تظاهر آلاف العراقيين في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد في إطار سلسلة الاحتجاجات التي بدأت قبل أسابيع ضد الفساد المستشري في البلاد. وحمل المتظاهرون الأعلام العراقية والشعارات المنددة بسوء الخدمات. كما فرضت القوات الأمنية إجراءات مشددة حول ساحة التحرير والمناطق القريبة منها تحسبا لحدوث أي خرق أمني. وقامت أجهزة الأمن بنشر نقاط تفتيش لمنع دخول الأسلحة والآلات الحادة إلى مكان التظاهرة. وشارك مناصرو مقتدى الصدر اليوم في التظاهرة، حاملين أعلاما عراقية كغيرهم من المتظاهرين، ورددوا هتافات منتقدة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي، بحسب وكالة فرانس برس. من ناحية أخرى، أصدر رئيس الحكومة العراقي، حيدر العبادي أوامر إلى العديد العديد من مؤسسات المجتمع المدني العراقي والنقابات والاتحادات إلى التظاهر استكمالا للحراك الشعبي المندد بالفساد في البلاد. كما أصدر توجيهات لقادة الجيش بتخفيف القيود على دخول المدنيين إلى المنطقة الخضراء التي يوجد بها الكثير من المباني الحكومية وعدة سفارات غربية. والمنطقة الخضراء تبلغ مساحتها 10 كيلومترات مربعة، وتقع على نهردجلة، وكانت ذات يوم تضم مقر قيادة قوات الاحتلال الأميركي، ومن قبله أحد قصور الرئيس الراحل صدام حسين. وتغلق نقاط التفتيش والحواجز الخرسانية الجسور والطرق السريعة المؤدية إلى المنطقة، وهو الأمر الذي يلحق ضررا بالغا بحركة المرور بالمدينة التي يبلغ عدد سكانها 7 ملايين نسمة. وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي سعد الحديثي إن قرار العبادي بتسهيل الدخول للمنطقة الخضراء، يأتي "تأكيدا لرؤية سابقة أطلقت قبل التظاهرات بأشهر، لتسهيل حركة المرور لإنجاز الحاجات اليومية". وأضاف الحديثي في تصريحات ل"سكاي نيوز عربية" إنه منذ نحو 6 أشهر أعلن فتح عدد كبير من شوارع بغداد الرئيسية والفرعية التي كانت مغلقة، موضحا: "هذا جزء من توجه الحكومة العراقية". وشدد المتحدث باسم العبادي على أن "هناك استجابة لقدر كبير من مطالب المحتجين، لا سيما الدستورية النابعة من مشروعية وحق المواطن في توفير الخدمات ودعم جهود الحكومة لمكافحة الفساد"، إلا أن الإصلاحات "تحتاج الوقت اللازم للتطبيق" على حد تعبيره.
