لم يكن الوضع المؤلم الذي تعرضت له الاعلامية الراحلة جميلة جميل ( رحمها الله) هو الأول ولن يكن الأخير - بطبيعة الحال- في ظل وضع بلغ مبلغه من التدهور الإجتماعي والإقتصادي بفعل العنجهية الحوثية، وكذلك التيارات المتصارعة في الساحة الوطنية والتي لا يهمها سوى مصالحها الضيقة كضيق قياداتها المهترئة – للاسف الشديد – وليذهب الشعب إلى الجحيم !!! كما أن الإهمال من الجانب الحكومي للصحفيين ساعد هو الآخر في تفاقم مآس الكثير من منتسبي الحقل الإعلامي اليمني فمنهم من سجن دون وجه حق من قبل الانقلابيين ولم يجد من يتابع حالته أو يرعى اسرته ، والبعض الآخر ترك المهنة إما بسبب الخوف على حياته أو بسبب الوضع المادي السئ وهكذا...الخ وينسحب هذا على كثير من الصحف والمواقع المؤيدة للحكومة الشرعية التي تم اغلاقها لذات الاسباب !!!. الحادث المؤلم الذي تعرضت له الإعلامية الاستاذة جميلة جميل يمثل جرس انذار للضمائر الميتة لعلها تصحو وتلتفت لأمثال جميلة وما اكثرهم في الساحة اليمنية كما تمثل كذلك هذه الحادثة الإجرامية بحق جميلة والاعلام اليمني بشكل عام قنبلة انفجرت خلف الأبواب المغلقة للمسؤولين الذين غضو ويغضون الطرف في وجه جميلة وامثالها !! وبغض النظر كون الراحلة - رحمها الله واسكنها فسيح جناته- قتلت بفعل أيادي الإجرام الحوثي أو بنوبة قلبية بسبب ما تعرضت له من مآس فلايمكن ان ينحصر وزر هذا الحدث الجلل على الانقلابيين فقط ، بل يشاركهم في ذلك منتسبوا الشرعية رئاسة وحكومة ومسؤولين واحزاب كذلك رضوا ام أبوا.. الكثير من العاملين في ميدان الإعلام يريدون الخروج من البلد بسبب المآسي التي لا حصر لها الا أن الابواب موصدة في وجوههم في دول المنطقة ولو أن دول الخليج وبالذات السعودية سمحت لهم بالدخول لما بقي صحفي واحد في اليمن للأسباب المذكورة اعلاه!!! نقابة الصحفيين اليمنيين هي الأخرى نقابة عرجاء لا نعرف من تمثل ولماذا هي ايضا بالاساس مشلولة ولم يتم تفعيلها من عدن – المحررة – طالما والانقلابيين لا يسمحون لها ممارسة عملها بالشكل الصحيح ؟! أملنا في وزير الاعلام الجديد الدكتور محمد قباطي الذي نعرفه جيدا كرجل المهنة ان يلم شتات الاعلاميين ويتلمس همومهم بغض النظر عن التوجه السياسي لأي اعلامي كان ، وأن يتفادى الأخطاء التي ارتكبها اسلافه الذين كانوا يتعاملون مع الاعلاميين من منظور حزبي صرف وهذا ما اضاع هيبة الاعلاميين اليمنيين للاسف الشديد !!! رحمك الله جميلة اليمن وشهيدة الإعلام وستظلين قصة طرية يقرؤها الناس في اليمن إلى حين.. ولا نامت أعين المجرمين والجبناء والخونة والمتخاذلين على السواء ، وعزاؤنا لاهلك وذويك .. [email protected]