من هم الذين لا يدخلون النار؟.. انقذ نفسك قبل فوات الأوان    مدير فرع كبار العملاء بكاك بنك يستقبل المعزين بوفاة والده بعدن    باريس سان جيرمان يرد ريمونتادا برشلونة التاريخية ويتأهل لنصف نهائى دورى الأبطال    نيابة استئناف الامانة تتهم 40 من تجار المبيدات والأسمدة بارتكاب جرائم بيئية وتعريض حياة الناس للمخاطر    بعد تراجع شعبيتهم في الجنوب ...المجلس الانتقالي الجنوبي يعتزم تعيين شخصية حضرمية بديلاً عن عيدروس الزبيدي    لاول مرة. .رغم عدم الافصاح عن مصير المبيدات التي اخرجت بالقوة من موقع الاتلاف    تفاصيل صادمة حول فيديو الفتيات بداخل سيارة بصنعاء ولماذا قامت جماعة الحوثي بتسريب المقطع الذي أثار الراي العام؟    ""خلوكم مثل الزيلعي خلوا عندكم كرامه "..شاهد: رساله مؤلمه من يمنيه مقهوره موجهه لرجالات اليمن    إضراب "شامل" للتجار المستوردين بمناطق سيطرة المليشيات الحوثية بسبب رفع الرسوم الجمركية بنسبة 100%    انتفاضة قبلية في إب وغضب شعبي متصاعد بعد جريمة حوثية بحق شاب(صورة)    ارنولد: انا مدين بكل شيء ل كلوب    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يخالف التوقعات ويُحرج دفاع الاتلتيكو برباعية    وفاة وإصابة 12 شخصاً بحادثين في صنعاء وذمار    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    الكشف عن آخر تطورات الحالة الصحية للفنان عبدالله الرويشد    الضالع: القوات المشتركة تُحافظ على زخم انتصاراتها وتُحبط مخططات الحوثيين    35 حادثة منذ بداية العام.. حريقان يدمران مأوى 6 أسر نازحة في مارب    بسبب مطالبته لقيادي بدفع الإيجار.. مليشيا الحوثي تختطف مالك فندق في إب    رئيس انتقالي لحج «الحالمي» يعزي في وفاة نجيب صالح يسلم بازومح    الحكومة اليمنية تجدد دعمها للجهود الاقليمية والدولية الرامية إلى إحلال السلام مميز    الرئيس العليمي يطمئن على الشيخ صعتر ويُشيد بمواقفه المشرفة    تعيين اللواء عبد الماجد العامري وكيلا لقطاع الخدمة المدنية    ممثلة منظمات المجتمع المدني: أصوات نساء اليمن غائبة عن طاولة صنع القرارات مميز    وللعيد برامجه التافهة    الرد الإيراني و الرد الصهيوني المتوقع    بطولة السعودية المفتوحة للجولف تنطلق غداً في الرياض بمشاركة 144 نجماً عالميا وعربياً    عن ضرورة الاجراءات لسوق القات!!    فرانك جاليجر وشرعية الصلعان عبدربه منصور ورشاد العليمي    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    قياس كفاءة القيادة القدرة على حل المشكلة بسرعة وسهولة وليس تبرير فشل حلها    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    موعد والقنوات الناقلة لمباراتي برشلونة ضد سان جيرمان ودورتموند ضد أتلتيكو مدريد    سقوط سيارة من منحدر جبلبي ومقتل 7 أشخاص    أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    زيارة بن مبارك إلى المكلا لإقتسام أراضي الخور والطريق الدائري الجديد    معهد دولي أمريكي: أربعة سيناريوهات في اليمن أحدها إقامة دولة جنوبية    ما وراء امتناع شركات الصرافة بصنعاء عن تداول العملة النقدية الجديدة !    تحذير حوثي من هجرة رؤوس الأموال والتجار من اليمن نتيجة لسياسية النهب    حكم الجمع في الصيام بين نية القضاء وصيام ست من شوال    - ماهي الكارثة الاليمة المتوقع حدوثها في شهر شوال أو مايو القادمين في اليمن ؟    مصرع جنديين وإصابة 4 في حادث انقلاب طقم عسكري بأبين والكشف عن حوادث السير خلال 24 ساعة    القوات الأمنية في عدن تلقي القبض على متهم برمي قنبلة يدوية وإصابة 3 مواطنين    نونيز: كلوب ساعدني في التطور    إصدار أول تأشيرة لحجاج اليمن للموسم 1445 وتسهيلات من وزارة الحج والعمرة السعودية    مجلس الامن يدعو للتهدئة وضبط النفس والتراجع عن حافة الهاوية بالشرق الأوسط مميز    12 دوري في 11 موسما.. نجم البايرن الخاسر الأكبر من تتويج ليفركوزن    زواج الأصدقاء من بنات أفكار عبدالمجيد الزنداني    جماعة الحوثي ترفض التراجع عن هذا القرار المثير للسخط الشعبي بصنعاء    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    فضيحة جديدة تهز قناة عدن المستقلة التابعة للانتقالي الجنوبي (صورة)    الخميس استئناف مباريات بطولة كرة السلة الرمضانية لأندية ساحل حضرموت    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    حتى لا يُتركُ الجنوبُ لبقايا شرعيةٍ مهترئةٍ وفاسدةٍ.    نزول ثلث الليل الأخير.. وتحديد أوقات لإجابة الدعاء.. خرافة    موجة جديدة من الكوليرا تُعكر صفو عيد الفطر في اليمن    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا تأخر حسم معركة استعادة الدولة في اليمن 1-3
نشر في عدن الغد يوم 22 - 01 - 2016


انهيار الدولة ..

عباس الضالعي

لايمكن الكلام عن أسباب تأخير الحسم دون ان نتناول عملية انهيار الدولة والمتورطين في هذا ، الحلقة الأولى ستتناول مقدمات انهيار الدولة ، والحلقة الثانية تتناول لماذا تأخر الحسم ( اين الخلل ؟) والحلقة الثالثة تتناول القضايا المطلوب معالجتها ..
الوضع الذي وصلت اليه اليمن اليوم بعد حرب تجاوزت ال 300 يوم منذ انطلاق #عاصفة_الحزم و #اعادة_الأمل بقيادة المملكة العربية #السعودية من اجل استعادة الشرعية والدولة ، هذه الشرعية هي التي سلمت الدولة للمليشيا حين قررت عدم ممارسة صلاحياتها الدستورية والقانونية من أي اختراقات ، ما حدث في اليمن تجاوز الاختراق ووصل الى حد الخيانة العظمى وهو الشيء الذي يتجاهله الكثيرون وخاصة دائرة المستفيدين من الأوضاع الحالية ، في كل دساتير العالم ومنها الدستور اليمني ان أي تواطئ او تفريط بالمسئولية من قبل الحاكم ( رئيس السلطة ) هو خيانة عظمى ، القيادة السعودية الحالية تعرف ان رئيس السلطة الانتقالية هادي متورط بعملية التفريط بالدولة وتسهيل تسليمها للمليشيا وقد تكلمنا حول هذا بالتفاصيل في مواضيع كثيرة سابقة ، هذه المعرفة يجب ان تكون حاضرة في أي قرارات تتعلق بإستعادة الدولة ، ولو ان التحالف ركز على استعادة الدولة دون الانجرار للتهويش الإعلامي الذي يموله الرئيس هادي ويوحي للعالم ان هذه المعركة هي من اجل اعادته لكرسي السلطة الذي فرط به سابقا وتحت علم وبصر دول التحالف العربي الحالية ، التغيرات التي حصلت في المملكة جاءت لصالح اليمن والمنطقة وخاصة فيما يتعلق بوقف التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية لدول المنطقة ومنها اليمن التي تعتبر محطة للتدخل في الشأن السعودي الداخلي والشواهد على هذا كثيرة ..
تولي عبدربه منصور هادي السلطة الانتقالية باليمن لمدة عامين خلفا للرئيس السابق علي صالح كان وفق توافق داخلي واقليمي محدد بآلية واضحة اجرائيا وزمنيا ، ومن عمل على الخروج عليها بداية هو هادي نفسه وبصمت دول الخليج صاحبة المبادرة وبدعم من المبعوث الاممي السابق جمال بنعمر وبعض سفراء العشر الذي سلمهم هادي مفاتيح القرار كليا ، عدم وقف ذلك الانحراف من قبل رعاة المبادرة الخليجية وتحديدا السعودية وسع من دائرة التدهور ، خاصة ان رغبة هادي توقفت عند نقطة محورية وهي البقاء في السلطة أطول فترة ممكنة ، تحولت هذه النقطة الى رغبة جامحة عملت على تغذيتها سلب القرار اليمني وترك الموضوع بيد المبعوث الاممي السابق والسفير الأمريكي وسفراء خليجيين أيضا ..
القراءات الخاطئة للتركيبة السياسية اليمنية وهاجس اسلمة التغيير في دول الربيع العربي ومنها اليمن والرعب من وجود جماعة الاخوان المسلمين والتيار الإسلامي دفع بالرعاة الى تبني اطراف محلية للمواجهة معتمدين في ذلك على التصورات والمعلومات التي يقدمها الرئيس السابق علي صالح الذي تسلق قضية مكافحة الاخونة لشيئ في نفس يعقوب !! ، صالح استغل تضخيم الخطر من الاخونة ونجح بتوظيفها لصالحه للانتقام من الأطراف والكيانات والقيادات التي دعمت الثورة الشبابية الشعبية عام 2011 والتي كانت السبب في ابعاده من الحكم وهو الشيء الغير مقبول بالنسبة لصالح الذي كان يعمل على اعداد نجله لخلافاته بالحكم ..

صالح متعلق بالسلطة التي اعلن تسليمه لها ومشروعه القادم ( بعد تسليم السلطة ) هو الانتقام من خصومه داعمي ثورة الشباب الشعبية ، وهادي الضعيف الذي اختاره صالح ليكون اليد ( الأمينة ) على الكرسي خلفا له هو الذي اغرى صالح بإرباك المشهد وتنفيذ اجندة الانتقام التي تسيطر عليه كهاجس يومي انعكس على كل تصرفاته ، ومن اجل هذا ذهب بعيدا وتحالف مع اشد خصومه ( جماعة الحوثي ) التي خاض ضدها ستة حروب ، ضعف هادي شجع صالح وأيضا مليشيا الحوثي ، وبسبب ضعف اليد الامينة تعامل الطرفات ( صالح والحوثي ) معه كفرصة سانحة لتحقيق اهدافهما دون ان يعرفا ان هادي الضعيف يعمل من طرفه على اضعاف الدولة ككيان أساسي لأي حاكم واي سلطة قادمة ، رغبة هادي التي توقفت عند بقائه رئيسا لفترة طويلة استعان بشياطين المرحلة ونفذ لهم ما يريدون ، على أساس انه المستفيد من النتيجة النهائية ، الحوثي يريد السيطرة على الدولة وله اجندته بذلك وصالح يريد الانتقام من خصومه واستعادة الكرسي من ( أمينة ) التي اختارها لحجز المقعد ، والأطراف الإقليمية والدولية تمكنت من السيطرة على القرار لتنفيذ برامجها ومصالح دولها ، هنا تقاطعت الاجندات واشتبكت الرغبات وتخلبط الوضع وزاد تعقيدا ، لكن النقطة الأساسية لحدوث هذا هو وجود رئيس ضعيف لقيادة مرحلة انتقالية شديدة التعقيدات ..
بعد تولي هادي السلطة ادانت له كل الأطراف بالولاء بما في ذلك الرئيس السابق ونجله ، والتزم الكل بتنفيذ قراراته التي كانت صادمة ولم تلبي مطالب مرحلة التغيير التي افرزت هادي رئيسا انتقاليا ، في تلك الفترة كل الأطراف استوعب المرحلة واستوعب الجميع ان المرحلة مرحلة تغيير وإعادة بناء دولة على أسس قوية وثابتة ، الوحيد الذي لم يستوعب مرحلة التغيير هو عبدربه منصور هادي نائب صالح سابقا ويده الامينة لاحقا ، وكانت اجراءاته تحت هذا الجانب ، بمعنى تغيير ( س ) من الناس بدل (ص ) من الناس دون تغيير الأداء والآليات والثقافة ، فكان يتم ابعاد فاسد ويأتي بفاسد اكبر ، ويقوم بتغيير شخص مقرب من العائلة ويأتي بشخص من العائلة الجديدة في الحكم مع فوارق كبيرة في ممارسة الفساد والاقصاء ، الناس حينها وعلى ضوء ذلك بدأو بالشعور بالملل ، هذا على المستوى العام ، اما على المستوى الاخر ( صالح والحوثي ) فكانوا ينظرون الى ذلك الترهل كفرصة ثمينة يجب استغلالها ..

كان اول مقدمات انهيار الدولة هو تمسك هادي بعدم تنفيذ البرنامج الزمني المطلوب منه وتنفيذ ذلك البرنامج يعني الاستغناء عن هادي رئيسا لان البرنامج التوافقي حدد فترة انتقالية من سنتين والتنفيذ الدقيق يعني خروج هادي الذي وصل للكرسي بنوع من خبطة الحظ دون ان يعرف ان قدراته الشخصية الضعيفة هي التي اختارته ، هذا الضعف تحول الى رغبة جامحة تعمل على البقاء في السطلة مهما كان ضعفها ومهما كانت النتيجة او الثمن لذلك ، اهم شيء ان يبقى في سلطة ولو كسيحة ولو منتهية وهو ما حصل ، الاحداث حققت حلمه واضاعت حلم اليمنيين ، هادي الان رئيسا لسلطة غير موجودة ومن يتمسكون به هو لسد الفراغ فقط من ناحية ولتحقيق مصالحهم الخاصة من ناحية أخرى ..
بداية انهيار الدولة والتفريط بها كان من قيام ثلاثي الشر ( صالح ، الحوثي ، هادي) بالتخلص من حكومة الوفاق الوطني برئاسة الشخصية الوطنية المستقلة محمد سالم باسندوه والتي تم التوافق عليها بين كل الأطراف وكان حزب صالح يملك نصف مقاعدها وهذه النسبة يسيطر عليها حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح ويتولى هادي نائبا له في الحزب أيضا ، وباقي المقاعد ( نصف الحكومة الاخر ) من نصيب الكيانات التي قامت بالثورة ، ثلاثي الشر ( صالح ، الحوثي ، هادي) تكالبوا على تلك الحكومة التي كانت تضم عناصر جديدة ونظيفة ونزيهة وبعيدة عن الفساد والدم وخاصة الحصة الخاصة بقوى التغيير ، وتكالب مثلث الشر عليها كان بالنسبة لصالح والحوثي هو إعاقة التغيير واعاقة تنفيذ بقية برامج المرحلة لان علي صالح يملك النصيب المعطل الذي يمكنه من اسقاط الحكومة لكنه لم يستخدم هذا الحق لانه يريد بقاء المرحلة دون منجزات ودون تغيير ، غباء هادي وتوقفه عند رغبة الاطالة والحصول على المكاسب المادية والامتيازات المالية التي قفز لها أولاده ومقربيه مستغلين وجود هادي على رأس السلطة هو مادفع بهادي للتخلص من باسندوه وبعض الوزراء الذين يقفون عائقا امام ممارسات فساد ونفوذ أولاده ومقربيه دون ان يعرف درجة الخطورة من دعمه لذلك العمل والتحريض على حكومة باسندوه والسعي للتخلص من شخص باسندوه وأربعة او خمسة وزراء الذين يتولون مناصب في وزارات هامة ليس من بينها طبعا الدفاع التي تعد الوزارة المسئولة عن سيادة البلد والتي كان أداء وزيرها تآمري بشكل واضح ، فساد هادي الذي كشف عن نواياه ورغبته بالبقاء في السلطة من اجل الحصول على مكاسب مالية عززت فرص الطرف الاخر ( صالح والحوثي ) لاستغلال رغبات هادي وطموحه الواطي جدا وانكفائه على نفسه وعدد من المقربين ليتحكموا بمؤسسات الدولة الايرادية وغيرها من اجل اكرام عناصرهم التي يعملون على تقديم خدمات لهذه الدائرة بشكل أساسي ، مساهمة هادي بالوقوف ضد حكومة باسندوه وتمويله لبرامج اضعافها وتهييج الشارع عليها بالتحريض الشعبي المباشر والتحريض الإعلامي كان اول ركن هدمه هادي في سلطته وهو بالطبع الركن الأقوى لان الحكومة هي الجهة التنفيذية للرئيس ..
ثاني مقدمات هدم الدولة والتفريط بها هو قبول الحوثي في صياغة المستقبل من خلال مؤتمر الحوار الوطني بحجم اكبر من حجمه الطبيعي وقبوله المشاركة بالحوار بقوته العسكرية والتي تزامنت حينها بقيام جماعة الحوثي بالتوسع عسكريا في محافظات الجوف وحجة وصنعاء وعمران واب ولم يقوم هادي بوقف تلك النشاطات الخارجة عن القانون ، استمر الحوار حوالي سنة كاملة انتهت بحصول الحوثي على مساحة كبيرة من الأرض وللعلم الحوثي لم يعترف بنتائج الحوار وقام بالقوة وتحت تهديد السلاح بصياغة مخرجات خاصة به ( وثيقة السلم والشراكة ) وهي نتيجة لضعف هادي ، عدم قبول هادي للاصوات والمبادرات التي قدمت حينها واصراره بالسير منفردا وفق رغباته وتنفيذ اجندات بعض سفراء العشر حولت الحوثي من جماعة تختبئ بجبال صعده الى كيان بدلا عن الدولة ايمانا منه انه يقوم بعملية ناجحة للتخلص من شركاء المرحلة وتنظيف الطريق امام طموحات أولاده واقاربه لإبعاد القيادات التي تقف عائق امام طموحاتهم وخاصة رئيس حكومة الوفاق وعدد من الوزراء الذين كانوا يرفضون تلبية رغبات ومطالب هادي في الصرف وتمرير المناقصات والتعيينات والترقيات بالطبع بطرق مخالفة وخارج القانون ..
ثالث مقدمات هدم الدولة والتفريط بها من قبل هادي تتمثل بقيام هادي بتوفير الغطاء القانوني والسياسي للأعمال المسلحة التي تقوم بها مليشيا هادي وقيامه بشرعنة جرائمها وانقضاضها على الدولة وارتكابها كل الانتهاكات ضد المواطنين وضد الدولة وسيادتها وذلك من خلال تكليف لجان رئاسية تمثله وكان دور تلك اللجان هو توفير الغطاء لسياسة التوسع المسلحة لجماعة الحوثي التي تحالفت أخيرا مع صالح ولو ان هذا التحالف لم يكون علنيا لكنه كان مثبتا على الأرض وهذا التحالف تم أيضا مع هادي التي اتخذ منها وسيلة لتحقيق ما يريد ، قامت اللجان الرئاسية بتوقيع عشرات الاتفاقات مع مليشيا الحوثي وتلك الاتفاقات كانت تمكنها من السيطرة على الأرض والبقاء فيها بالقوة ، هادي هو من صدر التوجيهات للمؤسسة العسكرية بالالتزام بالحياد وعدم التدخل لحماية الدولة والمواطنين ، هادي هو فتح البوابة للحوثيين حين صنف الاعمال العسكرية للحوثي بداية من دماج ومرورا بحاشد وعمران وصولا الى صنعاء وانطلاقا الى الجنوب ، الحرب التي خاضتها قبائل حاشد وعمران ضد مليشيا الحوثي كانت حرب دفاع عن الدولة وسيادتها وهادي ووزير دفاعه وجهازه الإعلامي هو من صنفها بأنها حرب بين مليشيات مسلحة ، كانت هذه هي نقطة التفريط الرئيسية بالدولة ، هادي له أهدافه من وراء دعم مليشيا الحوثي بأنه سيتخلص من بعض الأحزاب والقيادات السياسية والعسكرية وتحديدا حزب الإصلاح الإسلامي ( الاخوان المسلمين ) واللواء علي محسن الأحمر ( رجل الدولة القوي الذي غاب وغابت معه الدولة ) واولاد الشيخ الأحمر والقوى والقيادات التي تقف معهم باعتبارهم القوى الأساسية التي تقف وراء دعم ثورة الشباب عام 2011م ، وهؤلاء جميعهم هم خصوم صالح والمطلوب الانتقام منهم بالدرجة الأولى وأيضا هؤلاء هم اشد خصوم مليشيا الحوثي فكريا وسياسيا وميدانيا وهم أيضا الحجر التي تقف امام طموحات هادي بالسيطرة على السلطة من اجل مكاسبها وليس من اجل البناء ..
اثناء حرب عمران اعلن هادي من خلال وزارة الدفاع بأن ما يحدث في عمران هو صراع بين جماعات وليس للجيش والدولة أي مصلحة من التدخل ، هنا كان يستهدف أولاد الشيخ الأحمر ، اعلان حياد هادي للجيش هو خدمة للرئيس السابق وحليفه الجديد الحوثي وهدف صالح هو الانتقام وهدف الحوثي إزاحة اكبر عائق امام توسعها لان الحوثي يعرف ماذا يعني ال الأحمر وماذا تعني حاشد ومن الضروري إزاحة هذا الحاجز الكبير ، قال هادي الحرب في حاشد وعمران لا تعنينا أي لا تعني الدولة ، بينما أولاد الأحمر والابطال في حاشد يقومون بواجب الدفاع عن اهم بوابة للدولة ، وقد اعلن أولاد الأحمر اكثر من مرة أيام تلك الاحداث نحن نقوم بالواجب والدفاع عن الدولة من السقوط ، كان للدولة هناك اكبر لواء عسكري ولان قائده وطني قام بواجبه قال هادي هذا اللواء لا يتبعنا بل يتبع اللواء الأحمر ، وهنا انقل لكم حكاية قالها لي احد وكلاء محافظة عمران الذي قابل هادي وقابل وزير الدفاع حين كانت الآمال تعتقد ان هادي رئيس للدولة ، التقى هادي وشرح له الوضع وطلب منه تعزيزات عسكرية لحماية عمران من السقوط ورد عليه هادي ان الحرب هذه لا تخصنا .. هذه حرب أولاد الأحمر هكذا كان رد الرئيس هادي ومثله أيضا رد وزير دفاعه لهذا الوكيل ودر بقوله الهدف من هذه الحرب هو التخلص من اللواء الأحمر ومن أولاد الأحمر لانهم اكبر عائق امام الدولة ( الدولة هنا بنظرهم هي البقاء فترة طويلة ) وان مليشيا الحوثي جماعة وطنية ولديها مظلومية كبيرة ..
سقطت بوابة الدولة والجمهورية ممثلة بقبيلة حاشد ( محافظة عمران ) وسقط اكبر لواء عسكري للجمهورية وقتل قائدة وعشرات من الضباط والافراد وبعدها بأيام قليلة ذهب هادي خلسة في الظلام وبمعية على العماد الى عمران وبرفقة أبو علي الحاكم وقال كلمته المشهورة ( عمران الان عادت الى أحضان الدولة ) وهذا يعني ان هادي كان شريكا للمليشيا بصورة مباشرة ، بعد عمران لم يتوقف الحوثيين عند المدينة التي عادت للدولة وخلال فترة بسيطة بدأوا بحصار العاصمة لتحقيق الهدف الاخر وهو التخلص من اللواء الأحمر واولاد الأحمر والإصلاح والفرقة الأولى مدرع وكل الأسماء المدرجة في قائمة الانتقام الخاصة بصالح وهي القائمة التي تقف ضد الحوثي وتقف ضد عبث هادي وهي القائمة التي تريد بناء الدولة ..
دخلوا صنعاء وسيطروا عليها وكلنا يعرف التفاصيل وبينما الرئيس هادي يتلقى الاتصالات من بعض السفارات العربية والأجنبية يخبروه بأن الحوثي في صنعاء كان يرد عليهم مدير مكتبه #الجاسوس بن مبارك واحد مهندس نكبة تسليم الدولة بأن الوضع تحت السيطرة وان الحوثي لديه مهمة محددة قال عنها هادي سابقا ( عملية قيصرية ) وكانت هي كلمة السر لإعلان الحوثي ساعة الصفر للسيطرة على صنعاء والقيام بالمهام المتفق عليها ( تصفية اللواء الأحمر ، واولاد الأحمر ، ومعسكر الفرقة ، والمنشآت التابعة لحزب الإصلاح وكل ما يتعلق بالوقوف ضد مثلث الشر مع اختلاف الأهداف ) ..
خلال اكثر من عام ونصف والحوثي يتوسع بالقوة لم يصدر أي توجيه لعمليات الجيش ( امر عملياتي ) بالقيام بواجبه بحماية الدولة والمؤسسات والعاصمة والمواطنين الذي ليس لهم أي اهتمام عند هادي ، بعد السيطرة على صنعاء قال هادي لبعض زواره انه قام بتنفيذ طلبات الاشقاء بالمملكة العربية السعودية هكذا قالها لقيادات كثيرة وهكذا سوقها المطبخ الإعلامي التابع لنجله جلال ، بينما الذي اعرفه وهذا الكلام من قيادي كبير ان الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وضع إمكانات المملكة العسكرية والدفاعية تحت طلب هادي لحماية الدولة من السقوط ووقف توسع الحوثي استشعارا من المملكة بالخطر لان سيطرة الحوثي على عمران باركته ايران وعلى لسان قائد عسكري كبير في الحرس الثوري وان هذا الإنجاز يعتبر انتصارا للثورة الإسلامية وقال ان انصار الله الحوثيين ( وكلاء ايران ) باتوا على مقربة من العاصمة صنعاء ، وهادي هو من جمد التفاعل مع هذا العرض الذي قدمه الملك السعودي الراحل ، بمعنى ان السعودية امام ورطة حقوقيو مستقبلية استنادا الى كلام هادي بأن ما قام به من حياد للجيش هو تلبية لطلب السعودية ..
سقطت الدولة والنظام ونجى اللواء الأحمر واولاد الأحمر والإصلاح وغرق الوطن وجاء الدور على هادي كنتيجة طبيعية وحتمية لأي متواطئ واي خائن ، لا يمكن السكوت على تلك الخيانة والتغطية عليها دون ان يأخذ القانون حقه في الحساب ..
بسقوط حاشد وعمران سقطت الدولة ، حاشد القبيلة الوحيدة التي وقفت امام المشروع التوسعي للحوثيين من 2004 ومنذ الحرب الأولى وقدمت قوافل من الشهداء والجرحى ، وحاشد هي القبيلة الوحيدة التي وقفت امام الحوثي لسنة ونصف وهي تقاتل وتقدم خيرة أبنائها وشبابها بينما كانت باقي القبائل تتفرج ، سقطت حاشد التي واجهت الحوثي سنة ونصف وبسقوطها سقطت الجمهورية والدولة والقبائل والمحافظات كلها بثلاثة أسابيع ، حتى ان الحوثي سيطر على ثمان محافظات بكاملها خلال يوم واحد ولم تطلق في وجه المليشيا طلقة رصاص واحدة ..
بعد سقوط حاشد سقطت العاصمة وتم محاصرة الرئيس الكارثة هادي واهانته وحصار الحكومة ، وبأوامر من هادي تم تسليم المعسكرات بصنعاء ( وهي الوية عسكرية كبيرة ونوعية ) الى مليشيا الحوثي وتم تفريغ مخازن السلاح ونقله الى عمران التي عادت الى أحضان الدولة بتوجيهات من هادي ووزير دفاعه ، وصل الحوثيين الى عدن بعد خروج هادي من صنعاء وانتقاله الى عدن بمسرحية لم اصدق تفاصيلها الى الان وهم على أبواب عدن وهادي لم يصدر امر عملياتي للجيش الموالي للدولة ..
كل الاحداث تؤكد شراكة هادي بتسليم الدولة للمليشيا وهذه الشراكة هي التي أحبطت عملية الحسم العسكري لاستعادة الدولة بتحالف عسكري يضم 12 دولة ولمدة تجاوزت الان عشرة اشهر ، ما دور هادي في هذا التأخير ؟ وأين يكمن الخلل ؟
الحلقة الثانية ..لماذا تأخر حسم معركة استعادة الدولة في اليمن ( أين الخلل؟ )

نقلا عن صحيفة رأي اليوم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.