هاجم رئيس التيار الوطني الحر في لبنان، ميشال عون الجمعة، المظاهرات الشعبية التي تشهدها العاصمة بيروت منذ أسبوع، احتجاجا على تفاقم أزمة النفايات وفساد المسؤولين، داعيا المتظاهرين لإعادة الشعارات التي "سرقوها" من تياره. وأكد عون، في مؤتمر صحافي عقده في مقر إقامته في الرابية، شمال العاصمة اللبنانيةبيروت، أن "تياره لن يشارك بهذه المظاهرات الشعبية، داعيا المتظاهرين لإعادة الشعارات التي سرقوها من التيار الوطني الحر". وانتقد المتظاهرين "لأنهم هاجموا الطبقة السياسية بأكملها وعمموا الفساد على كافة السياسيين"، مضيفا "نحن لا نوافقهم الرأي ولو جزئيا، لأن هناك قبلهم سياسيون اصلاحيون". ودعا عون أنصاره للتظاهر الجمعة القادم في بيروت "من أجل المطالبة بالاصلاح ومحاربة الفساد". وأضاف "أدعو لانتخاب رئيس للجمهورية من قبل الشعب مباشرة"، مضيفا "هذا إذا اردتم انتخاب رئيس قبل إقرار قانون انتخاب، وإلا إجراء انتخابات نيابية شفافة، إاجراء انتخاب رئيس من المجلس النيابي المنتخب، وبعدها تشكيل حكومة تضع خطة إصلاحية". وأضاف "خارج هذا الموضوع لا أرى أي خطة أخرى". وسبق لوزراء حزب الله والتيار الوطني الحر الانسحاب من جلسة الحكومة الاستثنائية التي عقدت الثلاثاء لتسوية أزمة النفايات التي تحولت الى حركة احتجاجية ضد الطبقة السياسية وحالة الانقسام والفساد. وأخفق مجلس الوزراء في التوصل الى اتفاق حول احالة عطاء جمع النفايات لإحدى الشركات. ويرى مراقبون أن عون وحزب الله يدفعان نحو مفاقمة الأزمة السياسية بالتقليل من الحراك الشعبي في لبنان والاستهزاء بأزمة النفايات. وأكد هؤلاء ان التقزيم من ازمة النفايات يدخل في خانة فرض المزيد من المعوقات على الازمة السياسية في البلاد والهروب من الحوار لايجاد حل للمشكلة المطروحة بقوة في الشارع هو شكل من أشكال الدفع نحو المزيد من الانقسام السياسي. يذكر أن مجلس النواب اللبناني الممدد لنفسه لمرة ثانية حتى حزيران/يونيو 2017، فشل على مدى 27 جلسة بانتخاب رئيس جديد للبلاد، خلفا للرئيس السابق ميشال سليمان، الذي انتهت ولايته في 25 أيار/مايو 2015. وتشهد العاصمة اللبنانية منذ 22 آب/اغسطس تظاهرات حاشدة يشارك فيها الآلاف مطالبين بحل أزمة تراكم النفايات في العاصمة والقضاء على الفساد وصولا الى استقالة الحكومة. وكثرت الحملات المدنية المؤيدة للمظاهرات المناهضة ل "فساد المسؤولين"، والمنددة بتقاعسهم عن حل أزمة النفايات المتفاقمة في لبنان، والمستمرة للأسبوع الثاني، مع التحضير لتظاهرة كبرى السبت. وأطلق نشطاء المجتمع المدني أسماء عديدة في لبنان على تحركاتهم الشعبية، مما أدلى إلى تلقيها لقبول واسع وانتشار ملحوظ على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن بين هذه الحملات، التي تأسست في بيروت، حملة "طلعت ريحتكم" (في إشارة لرائحة فساد المسؤولين اللبنانيين)، وهي الحملة الأولى التي أطلقتها مجموعة من النشطاء والتي قادت عدة مظاهرات أمام مقر الحكومة اللبنانية في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت. كما أسس نشطاء آخرون حملة "بدنا نحاسب" (نريد أن نحاسب، في إشارة لدعوتهم لمحاسبة المسؤولين الفاسدين)، إضافة لحملة "عالشارع" (الى الشارع، في دعوة للتظاهر بكثافة وخاصة يوم غد). أما حملة "مستمرون"، وحملة "نزلين السبت" (ففيهما دعوة للتظاهر أيضا يوم غد) وقد لاقتا أيضا إنتشارا واسعا على موقعي "تويتر" و"فيسبوك". ولم يقتصر تأسيس وإطلاق مثل هذه الحملات في بيروت، حيث كان لمدينة طرابلس في شمال لبنان، حصة منها، فأطلق نشطاءها حملة "طفح الكيل" (في إشارة لعدم قدرة اللبنانيين على الصبر اكثر على فساد المسؤولين). كما كان لمحافظة عكار في الشمال اللبناني، حملتها الخاصة الرافضة ل"مقايضة التنمية بالنفايات" في منطقتهم، من خلال قرار الحكومة بتخصيص 100 مليون دولار أمريكي لتنمية المنطقة، معتبرة أنه هذا القرار "رشوة لكي يقبل أبناء عكار بإقامة مطمر في منطقتهم لجمع نفايات العاصمة". ويصف كثير من النشطاء ومنظمي مظاهرة الغد بأنها "ستكون تاريخية ومفصلية في الحراك الشعبي"، لافتين الى أنهم "يصلون الليل بالنهار لوضع خطط تنظيمية للتظاهرة، منعا لأي فوضى أو أي احتكاك مع القوى الأمنية، كما حصل في مرات سابقة". ويؤكد الناشطون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أن "ما بعد 29 آب/أغسطس لن يكون كما قبله".