ما من فرد أو جماعة إلا واجهتهم أو تواجههم مشاكل وهذا أمر طبيعي _ إذ أن الدنيا دار ابتلاء _ ، لكن دعنا عزيزي القارئ قبل الغوص في بحر مقالنا أن نطلق على هذه المشاكل ب " الواقع " وعمل حلول لها ب " مواجهة الواقع " ومن هنا ستكون الانطلاقة . على سبيل التوضيح " انحراف الأبناء " قد يكون واقعا بالنسبة للآباء والمربين والحل يكمن في أن نختار لهم رفقة صالحة ونغرس بذور الإيمان في قلوبهم وننشأهم نشأةً قويمة وبهذا نكون قد استعددنا للواقع قبل أن يكون واقعا وقبل أن نصطدم به ويصبح كابوسا مزعجا في حياتنا . وليس بعيد لنا في حياة الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ قصةً وعبرة ، فبعد غزوة بدر التي لاقى فيها المشركين هزيمة نكراء وقتل فيها كبار قياداتهم وزعاماتهم _ أمثال أبو جهل _ , لم يكن إعداد قريش لغزوة أخرى أمراً مستبعداً عند رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ وأصحابه ؛ فأخذ يرسل العيون إلى مكة يترقب قريشا وأخبارها حتى علم باستعداد قريش لغزو المدينة في تحالف أطلق عليه ب " الأحزاب " , فأمر بحفر خندق حولها ولنا أن نتصور حجم الكارثة التي كانت ستحل بالمسلمين في المدينة لولا عناية ثم استعدادهم للمواجهة . الكلام – كما يقال – ينسي بعضه بعضه بعضا ولا أود الإطالة ... لكن خلاصة القول عزيزي القارئ أن الاستعداد لمواجهة الواقع قبل حدوثه يمكننا من تقليل وتذليل المخاطروالخسائر والأحداث التي ستواجهنا , ويمكن قياس كل ما ذكر على جوانب متعددة منها ( التربوية , الاقتصادية , الأمنية , البيئية , الخدمية الخ ... ) .