اتابع عن كثب منذ عده ايام ما يحدث في فلسطينالمحتلة وتصاعد وتيرة المشهد علي المستوي الفلسطيني وحالة التوحد التي يجتمع عليها الشباب الفلسطيني وكذلك تصاعد المشهد علي المستوي الصهيوني المحتل لنصل الي فرض حظر للتجوال وامتناع الإسرائيليين من الذهاب الي اعمالهم خوفا من حجر أو سكين , هنا علينا ان نتوقف وان نرصد عده ملاحظات هامة مؤثرة في حقبه هي الاخطر في تاريخ الامه العربية :- 1- ان هناك جيلاً جديداً لم يعش الانتفاضة الاولي او الثانية أعمارهم من خمسة عشر حتي خمسة وعشرون عام هم من يحركون المشهد وهم من يتمنون الموت دفاعا علي قضية عظيمه . 2- ان هذا الجيل لم يلوث سياسيا ولم تدمره انقسامات فتح وحماس وهو من يتبني المقاومة بدافع وطني ايماني عميق بعيدا عن فكر المكاسب والخسائر والمصالح السياسية . 3- ان الفصائل الفلسطينية المعروفة غير قادرة علي مجاراة الشارع ولا مجاراة التطور الفكري أمام الرأي العام الفلسطيني والعربي . 4- ان هناك تنوع نوعي في العمليات التي تتم ضد المستوطنين ونقاط ارتكاز الجنود الاسرائيليين وأعتقد انه خلال مرحله قريبة جدا ستتوسع العمليات الي الداخل الاسرائيلي بشكل مكثف وبصورة فردية وربما صوره جماعية غير كبيرة . 5- ولأول مره يمضي هذا الجيل من الشباب الفلسطيني الرائع بشعار جديد وهو ( فلسطين كامله ) ويرفض بذلك فكرة القدس الشرقية والقدس الغربية ويرفض المطالبة بالعودة لحدود 1967 والعودة للاتفاقيات أوسلو . 6- استخدام الشباب الفلسطيني للإعلام غير التقليدي يضع الكيان الصهيوني في مأزق ويجعل نتنياهو يصرح بذلك ان مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دور مهما فى التحريض وهو ما يسهل التغيير والتكتيك ويجعل العمليات تأخذ شكلا مختلفا عن سابقتها . 7- كم ان من الملاحظ مشاركة الفتيات والمرأة الفلسطينية بدور اقوي واعظم بكثير من الانتفاضة الاول والثانية . 8- ان ما يحدث هو مقدمات لانتفاضة شاملة اوسع ، فلأول مره تتحرك الضفة الغربية وقطاع غزه وعرب 48 ولا ينقصهم الا التعاون والتنسيق بينهم ليصلوا الي انتفاضة أقوي عن سابقتيها ويعيدون القضية الفلسطينية لصدارة المشهد العالمي . 9- إن الكيان الصهيوني منذ حرب 2006 وهو في اضعف حالاته ويتراجع بشكل غير مسبوق والدليل علي ذلك هلعهم وفزعهم خوفا من الاطفال والنساء عندما تقترب ولو من قبيل المصادفة بالجنود الاسرائيليين والمستوطنين وقد ظهر ذلك في كافه الفيديوهات التي نشرت علي مواقع التواصل الاجتماعي ولكن خيبة وعمالة الانظمة والحكومات العربية هي من تعطيه حياه حتي الان . 10- إن الحكومات العربية العميلة والعاجزة عن تقديم أي دعم سياسي او مسانده أدبية او مادية او دبلوماسية ستعجل بنهايتها لأن مردود هذه الانتفاضة مع الاجواء التي يعيشها العالم العربي الان وصحوة وغضب شبابه سيكون لها تأثيراً نفسياً وردة فعل خطيرة علي الداخل العربي . 11- الداخل الفلسطيني المنقسم كلاَ يريد الانتفاضة علي طريقته وهنا مكمن الخطر علي الشباب حيث حركة فتح تريدها بشرط الا تكون لصالح حماس , اما حركة حماس تريدها بالضفة الغربية ولا تريدها بقطاع غزه , ويبقي اليسار الفلسطيني يريدها ضد الجميع . 12- أما الدول الاقليمية المحيطة فلها حسابات معقدة ومشاكل داخلية اكثر تعقيدا تتشكل في الاتي :- * سوريا : لن تكون قادرة علي مساندة المقاومة بشكل مباشر كيفما كانت تصنع من قبل ولكنها ستستفيد من ذلك الضغط علي الداخل الاسرائيلي وأخشي من حدوث مساومه مع الامريكان مقابل تهدئة الاوضاع في فلسطين علي ان ترفع امريكا يدها عن مساندة المعارضة ضد بشار . * السعودية : لن تساند ولن تدعم الانتفاضة خوفا من رفع الغطاء الامريكي عنها في مواجهاتها مع الحوثيون في اليمن بل من الممكن ان تضغط لصالح المفاوضات وهي خطوة خطيرة في هذا الوقت . * مصر : منذ ثورة 30/6/2013 والنظام السياسي في مصر صار شوكة في ظهر المقاومة الفلسطينية ويستخدم الاعلام لتشوية المقاومة ولا يستطيع الفصل بين المقاومة من أجل قضيه هي أساس نضال هذه الامة وبين إرهاب وفصائل تعاونت مع جماعات دينيه في مصر ( الاخوان ) من أجل خدمة مصالح سياسية . * لبنان : ربما ستدعم بعض الأحزاب والفصائل اللبنانية المقاومة أمام الحكومة اللبنانية فتكون في حيره ما بين رغبه المساندة وخوفا من تصاعد وتيره الرفض من شباب لبنان لها اذا صمتت وبخاصه ( ان حركة الشباب اللبناني طلعت ريحتكم ) كانت عاملاً نفسياً مشجعاً للشباب الفلسطيني نحو الاقدام علي الانتفاضة . * ايران : ستساند وتدعم الانتفاضة لأنها تري أهمية المواجهات الشاملة لتأمين وضعها الاقليمي وثانيا وهو الاهم ان اشتعال الموقف الفلسطيني ضد اسرائيل سيجبر الصهيونية العالمية علي الصموت عن الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني حيث اسرائيل في حاجة ملحة للضغوط السياسية الامريكية وبخاصة بعد ما عارض نتنياهو هذا الاتفاق في الاممالمتحدة اما الان فحدث سكون لدي الصحافة والراي العام الاسرائيلي علي هذا الاتفاق وهو هدف حقيقي لإيران الان . ونصيحتي لهذا الجيل الرائع المتفرد في تاريخ النضال الفلسطيني اقدمها لهم بصفتي مواطن مصري محب لتراب فلسطين وعاشق لمسجده الأقصى , متمنيا ليوم استرداد الارض والعرض , اقول لهم عليكم الابتعاد عن التفكك والتقسيم وعليكم بنبذ أي إختلافات بينكم واعتبروا من أخطاء الشباب المصري في ثورتيه 25 يناير و30 يونيو , واعتمدوا علي انفسكم فقط وشكلوا انتم الواقع الذي تأملونه , ومن اراد ان يلحق بكم من الفصائل والاحزاب فليلحق تحت قيادتككم , وإحذروا التفاوض الآن فسوف يأتي بضغوط امريكية سعودية مصرية ارفضوها مؤقتا لحين تحديد مسار يمكن قبوله , ولأن التفاوض سيمكن اسرائيل من خطتها نحو تقسيم المسجد الأقصى . إن استمرار الانتفاضة سيضع اسرائيل في مأزق دولي في ظل الأوضاع المشتعلة في منطقه الشرق الاوسط وهو ما سيدفع اطراف دولية جديدة للدخول في الصراع ابرزها روسيا والصين اللتان تبحثان عن دور متصاعد في الشرق الاوسط وهو ما سيعطي توازن جديد للقضية , وعلي الشباب العربي الموجود في كل بقاع الارض نشر وفضح ممارسات الكيان الصهيوني باي وسيله ممكنه لهذا لأنه سيعطي تأثير لدي الشعوب في بقاع شتي وسيخرج مظاهرات واحتجاجات مندده بالكيان الصهيوني بل ان ذلك سيكون له تأثير على متخذي القرار السياسي في الغرب . وفي النهاية تحية تقدير وأجلال للشباب الفلسطيني لان هذه الانتفاضة ومقدماتها أجلت خطة تقسيم المسجد الأقصى التي تتحرك فيها اسرائيل منذ عدة شهور ماضية , وفقكم الله وسدد خطاكم . بقلم وائل رفعت سليم المحامي