الوضع مأساوي في الضالع ؛هذا ما يراه اي زائر لهذه المدينة الشامخة ,المواطنين قصفوا بأبشع الآلات العسكرية وهدت المنازل على رؤوسهم ؛ قتلوا في الشوارع والازقه وفي الحواري والمستشفيات والمساجد والبنايات والمدارس والفنادق والمطاعم وحتى في بطون امهاتهم ليس المواطنين وحدهم الضحايا ؛بل ان المدينة ذبحت واحرقت بحقد اسود ومورس ضدها عنف وتعسف لم تشهده اي مدينه من قبل الضالع التي تتدفق وطنيه لكل شبر في الجنوب ؛اليوم تموت وليس لها ذنب عدا انها خرجت ضد الظلم والطغيان خرجت لتصرخ في وجه المحتلين الجدد اذناب المجوس خرجت لتعلن عن الايذان بدوله مدنيه للجنوب الذي عانا الويلات ونشدت الكرامة للمواطن الجنوبي بعد ان فقد قيمته خرجت الضالع لتعيد له ولذاتها الاعتبار ؛خرجت بشبابها ونسائها واطفالها وبكل حواسها تنتصر للقيم ؛ والمبادئ؛ الإنسانية ؛وتعطي دروسا في المدنية والسلمية والكفاح المسلح وانتزاع الحقوق والدفاع عن الدين والارض والعرض .الضالع التي همشت كثيرا خلال السنوات الماضية من قبل السلطة ؛حتى اضحى ابنائها وكوادرها الذين سرحوا قسرا من وظائفهم ومناصبهم متناثرين على ارصفة البطالة لا يستطيعوا توفير لقمة عيش كريم لأسرهم ؛وهم يحملون اعلا المؤهلات الجامعية بعد ان كانوا يتصدرون المشهد الابداعي والثقافي . وها هي اليوم تزخر بجودها وكرمها على الجنوب ؛هاهي اليوم تقدم نسائها قبل شبابها وفا الضالع واكراما للجنوبين ؛هذه هي الضالع التي نعرفها كبيره وكريمة وسخية ومعطاءة. اما من يسال عن احوالها ؛فأنها؛ لا تنكسر ولا تهان هكذا عودتنا انها حرة ابية ؛وفي كل لحظة معاناة تولد الضالع من جديد بعنفوانها وكبريائها وشموخها ؛ولاتهاب احدا ؛كما انها لا تخفض راسها للذل ؛تعلمنا كيف نكون ؛ونكبر ونكبر في وجه الظروف ؛ترك الاهالي بيوتهم وذهبوا للبحث عن مستقر آمن ؛نزح البعض من اهالي الضالع الى خارج المدينة ووصل دمار الحقد الى منطقة دار الحيد ؛والعرشي ؛ ضربت المدينة برمتها ولم يسمحوا لأهالي المدينة بالتقاط انفاسهم حيث ان الضرب الوحشي متواصل بوتيرة تسابق دقات الوريد فتوقفت قلوبنا عن النبض لحظة ذبح الضالع ؛حوصرت المدينة من كل الاتجاهات وساد انفلات امني في كل الأحياء وشلت حركت المواصلات والمركبات وفرض حضر التجوال غير المعلن عنه رسميا تأزم الحال وانقطعت الكهرباء ؛ والمياه ؛عن المدينة ؛ وعطلت خدمة الانترنت ؛ وانعدمت المشتقات النفطية والغاز المنزلي ،؛وان وجد فبصعوبة وبأسعار عالية جدا لا يتحملها المواطن العادي . اكتظت المستشفيات بالمرضى لكنها ضربت وفيها عشرات المصابين يريدون تضميد جراحهم ؛لكن من عرف الاجرام الا يحترم الجريح ؛ولا يأبه للمشافي وبيوت الله هي الاخرى دمرت كما ان العدو لا يعرف تقاليدنا ؛وديننا .ما من ادوية او علاج في الضالع التي تفتقد مسكنات الالم وما تربط بها على جرحها النازف ؛ الجرحى يموتون دون اكتراث محلي او فعل دولي ازاء ذلك . المستشفيات الحكومية والخاصة كالنصر والسلامة عطلت من مهمتها واصبحت معسكرات تتبع مليشيات الحوثي والحرس الجمهوري . الامهات لا يجدن مشفى بل يمتن على الطرقات ؛حيث يمنع اسعافهن الى المراكز الصحية فتموت الامهات وتموت الأجنة . الضالع اليوم تنال العقوبة الجماعية فموظفي الجهاز الاداري فيها للدولة اوقفت مرتباتهم لشهور ومازالت .اغلقت مكاتب البريد وفروع البنوك وحتى فرع البنك المركزي تم سحب موازنته . لكن الضالع لا تعرف الذل ولا تؤمن بالركوع ولا تنقاد للهوان ولا تجبر على الاستسلام ؛انها بلاد الثورة والثوار ومنطلق التغير في كل العصور . الجميع يسال لماذا الضالع ؟لماذا تغييب الضالع ؟والجميع يعلم ان الضالع شكلت بشبابها منطلق الثورة في كل جبهات الجنوب . مالا نعلمه هو سبب الصمت المهين امام ما يحدث في الضالع وتخاذل السلطة الشرعية والمنظمات الدولية لتنال الكوارث التي تلحق بهذه المدينة وتبخر الوعود وعدم التحرك الجدي من قبل كل الاطراف المحلية والدولية لإيقاف المعاناة التي لم تتوقف عند حد معين بل تجاوزتها الى مستوى يبعث على القلق.