تستعد منظمة "حماية الشبابSave Youth خلال الأيام القليلة القادمة لإطلاق المرحلة الثانية من مشروع "الإغاثة العاجلة" UAID، والذي تم تدشينه في مديرية كريتر بمدينة عدن منذ أربعة أشهر، وينفذ بجهد ودعم ذاتي من قبل مجلس أمناء وطاقم إدارة وأعضاء المنظمة. تتمثل المرحلة الثانية من المشروع المذكور آنفاً بافتتاح أقسام خاصة بالإنعاش ورقود المرضى والأشعة والنساء والولادة، إلى جانب قسم تطعيم الأطفال، وعيادتين للأطفال والباطني، ووحدة خاصة بتغذية الأطفال، وغرف للصيدلية والمختبر والطوارئ على مدار 24 ساعة، تم افتتاحها قبل شهر في المجمع الميداني بكريتر. وفي تصريح له أكد مدير المشروع الناشط/محمد مكاوي أن المنظمة تشرف عبر موظفيها وأعضاءها على سير عمل المشروع، حيث عملت على توفير طاقمين طبي وتمريضي متخصصين، اختارتهما بعناية فائقة وحذر شديد؛ ليكونا على قدر كبير من المسئولية بتقديم الخدمات الطبية والصحية أمام ما عاناه سكان المديرية خاصة وعدن عامة من أمراض وأوبئة خلفتها الحرب، التي شهدتها المدينة، وتطرق بإطار حديثه إلى بعض الصعوبات، التي تعرقل سير عمل المشروع بالمجمع، مشيراً: "رغم صعوبة إدخال المستلزمات الصحية والمعدات والأجهزة الطبية ومختلف أنواع الأدوية عبر مداخل المدينة إلى المجمعات الطبية والمستشفيات، من بينها المجمع الميداني بكريتر، ومشقة الحصول على ما يكفي من المحروقات لتشغيل الأجهزة الطبية؛ إلا أن القائمين على المشروع مستمرين بتغطية الخدمات بالإمكانيات المتوفرة حالياً". وأضاف: "يستقبل المركز الطبي التابع للمشروع في اليوم الواحد ما يزيد عن 100 حالة مرضية من أبناء وأهالي كريتر، وهو عدد أكبر من السابق بعد عودة بعض الأسر إلى بيوتها، بما يعني أن الحاجة للإمكانيات الطبية والصحية ستزداد في الأيام التالية"، منوهاً إلى أن أغلب الحالات المرضية تعاني من الإسهال الحاد، بسبب تلوث مياه الاستخدام المنزلي بمخلفات الحرب، وعدم التأكد من نظافة مياه الآبار المغلقة منذ سنوات، ما نتج عنه تسجيل نسبة كبيرة من الوفيات، أغلبها من الأطفال"، وعن آلية عمل المركز قال: "يتم التعامل مع كل حالة مرضية بالكرت الذي يحمله، وفيه بياناته ونوعية وكمية الأدوية التي صُرفت له، وبالنسبة للحالات المرضية الحرجة يتم إسعافها أولياً وبعد ذلك تحول إلى مراكز طبية أو مستشفيات، ذات استعداد للتعامل معها، ويحتفظ المركز بسجلات، تحوي إحصائيات عن عدد المرضى وبياناتهم وأنواع الأمراض والأدوية، كما وفرنا خط ساخن على مدار 24 ساعة؛ لتقديم الاستشارات الصحية، وكذا سيارة إسعاف، ويجري خلال هذه الفترة تغطية العمل للمرحلة الثانية من المشروع، وإعادة صيانة متكاملة للأجهزة الطبية، وشراء معدات جديدة، وإعداد المركز بمعايير طبية عالية؛ فبعد عودة الحياة الطبيعية للمدينة، وتجاوز الكارثة الصحية، سنعمل على تحويل المركز الطبي إلى مركز ميداني وسط كريتر، خاص بالحميّات". من جهته أوضح المدير اللوجستي للمركز الطبي/قاهر علي بأن المشروع جاء نتيجة توقيع اتفاقية بين المنظمة ومكتب وزارة الصحة بعدن، تقوم على مبدأ الشراكة بينهما، وأبدى المكتب ممثلاً بمديره الدكتور/الخضر الأصور استعداد الوزارة بتقديم الدعم اللوجستي والطبي لإدارة وأطباء وممرضي المركز، منوهاً أن الأصور عين مدير عام مكتب التخطيط بالصحة/علي سعيد؛ ليلعب دور الوسيط بين الجهتين، والتنسيق بين إدارتيهما، برفع الاحتياجات والتقارير الدورية. وأوضح أنه متى ما توفر الدعم اللازم سيتم إعادة افتتاح المركز الطبي في منطقة "فقم" بمديرية البريقة، الذي أعادة تشغيله المنظمة في فترة سابقة، وأغلق بسبب انتقال طاقماه الطبي والتمريضي إلى العمل في المركز الطبي بكريتر؛ لتخفيف الضغط عليه، وذلك نتيجة انتشار الأمراض السارية بشكل كبير بين سكان المديرية، تزامناً مع توقف العمل في كثير من المجمعات الطبية والمستشفيات بكريتر، وعدم وصول مخصصات الأدوية إليها، وخاصة المتعلقة بالأمراض المزمنة كالقلب والضغط والسكري وغيرها، مؤكداً أن المركز سيحوي أقساماً جديدة كالباطني والجراحة والطوارئ والأمومة والطفولة، وعن الأنشطة والبرامج الطبية والصحية التي نفذتها المنظمة في ذات السياق، نوه إلى إنشاء عدد من العيادات الميدانية المتنقلة في الأحياء السكنية ببعض المناطق المنكوبة، وقال: "عملت المنظمة على توفير الأطباء المتخصصين، والتشخيص والمعاينة بشكل مجاني، والأدوية المختلفة، كما تم توزيع كميات منها إلى عدد من المجمعات الطبية في بعض المديريات". يُذكر أن منظمة "حماية الشباب" هي منظمة مدنية غير حكومية، لا تهدف إلى الربح، ولا تتبع أية جهة، تأسست في عام 2010م، وتعمل في النطاق الجغرافي لمدينة عدن، وتسعى من خلال فعالياتها إلى تأهيل الشباب اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، وتطوير المهارات والقدرات التنموية للقيادات الشبابية خاصةً والمجتمع بشكل عام من خلال العديد من البرامج المتخصصة بما يسهم في النهوض بمستقبل البلاد والحفاظ على كرامة الإنسان. من – عاد نعمان