لا تزال افئدة اخوتنا الشماليين معلقة ب«الوحدة حتى الموت» وهو الشعار الذي قتلت تحت رايته كل الآمال الوحدوية لدى الجنوبيين في صيف 1994م ، ولأجل هذا الشعار انتهكت الحرمات وسالت الدماء وحرفت أيات القرآن الكريم¹ وابتدع في الدين² مالم يأتي به الأولون. الإعلامي "نبيل الصوفي" رئيس تحرير صحيفة الصحوة سابقاً كبرى صحف الأخوان المسلمين في اليمن (الإصلاح) والتي استقال منها ليرتمي بأحضان عفاش، يقول في منشور له على الفيس بوك «على طرفي القتال في تعز للحفاظ على الوحدة أن يسمحوا لقوات التحالف العربي بالدخول إلى قلب مدينة تعز ، فإذا فشل التحالف في الوصول إلى تعز سيعيد تموضعه على حدود ماقبل 1990.». وهنا نقف مع شخص الكاتب قبل المنشور ، فالصوفي كإبرز إعلامي أخواني في اليمن إلى قبل فترة وجيزه لازال يحتفظ بحظور وتأثير شديدين على قواعد الأصلاح ونشطاءه ومناصريه، بل أنه لازال يحتفظ بتلك المساحة الواسعة من العلاقات مع قيادات الأخوان ، أيضاً الصوفي يمتلك حظوة كبيرة جداً لدى المخلوع وأركان نظامه البائد ، وأيضاً ينتمي إلى مدينة تعز ، فعندما تصدر منه مثل هذه الدعوات الأن فهذا يعني أنها رسالة يوجهها المخلوع إلى جماعة الاخوان في تعز والتي يعلم الجميع أنها من أعاقة عملية (نصر الحالمة)³ من خلال تخاذل متعمد بدرجة "الخيانة" وصف بأنه محاولة لابتزاز التحالف العربي. مع هذا مضت عملية (نصر الحالمة) بجهود مخلصة من التحالف العربي ووفاء صادق من أخوتهم الجنوبيين ومقاومتهم البطلة ، وكما كان التخاذلون يجهزون أنفسهم للخيانة ، جهز التحالف العربي مخططاته لاستيعاب مثل هذه السيناريوهات ، استمر الشيخ المخلافي في التقاط الصور مع حسناوات تعز تارةً ومع حلاقه الشخصي تارةً أخرى عله من خلال تلك اللقطات يسجل حظوراً زائفاً بعد أن تغيب عن ميادين الشرف ، في المقابل استمر التحالف العربي والمقاومة الجنوبية واخوانهم الشرفاء من أبناء تعز البطلة في تطهير تعز شبراً شبراً من لغمٍ مدفون أو خائناً مدسوس أو عدوٍ غادر. ومالم تحسب حسابه تلك المستنقعات في بعض المحافظات الشمالية أن تعز ستتحرر بجهود المخلصين وأخوانهم الصادقين (بعز عزيز أو بذل ذليل)، فشلوا في مكرهم لذا تطلب الأمر استدعاء اخر اوراقهم هذه المرة للتملص من تبعات الهزيمة الحالة وخسائرها التي تتعاظم مع الحفاظ على جبهتهم الداخلية موحدة تحت راية «الوحدة أو الموت» ، هذه المهمة تستدعي بلا شك تصدير عفاشي مخلص ينتمي لتعز وقريب من المتخاذلين الأخوان ليرسل لهم رسالة مفادها (أن مليشيات المخلوع والحوثي لم تعد قادرة للصمود بوجه المد العربي العاتي رغم تخاذلكم ، لذا يجب أن تطلعوا بدوركم في المخطط النهبوي). غداً سنرى الجغرافيا التعزية التي تسيطر عليها المليشيات تتهاوى بيد المتخاذلين حتى قبل أن يصلها الأبطال ، ستنسحب مليشيات الشمال من الشمال مسلمةً أياه لأخوانهم الشماليين بدعوى الحفاظ على الوحدة ، فالعقيدة الشمالية لن تسمح4 لعربي قط جنوبياً كان أو من أي قطرٍ اخر ان يمسك بزمام الأمور وناصية المبادرة، لافرق بين زيدييهم أو شوافعهم وهذا ما جسده نبيل الصوفي في هذا المنشور وسيحققه حمود المخلافي وابوعلي الحاكم واقعاً، وأن غدٍ لناظره قريب. ........................ هوامش 1- صحيفة الوحدة حرفت سورة الفيل بنشرها نصاً يقول (ألم ترى كيف فعل ربك بأصحاب البيض.. إلى اخر النص المحرف) في عددها 961 الصادر يوم الأربعاء 20 يناير 2010م 2- فتوى الديلمي الشهيرة في إذاعة صنعاء بتاريخ 6 يونيو 1994م التي أباح فيها دماء الجنوبيين (رجالاً ونساء وأطفال مدنيين أو عسكريين) ،بل أن بعض علمائهم ذهب إلى الوحدة الركن السادس في الأسلام. 3- راجع تغريدات الدكتور أنور قرقاش وزير الخارجية الأماراتي ونظيره اليمني رياض يس على قناة ابوظبي الاماراتية 4- راجع تفاصيل المعارك من مران حتى وصولهم عدن بين الشماليين (سلمني و أسلمك) والاستثناءات هنا قليلة بل تكاد ًًًتكون نادرة وهي تلك التي تدخل فيها العامل الجنوبي بقوة (حروب صعدة 1،2،3) وحرب دماج وحرب صعدة 5 التي شاركت فيها القوات السعودية ، او ما كانت انتقاماً كحادثة اغتيال حميد القشيبي في عمران