الأمم لا تنهض إلا بتكاتف وصمود أبنائها أن من يتأمل في تاريخ العالم يجد أن يملك زمام الأمور هو من تمكنا وشكل من المدنية والسلمية عقيدة وإيمان وفي وقتنا الراهن نجد ان الكثير من المدن ممن اتسمت بالمدينة والسلمية يستهدف كيانها وتاريخها ووجودها مما يجعلها في دائرة الخطر . أن الأمن والاستقرار في عاصمة الجنوب الابدية عدن مسؤولية تقع على عاتق الجميع لأجل تأسيس دولة جديدة ينعم فيها الفرد بالحرية والعدالة ،وتتوفر له بين جنباتها الحياة الكريمة والعيش الرغيد؛ وان من أهم مبادي ثورة الجنوبية الثانية توحيد الجهود والمساعي لبناء الجنوب الجديد دولة تسعى لإزالة كل الرواسب ومخلفات النظام اليمني القبلي المتخلف من سلوكيات الناس وذاكرتهم لتجنب شعب الجنوب ويلات التعثر والسقوط من جديد .
القول هو ان نذكر حقيقه في غاية الأهمية وهي ان السلاح في الجنوب عامة وحاضرتيهما عدن وحضرموت خاصة ليست من مظاهر الحياة اليومية بل هي ضرورة ملحة فرضها واقع سيئ على الأرض وكم كانت أرض الجنوب نموذجًا امثل يحتذى به في دولة يعتبر حمل السلاح فيها مرجله ونوع من انوع الشهرة والمفاخرة .
عدن مدينة السلام والتعايش سميت بهاف لندن وعروس البحر العربي وثغر اليمن الباسم ، لو كتبنا عنها الاف المرات لما وفينا حقها وكم هي بالوقت الحالي تحتاج الى من يعيد لها تاريخها وسلمها الضائع .
لقد شكلت السلمية والمدنية عبر تاريخ عدن عنصر من عناصر القوة وركيزة من ركائزها الحضارية المعاصرة . فكانت المدنية الدعامة التي بنيت عليها عدن إيماناً وايقاناً من عدن وابنائها عبر العصور ، ان الامم لا تنهض إلا بالمدنية وما القوة إلا حاجة للضرورة لكسر معادلة ما وعكس مسار وتحويل واقع لكونها وسيلة من وسائل الدفاع منطق من لا منطق له يلوح في افق عدن ويهدد مدنيتها وسلمها وهو ما يغفل عنه الكثيرون
أن مدنية عدن في خطر مدقع فهل سيستوعب أبنائها ما يحدث فيها ليعيدوا التوازن ويعالجوا الاختلال انتشار حملة السلاح وبيعه في السوق السوداء عامل من عوامل الاندثار الحضاري ولتضع رقبه عدن تحت مفصل الثارات القبلية وتحولها إلى ساحة صراع خاصة وان هناك من يتربص بعدن .
لا ننكر أن تغيرات الاجواء على الأرض فاجأت ابناء الجنوب عامة وعدن خاصة فوجد البعض نفسه في ساحة صراع" غابيه" يكشر كل شخص للآخر عن انيابه وليتربص البعض بالبعض ليضطر البعض الى حمل السلاح لتثبيت حقه وللدفاع عن نفسه وإساءة البعض استخدامه عدن بحاجة الى فرض الأمن فيها وهذا لن يتم الا اذا وجد حامل يضم الجميع تحت لوائه ليصوغ التشريعات ويحكم القانون في كل مناحي الحياة المدنية والعسكرية
قد يعترض البعض على رفع حمل السلاح عن المدن وقد يصل البعض الى درجة التخوين لنا لكن الحقيقة تقال نحن لا ننكر ولاينكر الا جاحد دور شباب الجنوب عندما كانت عدن بحاجتهم في ماساتها لولى الله وهم وقوات التحالف العربي لما فرضت السيطرة على الأرض ضد من حاربهم لحملهم الهوية العربية الجنوبية لكن منطق العقل يحتم علينا النظر جيدا في تأملات الخديعة لما وراى رفع شعار الدفاع عن النفس ان رفع هذا الشعار جيداً جداً لكن عندما يكون بغير محله هنا علينا إعادة النظر جيداً لما سيؤول إليه الوضع في هذه الحالة .
يتربص العدو بابناء الجنوب بخدع عديدة ومكر لا ينتهي ونشر سياسة التخوين وبث سموم سياسة فرق تسد ان نسبة الاختراق لايدلوجية الشعب الجنوبي ومنظومته الفكرية بدأت بقوة منذ صيف94م لياؤول الصراع على اشده في الوقت الراهن .
ان انتشار الخطر في عدن بعده صور يهدد امنها واستقرارها واخطر صورة يتمثل بها الخطر هو خطر الخلايا النائمة والذين جلهم من العمالة الوافدة والصورة الثانية هي انتشار السلاح في عدن وهما وجهان لعملة واحدة عنوانها.
(خطر ) ان الانفلات الأمنى الذي تعيشه عدن بل والجنوب عامة حدث عنه ولا حرج وهو خطر اخطر بكثير من خطر الحرب النظامية ان انتشار الخلايا النائمة من العمالة الوافدة وممن لا مبدا ولادين لهم لاستباحة الأرض الجنوبية بطرق ملتوية ليصفي ويبيد بمنطق الغدر والخيانة ليثبت مدى انحدارهم إلى اسوى الاخلاق.
وهنا يجب علينا ان نقف وقفه جاده على حقيقة ما يجري لاخضاع المخلين لتطبيق أحكام القانون حتى لا تغرق عدن والجنوب عامة في مستنقع يخطط له اعدائها وهذا لن يتم الا اذا بسطت الدولة نفوذها .
ان مجريات الأحداث في عدن واضحة معالمها ومن هم المسؤولين وراء محاولة تحويل جنة عدن إلى جهنم يشار اليهم بالبنان فهل سنرى في الأيام القادمة وقفه جاده من مسؤولي عدن لتلافي وقوع مشكلات أكثر ومعاقبة المخلين مهما كانت توجهاتهم ودفن مسمى العاطفة حتى اشعار اخر وهنا لا يسعني الا ان اقول واكرر مرة اخرى ( وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ) .
ان ارسى الأمن في عدن وتدعيم ركائزه لن يتم الا بفرض قوة المدنية وفرض منع حمل السلاح الا بترخيص فستتاب الأمن وفرضه في الوقت الراهن يهم الجميع فهو مصير ثورة. ومستقبل وطن يحتاج الى قوة الدولة ورحابة صدر المجتمع حتى نصل الى وطن معافى سليم قادر على العطاء والتواصل الحضاري ينفتح على العالم .
وكون النصر في الجنوب لم يكتمل حتى اللحظة ولا تزال هناك بعض المناطق تخوض المعارك لتحرير نفسها من العدوان وأتمنى ان يجمع السلاح في عدن من هؤلاء الذين يسببون الخطر لحياة الناس ولانفسهم مد تلك الجبهات وتعزيز المناطق الحدودية فالتحدي كبير لتشكيل ملامح الدولة الجنوبية ولإثبات مدنية الدولة القادمة