المسلحة من معقل الحوثيين في العاصمة صنعاء. وسيطر رجال قبائل مسلحون ومتشددون اسلاميون من السنة موالون لحكومة هادي على هذه المناطق وسط اشتباكات عنيفة مع الحوثيين الشيعة في أحدث مكاسب يحققونها في الشمال بمساندة ضربات جوية يشنها التحالف العربي وأسلحها يقدمها للمقاتلين. وكانت الرضمة هي أبعد منطقة إلى الشمال يسيطر عليها المقاتلون المناوئين للحوثيين وتبعد 125 كيلومترا من صنعاء. وكان الحوثيون المدعومون من ايران استولوا على الرضمة في سبتمبر/أيلول فيما قالوا إنها ثورة ضد المسؤولين الفاسدين الذين يدعمهم الغرب. وتحولت الأزمة السياسية في اليمن إلى حرب أهلية في أواخر مارس/اذار حينما تقدم الحوثيون جنوبا صوب ميناء عدن مما دفع هادي إلى التوجه إلى السعودية وقيادة المواجهة مع الحوثيين من هناك. قال فريق من منظمة اطباء بلا حدود غير الحكومية الاثنين ان الوضع الصحي والانساني في اليمن بات "مقلقا" مطالبا اطراف النزاع بعدم استهداف المرافق الطبية وتقديم العون اللازم. وقال غزالي بابكير، رئيس بعثة اطباء بلا حدود في اليمن، في مؤتمر صحافي في عمان ان "الوضع الصحي والانساني في اليمن مقلق". واضاف ان "الاستجابة الدولية لهذه الازمة الانسانية خجولة ويشوبها التقصير"، مؤكدا ان "الاحتياجات هائلة جدا وتفوق قدرات المنظمات الاغاثية الحالية الموجودة". واشار بابكير الى انه "في ظل العنف المستمر (...) يعاني اليمنيون من صعوبة الحصول على الخدمة الطبية النوعية والرعاية الصحية بدءا برعاية الحوامل وصولا الى جرحى النزاع". اما تيري غوفو منسق برامج المنظمة في اليمن فقال ان "الاحتياجات هائلة والناس بحاجة الى الوصول الى احتياجاتهم الاساسية". واضاف "لقد عملت لعشر سنوات مع منظمة اطباء بلا حدود ولم ار ابدا من قبل هذا المستوى من العنف". وناشد الفريق اطراف النزاع "احترام المرافق الطبية والكوادر العاملة فيها" اضافة الى "تسهيل وصول المساعدات المطلوبة وتسهيل نقل المرضى في اسرع وقت الى المرافق الصحية". وحض المجتمع الدولي على "زيادة الجهود المبذولة لرفع المعاناة عن الشعب اليمني وزيادة الكوادر الاجنبية لمساعدة الكوادر المحلية فالحاجة على ارض الواقع تفوق التصور". وبحسب المتحدثين فان فرق اطباء بلا حدود في اليمن عاينت اكثر من 55 الف مراجع في غرف الطوارئ، واستقبلت 9095 جريحا نتيجة النزاع خضع نحو 4303 منهم لعمليات جراحية. وكانت المنظمة حذرت الاسبوع الماضي من ان القطاع الصحي اليمني على وشك الانهيار بعد اربعة اشهر من المعارك. وكان الحوثيون المدعومون من ايران والمتحالفون عسكريا مع قوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، انطلقوا عام 2014 من معاقلهم في شمال البلاد في حملة توسعية جنوبا وسيطروا على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014. وتوجهوا بعد ذلك الى عدن، ثاني اكبر مدن البلاد، واضطر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الى المغادرة الى السعودية بعدما جعل من عدن عاصمة موقتة لشهر واحد فقط. وفي 26 اذار/مارس، اطلق التحالف العربي الذي تقوده السعودية حملة عسكرية جوية ضد الحوثيين. وفي الثالث من آب/اغسطس، نشر مئات الجنود من دول الخليج الاعضاء في التحالف حول عدن لتأمين كبرى مدن جنوباليمن.