تستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت ، ولكن لن تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت .. يقول البعض أن الاستعمار هو امتداد سياسي لدوله ما على دوله أخرى ، على أن يصحب هذا النفوذ الاحتلال العسكري ، كما هو حاصل اليوم في الجنوب والشمال اليمني ، وإلا فهو نوع من الحماية ، على أن الاحتلال نفسه قد لا يكون استعمارا ولا يودي الية ، و يمكن القول أن الاستعمار هو امتداد لنفوذ سياسي لدوله ما الى دوله أخرى أو مساحة من الأرض لم تكن تابعة له ، راجع النفوذ السعودي على اليمن الشمالي والدعم السعودي لليمن قبل الوحدة ،وخاصة موازنة الدفاع والتربية والصحة ومصلحة شئون القبائل ، على أن يصحب ذلك هجرة واستغلال للأرض و ما عليها وما في باطنها ثم التوطين للسكان بدل الاصلين من أهل البلد ، كل ذلك يحاول التحالف تمكين الشرعية اليمنية وتكريس الاحتلال اليمني للجنوب بعد أن أوقف الحراك الجنوب المد الشمالي وافشل مشروع توطين ابناء الشمال في المحافظات الجنوبية ، والجوهر السياسي للاستعمار هو اخضاع الدولة اخضاعا كاملا لدولة أخرى ، كما خضع النظام القبلي العسكري دولة الجنوب بعد حرب 94م على أساس ، وجود سلطة الدولة المركزية المنتصرة بصنعاء ، وكان هدف السلطات نحو هدفين سياسية ..
أولا : اخضاع شعب الجنوب اخضاعا سياسي بحجة عودة الابن العاق وعودة الفرع للأصل ، واسقاط فرضية هويتين وشعبين وجعلهم هوية واحدة وشعب واحد .
ثانيا :- تمكين المستعمرين الجدد من الاستغلال الأقصى لتلك الشعوب في السيطرة على مواردها الطبيعية والتوطين السكاني للمستعمرين ليحلوا بدل السكان الاصلين ، و المعروف أن المستعمرين الجدد لا يختلفون عن الاستعمار الامبريالي السابق وبنفس الطريقة والتفكير السياسي ، لا لغناها أو لإمكانياتها الاقتصادية ، بل لتكون قواعد عسكرية تساعد على حماية المصالح الامبريالية في مناطق أخرى ذات أهمية اقتصادية ، وكان تركيز التحالف العربي على عدن وبالذات على باب المندب الاستراتجي بحكم موقعة الاقتصادي والعسكري وبدلك يتحول الاستعمار الحديث الى استعمار تجاري يسيطر على ميناء عدن ومطارها الدولي ويهيمن على الممر الدولي بالمنطقة ، كما بداء المستعمرون الاوربيون في اسيا وافريقيا ثم تطور للتوسع فيما بعد ، وهو بهذا لا يعني عبر الدعم العسكري والمادي أو التجاري بل عبر افراد و مؤسسات ومراكز دراسات ومنظمات خيرية ويؤسس لشركات تجارية تتحكم فيما بعد في مفاصل الاقتصاد الوطني للمستعمرة الحديثة ، كما هو حاصل اليوم من قبل التحالف العربي التسلط وإخضاع شعب الجنوب للشرعية اليمنية بالقوة ، وهذا جعل التحالف يستخدم الباب المغلق بالنسبة للحراك الثوري السلمي و المقاومة الجنوبية ، بحجج ( جماعات إرهابية ) والاستعمار القديم يستخدم الفقر المدقع والصحة والأمية والاستبداد السياسي والجوع وتهديم البنية التحتية بالإضافة للمجاعات وهذا ما نشاهده اليوم من التهميش السياسي والانفلات الأمني المتعمد.
وسيكون من المبالغ فيه أن تصور المبادرة الخليجية الموقف في اليمن في ذلك الوقت كثورة اجتماعية وسياسية يمكن وضعها جنبا الى جنب مع الحراك السلمي الجنوبي فلقد كان الشعور بالضجر من المبادرة الخليجية ومن موقف التحالف العربي موجودا أساسا بسبب تجاهلهم للقضية الجنوبية كقضية شعب ووطن وهوية و أصبح الشعور بالياخد الشعور المتزايد بين أبناء الجنوب وينكشف القناع الحقيقي بعد الانفلات الأمني وعمليات الاغتيالات والتصفيات للكوادر العسكرية والأمنية الجنوبية ،كانه متعمد كي يبقى الجنوب غير مستقر حتى اسقاط صنعاء وتعود الحكومة المركزية لتسير أمور البلاد والعباد وقد اعتقد هؤلاء في النهاية حرمانهم الحق الطبيعي في من خيرات بلدهم ومدى اقصاهم وتضيع تقرير مصيرهم وعدم اعطائهم الحرية لقيام دولتهم الجنوبية الذي ناضلوا من اجلها لعودة هوية شعب ووطن ضائع مغتصب ، كل ذلك يتطلب فضح الخداع التي تمارسه الشرعية اليمنية والتحالف العربي ضد أبناء الجنوب عبر الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس ) وعبر الصحافة الحرة والأقلام الشريفة ، وإلا سنبكي كما تبكى النساء على وطن فقدناه وضيعناه بأيدينا وقدمناه هبه بالمجان للمستعمرين الجدد مقابل فتات وحفنه من المال ، لان من اخطر الناس على الناس من يملك المال لأنه بلا ضمير و بلا حكمة.