بعد أن عجز أعداء الحياة وأعداء الإنسانية وأعداء الدين والوطن ، وبائعو دينهم وأخلاقهم وضمائرهم ، في كسب المعارك أو حتى التمسك بجزء - ولو بالبسيط على الارض - ، اتجهوا إلى زرع الفتن وأختلاق القصص المفبركة ، والحكايات المزورة ، والمغالطات الواضحة ، بمساعدة بعض ضعيفي النفوس ، ومن أجّروا أنفسهم للشيطان وأتباعه ، كلهم جميعا اتحدوا ، لقتل الخير وقتل الفضيلة قبل قتل الإنسان ، فسقف طموحاتهم الظالمة عالي جداً لن يقف عند قتل كادر جنوبي أو حتى مواطن ، بل أكبر من ذلك ، هو تدمير الجنوب بعضه ببعض ، وضرب يافع بالضالع ، ويافع بردفان ، ويافع بالصبيحة، والضالع بردفان ، وهكذا .. لا شك أن غالبية كبيرة منّا وأخص منهم الكوادر والأكاديميين ومن أنار الله بصائرهم ، يعرفون حق المعرفة التي لا يشوبها شك ، أن كل دعاة الفتن أو الشر في الجنوب هو مصدرها الشيطان وأتباعه ممن غشي الران على قلوبهم فأعمى بصائرهم عن الحق والرجوع إليه . لكنني أخشى من شبابنا المندفعين ، والذين لا يتثبتون في نقل الأخبار ، الذين يقودهم عنفوانهم وشبابيتهم إلى التسرع والاندفاع وراء الإشاعات المدسوسة والسموم المبثوثة عبر قنوات التواصل الاجتماعي ، والذين قد يتسمون بأسماء جنوبية وقد تكون لهم فترات يوافقون فيها أبناء الجنوب في شتم من يستحق من أسيادهم في الشمال حتى يكسبوا ثقتنا ويكشفوا أسرارنا ويشّهروا بمخلصينا ، فتنتشر الفتن عبر هؤلاء كما تنتشر النار في الهشيم ، فيعجز حتى العقلاء عن الإمساك بزمام الأمور ، فيتولى جهالنا تسيير أمورنا ، والأدهى من ذلك أن يتولى - ونحن لا نعلم - أعداؤنا قيادة بعض فئاتنا ، فيسيرون شبابنا كما يشاؤون ، فيضربون بعضنا ببعض ، فتضحك علينا الأمم ، وينتصر أعداؤنا لأنفسهم بدون حرب ويقتلوننا بسلاحنا ، وهل أدهى وأمر من هذا !! .
إذن سأوجه رسالتي إلى شباب أمتي في عدن وأبين ولحج وشبوة والمهرة وحضرموت ، أن ينتبهوا الى هذا ، وأن يكون لهم مراجع ، من الأشخاص الذين أفاء الله عليهم بالعلم والحكمة والرزانة والاعتدال ، فيعرضون عليهم أي شبهات تبث ، ويطلعونهم على أي أعمال قد يقدمون عليها ، وأن لا يتخذوا أي قرار إلا بعد دراسته .
نحن في الجنوب توالت علينا المصائب والنكبات ، فلا ينقصنا فتن ، فما حل بنا يكفينا وأكثر .
أرجو من الشباب ترك المماحكات والمماراة في ما بينهم ، فهمك أيها الشاب همي ، ووطنك وطني ، وما أصابك يؤلمني وما يسرك بلا شك يسرني .
أرجو من شبابنا أن لا يكونوا أداة للأعداء وهم في غفلة ، فيضربنا عدونا بشبابنا بحجج أو بدونها ليصلوا إلى هدفهم المرسوم .
فلن نحرز أي نجاح ، وما أنجزناه سنخسره لا محالة إن لم تصحوا ياشبابنا ، وتوقفوا تصرفاتكم الفردية وانفعالاتكم وشطحاتكم ، ومراهقاتكم .