استمر الاثنين حظر التجوال في بغداد ومحافظتي ديالى وصلاح الدين غداة صدور حكم الإعدام على الرئيس السابق صدام حسين واثنين من معاونيه فيما تجددت التظاهرات الشيعية المؤيدة لهذا الحكم والسنية المنددة به في عدد من المدن العراقية. ففي بغداد قررت السلطات استمرار حظر التجوال خشية اندلاع اعمال عنف احتجاجا على اصدار الحكم على الرئيس المخلوع. وقال باسم رضا احد مساعدي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان "الحكومة العراقية قررت استمرار حظر التجوال من اجل تامين حماية وسلامة المواطنين". واضاف ان "رئيس الورزاء سيناقش الوضع الامني مع لجنة مختصة من اجل اتخاذ قرار بصدد حظر التجوال". ومن ضمن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات العراقية إغلاق مطار بغداد الدولي الى إشعار اخر بالإضافة الى اغلاق المنافذ الحدودية مع سوريا والاردن. ولا تزال قوات الجيش والشرطة العراقية تفرض اجراءات امنية مشددة في العاصمة العراقية خصوصا حول المنافذ المؤدية الى قصر المؤتمرات في "المنطقة الخضراء" المحصنة. وخلت شوارع بغداد من السيارات والمارة بينما اغلقت جميع المحال التجارية ابوابها وانتشرت نقاط التفتيش والحواجز. وكانت وزارة الدفاع اعلنت الجمعة انها "وضعت كل قطاعاتها في حالة انذار وتم الغاء كافة الاجازات لكل منتسبي الوزارة من الضباط والمراتب ووضعت في حالة استعداد كامل لاي طارىء يرافق جلسة النطق بالحكم" على صدام حسين. وتباينت ردود الفعل بين مؤيد لقرار المحكمة خاصة بين الشيعة والاكراد وبين رافض له من العرب السنة في محافظات ديالى والموصل وصلاح الدين معقل الرئيس العراقي السابق. وفي الحلة تظاهر المئات من العراقيين وسط المدينة الشيعية تاييدا لقرار اعدام صدام ورفع المتظاهرون الاعلام العراقية وصور الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وشارك في التظاهرة عدد من المسؤولين المحليين في المحافظة ورجال الدين من التيار الصدري والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم. وجرت التظاهرة وسط اجراءات امنية مشددة. وهتف المتظاهرون "صدام انعدم موتوا يا بعثية" و "بالدم نخوض معاركها". وفي مدينة السماوة الشيعية (جنوب) شارك اكثر من الف مواطن في تظاهرة نظمتها منظمة بدر التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "حكم الاعدام مطلب جماهيري" وهتفوا "هذا قرار الشعب موتوا يابعثية" و"الموت الموت للظالم". الى ذلك انطلقت تظاهرات محدودة في مناطق في الموصل وبعقوبة طالبت بالافراج عن الرئيس السابق. واعتبر قيادي كردي في مدينة اربيل ان حكم الاعدام على الرئيس السابق سيؤثر ايجابيا في تقليل عمليات العنف في البلاد. وقال الدكتور كمال كركوكي نائب رئيس المجلس الوطني لكردستان العراق والقيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ان "اعدام صدام سيؤثر ايجابيا في التقليل من عمليات الارهابية في العراق". واضاف "لا بد ان يعرف المستفيدون من نظام صدام انه ليس هناك امل في ان ياتي دكتاتور مجددا ويحكم البلد دون قانون ولا حق". وحكمت المحكمة على صدام حسين وبرزان التكريتي الاخ غير الشقيق للرئيس السابق ورئيس محكمة الثورة السابق عواد البندر بالاعدام شنقا حتى الموت بعد ادانتهم بالمسؤولية عن مقتل 148 شيعيا في قرية الدجيل شمال بغداد مطلع الثمانينات. /أف ب/