الاعلامي الجنوبي محمد سعيد سالم هل ممكن ان يكون الناطق الرسمي للرئاسة اليمنية الحالية ؟ ميزانية بعض القنوات التلفزيونية تفوق ميزانية بعض الدول الناطق الرسمي للحوثيين لا يزال حتى الان يتعامل باسمه المستعار
بالرغم من الكاريزما التي كان يتمتع بها الزعيم النازي هتلر بين اتباعه الى درجة الوصول في الحديث عنه الى ( الهامات كفرية ) وليس فكرية وبرغم انحرافاته الاخلاقية وتقديره الى ابعد الحدود بين انصاره الا ان اكثر نجوم الاعلام في المانيا النازية كان وزير الدعاية (جوبلز) الذي صنع امبراطورية اعلامية للريخ الثالث عملت الى جانب الآلة العسكرية النازية , وفاقت العسكر في غزو اوروبا من خلال الوصول اولاً الى عقول الاوربيين للتعاطف مع الايدلوجية الفاشستية في تلك البلدان ونجحت في ذلك كثيراً خاصة بين النساء الاوروبيات , ونفس التجربة ( الفاشستية الاعلامية ) تبنتها جماعة الاخوان المسلمين في الوطن العربي وفي الدول الاسلامية الان !؟ في نهاية الثلاثينات وبداية الاربعينات من القرن الماضي كان في الضفة المقابلة لشواطئ اوروبا في اتجاه القرب من القارة كان هناك رئيس وزراء بريطانيا (تشرشل) وهو خطيباً مفوهاً حرك مشاعر الانجليز لمواجهة المد النازي القادم الى الجزر البريطانية حينها , وصنع لنفسه هالة من العظمة ... اما في الوطن العربي فقد كان الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر صاحب امكانيات خطابية قل نظيرها وكاريزما ( أي حضور وقدرة على جذب الاتباع ) كبيرة جداً وكان الزعيم عبد الناصر من اكثر الزعماء بالتاريخ التزاماً في الناحية الاخلاقية عكس الكثير من رؤوس الدول في العالم ومنهم المخلوع صالح وعبد الحكيم عامر وصدام حسين ومعمر القذافي وآخرون تناولتهم بعض الكتابات الغربية على سبيل المثال الكاتب الامريكي الحائز على جائزة الصحافة العالمية ( بوب ودرد) ... الخ . وكان عندما تبث خطابات الزعيم العربي الخالد عبد الناصر وتتناقلها الاذاعات العربية كانت تصل الى الجماهير العرب ويتقبلونها بلهفة كبيرة , وكانت تلك الخطب تلهب حماس الجماهير من جميع بلدان الوطن العربي الكبير حتى أن الزعيم الليبي معمر القذافي كان قبل قيامة بثورة الفاتح من سبتمبر كان كل رصيدة الفكري والثقافي والسياسي كما قال وزير خارجية ليبيا ايام الملك (السنوسي) وفي بداية ثورة القذافي المغيب ( منصور الكيخيا ) ان رصيد القذافي انه كان يحفظ العديد من خطب الزعيم جمال عبد الناصر غيباً !؟ ومعروف عن العقيد القذافي انه كانت لديه حافظية كبيرة جداً وكان ايضاً يحفظ سور القرآن الكريم كاملة كما قال ( عبد الرحمن شلقم ) آخر مندوب لليبيا لدى الاممالمتحدة في عهد العقيد وكان للعقيد انحرافات اخلاقية تحتاج الى عدة كتب لاستعراضها فقط استعراضاً ..ما علينا لنبقى في الاعلام والقدرة على التأثير المباشر في الآخرين حيث يوجد الان الكثير من زعماء البلدان والجماعات الدينية المسلحة يتمتعون بأمكانيات خطابية قوية مثل الرئيس المعزول في مصر ( محمد مرسي ) والزعيم الشيعي (حسن نصر الله) و ( عبد الملك الحوثي ) الذي يقلد ( نصر الله ) حتى في حركاته , ومع ان حسن نصر الله يلثغ بحرف الراء أي لا يستطيع نطقه بصورة سليمة الا أنه يجعل المتابع يتجاوز تلك الجزئية أي عدم لفظ الراء وهذا يذكر بما جاء في كتب التاريخ الاسلامي عن عالم الدين المعتزلي ( عمرو بن عبيد ) في نهاية الدولة الاموية وبداية الدولة العباسية وقد كان بن عبيد من مؤسسي المذهب المعتزلي مع ( واصل بن عطا ) وهما عمرو وواصل من تلامذة الحسن البصري رحمة الله عليه وكان ( عمرو بن عبيد ) يلثغ بحرف الراء ولكن امكانياته اللغوية وثقافته الدينية مكنتاه من الحديث في ( خطب الجمعة ) كاملة بدون ذكر حرف الراء في أي كلمة قالها في تلك الخطبة حيث كان يأتي بالمترادفة اللغوية بدلاً عن اللفظة التي بين حروفها الراء وحينها لم تكن الخطبة تقرأ من الورق بل كانت ترتجل ارتجالاً !!؟؟ . اما زعيم تنظيم القاعدة الشيخ المرحوم/ أسامة بن لادن فقد كان شديد الاهتمام بأن تكون خطاباته لا تعتورها أي اخطاء لغوية عكس الرئيس المخلوع (عندنا) صالح الذي كان لا يتهيب المنصات ( والميكرفونات ) رغم قدرته الخطابية الضعيفة وامكانياته اللغوية الهابطة وثقافته الضحلة لكنه كان ولا يزال (يدحبش) في كل شيء فعلي عبد الله صالح لا يزال الى الان لم يستوعب بان حرف الجزم ( لم ) يستخدم للماضي وليس لجزم المستقبل في الجملة و ( لن ) الجازمة تستخدم للحاضر والمستقبل وليس للماضي , ولكنه علي صالح الذي عبث بمقدرات بلدين هما اليمن والجنوب فما بالك بالعبث بقواعد اللغة العربية ... الان وبعد ثورة الاتصالات التي يرجع الفضل فيها للرئيس الامريكي الهالك ( رونالد ريجان ) من خلال خطته التجسسية على الاتحاد السوفيتي المسماه حرب النجوم والتي عمل من خلالها على تطوير التقنية للأقمار الصناعية في عمليات التجسس في نهاية حقبة الحرب الباردة فأوصل ذلك الى الطفرة في تقنية البث والارسال التي تم استغلالها تجارياً فيما بعد والتي نعيشها وتطوراتها المتلاحقة يومياً حتى الان , ثورة الاتصالات هذه فرضت شروطاً جديدة في الاداء وكذا القدرات اللازمة لتوصيل الخطاب والمادة او الفكرة السياسية والاعلامية للمتلقي , فتقدمت المعايير العملية مثل قوة الاداء وعمقه ومخالفته للمألوف كما تطلب الثقافة العامة على حساب المعايير التقليدية مثل الشكل الخارجي واناقة الملبس والالتزام الحرفي في التلفزيون او الاذاعة او الصحافة بالمقاييس ( النمطية ) الباردة بسبب ان الاعلام اصبح صناعة تدر المليارات من الدولارات بل ان هناك قنوات تلفزيونية فضائية دعوية مسيحية ميزانيتها تفوق ميزانية بعض دول العالم الثالث وتقارب ميزانية الجمهورية اليمنية !؟ . في حين أن الفضائيات في الجمهورية اليمنية لا زالت تدار بالعقلية الشمولية (للحكومات والدول ) .. حيث التضييق على الاعلاميين وبخسهم حقوقهم !؟ . وبما أن الحديث عن الاعلام وعن المتحدث الرسمي للدول والجماعات والاحزاب والاحلاف فأن لا يمكن لأي كان الحديث في هذا الموضوع بدون المرور على المتحدث الرسمي للجمهورية العراقية أيام صدام حسين المرحوم/ محمد سعيد الصحاف والذي ادار حرباً اعلامية شرسة اثناء الغزو الامريكي للعراق في العام 2003م من على منابر الفضائيات التلفزيونية المختلفة اربكت المتابع العادي حينها الى ابعد الحدود وأخرت تقدم القوات الامريكية وكذلك المتحدث الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي ( عبده الجندي ) الذي استطاع في بداية ثورة شباب صنعاء لفت الانظار اليه , ولكنه اكثر من المزاح فتحولت اطلالته الاعلامية الى تهريج ( وسفطه ) وفقدت الزخم الذي كانت تحظى به في البداية صحيح ما زاد عن حده انقلب ضده , اما في الحرب الاخيرة في الجمهورية اليمنية فقد سطع نجم المتحدث الرسمي للتحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية , ولكن دعونا نذهب الى الجانب المقابل قليلاً وهم جماعة الحوثي لنتحدث عن الناطق الرسمي لتلك الجماعة وهو ( محمد عبد السلام ) بالمناسبة فالاسم الحقيقي للناطق الرسمي لجماعة الحوثي هو ( محمد صلاح فليته ) وهو شاب لم يدخل ميادين السياسة من قبل ووالده يعمل تاجر قماش ويقال خياط وانه كان يمارس نفس المهنة قبل ان يتدرج في جماعة الحوثي ويصبح صاحب نفوذ كبير فيها وهو ايضاً من الهاشميين ( وفليته ) او محمد عبد السلام مخاتل داهية وامكانياته اللغوية ممتازة وهو صاحب قدرات في التملص من المواقف المحرجة يقول الكلام ونقيضه في نفس الوقت ولديه القدرة الى تحويل الحديث الى جهة اخرى وقد ظهر ذلك واضحاً في جنيف من خلال رده على الجانب الحكومي برفع الحصار عن تعز بانه عبد السلام يطالب برفع الحصار عن ( الجمهورية اليمنية ) كاملة وذلك الكلام مغالطة كبيرة لأنه هنا يتهرب من مسئوليات الجماعة عن بدء الحرب كاملة في حين طلب الجانب الحكومي كان فيما يخص المواطنين الابرياء الذين لا ذنب لهم فقط فيما يجري وليس فك الحصار عن قوات التحالف والمقاومة وتلك طريقة عبد السلام فليته وجميع قيادات ما يسمى جماعة الحوثي في الهروب من الاحراجات وعبد السلام فليته ظهر في جنيف وكأن الموضوع الذي جاؤوا لأجله لا يستحق العناء وقام بحركات استعراضية كمن يتسيح لا يفاوض !؟ وليس مثل وفد الحكومة وحتى رئيس وفد صالح الذي ظهروا بجدية تصل حد التوتر على ملامحهم !؟ . نعود للمتحدث الرسمي لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية العميد احمد حسن عسيري وهو صاحب امكانات كبيرة في شد المتابع والقدرة على التوصيل والاقناع كما أن الرجل يمتع بحضور طاغ اضافة الى التخصص العسكري وتطويره لقدراته الى ابعد الحدود بتعلم ثلاث لغات اجنبية هي الانجليزية والفرنسية والاسبانية اضافة الى اللغة العربية ومخارج الالفاظ العربية لدية جيدة ولا تشوبها (لكنة) من لهجة محلية كما هو الحال بالنسبة للكثيرين من العسكريين والسياسيين العرب فهو منذ بداية عاصفة الحزم في شهر مارس 2015م لم يخطئ سوى ثلاث مرات فقط قام في احداها بنصب الفاعل في جمع المذكر السالم ولا اتذكر بقية الاخطاء الان , واعتقد بأن العميد عسيري على المام ولو بشكل سطحي بأشياء واساسيات بعلم النفس اضافة الى معرفته الجيدة بالجغرافيا وخريطة العالم والوطن العربي والمملكة السعودية والجمهورية اليمنية بتفاصيل ملفته حتى أن العميد والمحلل العسكري والسياسي اللبناني ( الياس فرحات ) اشاد في قناة لبنانية شيعية بقدرات العميد احمد عسيري وقال ( بأن العميد عسيري عسكري محترف لديه امكانيات عالية جداً ) واتذكر جيداً بانه في نهاية مقابلة تلفزيونية في قناة الحدث قامت المذيعة نجوى قاسم بالحديث مع العميد عسيري باللغة الفرنسية وكان رد عسيري لها بنفس اللغة ثم ترجمت المذيعة ( قاسم ) ما تحدثت به مع العميد احمد عسيري بما يشبه التأكيد للمشاهد على استطاعة العسيري بالحديث بالفرنسية !؟. في المقابل وفي برنامج بلا قيود الذي تبثه قناة البي بي سي عربي اللندنية استضافة المذيعة ( رشا قنديل ) ويقال بأنها ابنة الاعلامي المصري المعروف ( عبد الحليم قنديل ) العميد احمد عسيري واعتقد هنا بأنه قد طلب منها من قبل مشرف البرنامج استفزاز العسيري لإظهاره بصورة متشنجة تهز صورته التي استطاع تثبيتها في أذهان المتابعين وتلك الطريقة حيلة قديمة يلجأ لها مشرفي البرامج في القنوات التلفزيونية عند غضبهم من شخصاً ما , وقد تحمل العميد احمد عسيري استفزازات المذيعة في البداية وحاول التجاوز ولكنها اصرت على اثارته فرد عليها قائلاً ( لست في موقع الانكار والاعتراف امامكم ) ثم اضاف ( لسنا في مجال اتهامات متبادلة ولكني افيدك بدلاً أن نتخرص ونعتقد ونتهم ) في المقابل ردت المذيعة رشا قنديل على العميد احمد عسيري قائلة ( هذا ليس حواري الاول ولا حوار البي بي سي مع مسؤولين في التحالف ) ثم بعد ذلك خف رتم الحوار الى العادي , وللأمانة فقد بدأت المذيعة تنجح في اثارة العميد عسيري وقد جاهد عسيري حتى لا ينجرف الى الفخ الذي تم نصبه له وكانت الردود عن تلك المقابلة في ذلك البرنامج كثيرة ولكن احصرها هنا ما قاله الامير ممدوح آل سعود ( أقبل رأسك واقف امامك احتراماً ) طبعاً الكلام لعسيري اما الدكتور السلفي المصري محمود الرضواني فقد قال ( ان تلك الاسئلة تظهر العهر الاعلامي ) والمعروف عن قناة البي بي سي عربي تحيزها او في اقل تقدير تعاطفها مع جماعة الحوثي بشكل واضح . اخيراً لما لا يتم الاستفادة من قدرات الاعلامي الجنوبي ( محمد سعيد سالم ) في أي موقع رسمي يتم من خلاله التواصل مع المواطنين مباشرة مثلاً ان يكون المتحدث الرسمي للرئاسة فيما يعرف حالياً باتحاد الجمهورية اليمنية بين اليمن والجنوب العربي ولكن كيف والرجل متشبع بأفكار الحراك الجنوبي من قمة راسه الى اخمص قدميه ؟ سؤال صعب جداً .