رحم الله القائد والمناضل الفذ (على احمد ناصر عنتر) الذي اطلق هذا الشعار بعد استقلالنا الوطني في 30 نوفمبر 1967م مباشره و كان حينذاك قائدا لجيش (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) وكان الجنوب حينذاك مهددا بتكالب الاعداء من حوله بصور شتى ومنها غزوا جحافل المرتزقة و شبكات لتخريب ومن لف لفهم ...فكان هذا الشعار موحدا لكل ابناء الجنوب بالحفاظ وحماية الوطن ارضا ومكتسبا وانسانا .. ومااشبه الليلة بالبارحة فنحن اليوم - ابناء الجنوب جميعا بدون استثناء - احوج ما نرفع هذا الشعار ونجعله منهج وسلوك وثقافه وعمل ... فهذا عدونا فعل بنا وبارضنا وبلادنا ما فعل ومازال يضمر شرور لا يعلمها الا الله وعلينا ان نحمي وطننا وثورتنا وحقوقنا وكرامتنا ... فوطن لا نحميه لا نستحقه... نعم لقد اتخذ الاحتلال الشمالي سياسة من اخبث السياسات الاستعمارية التي عرفها الجنس البشري وهي سياسة ( الارض المستباحة ) وتلك سياسة لا تجعل من الارض المحتلة تابع لها فحسب بل وجعلها ساحة لكل انواع النهب والتخريب والصراعات بحيث تضل حتى بعد استقلالها تعاني من تأثير تلك الاعمال الشيطانية لعقود اخرى .. فيسهل له التأثير والتوجيه بخططه التخريبية حتى بعد استقلال الجنوب .. فهولم يكتفي ان جعل ثروات الجنوب واراضيه و بحاره وموارده ومؤسساته مستباحه لأفراد نظامه ومتنفذيه واصحاب الولاءات التابعين له وحرمان ومنع ابناء الجنوب من ابسط حقوقهم المادية بل ومن حق الانتفاع والتملك والتصرف والاستحقاق للثروة والاراضي المنهوبة امام اعينهم بل وحرمان ابناء الجنوب حتى من حق ( المواطنة) والمساواة بالحقوق والواجبات مع ابناء الشمال .. . وقد بلغ الامر ان اطلق ذلك النظام - ومازال - حملة تحقيريه المقصود منها تحقير واستهجان اصول ونسب ابناء الجنوب وتسميتهم بالهنود والصومال !!! وقد شارك في ترويجها الكثير من ابناء الشمال - الا من رحم الله - حتى المثقفين والساسة بطريقه غير معلنه وكان هذا جزء من التهيئة النفسية والمعنوية لحملة الإبادة لشعب الجنوب التي اعلنها راس النظام بخطاباته الصريحة المتعددة بدأها بالاغتيالات والتصفيات الجسدية لكوادر وقيادات الجنوب في المجالات المختلفة وكاد ان يكمل اركان جريمتها في الحرب الأخيرة التي تؤكد خططها واستراتيجيتها بانها حرب اباده بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. كما جعل ارض الجنوب مسرحا لتمرير وفرض ثقافته المتخلفة وهدم كل اركان المجتمع المدني ودولته ومؤسساته وقوانينه وأنظمته المدنية والإدارية والمالية الذي يمتاز به المجتمع والنظام في الجنوب واستبدالها بنظام المجتمع القبلي المتخلف وجعل الدولة مجرد مؤسسات شكليه تتحكم بها في اغلب حالاتها عناصر متنفذه جاهله تخدم مصالح افرادا وجماعات بعينها.. .بل لقد قام بتفكيك و تدمير جيش الجنوب واجهزته الأمنية والمدنية الاخرى وتسريح قادتها وعناصرها وابعادهم عن الوطن اما بالنفي والتهجير واما بالاغتيالات والتصفيات الجسدية .. اما اخطر ما اعتمد ه في تنفيذ سياسته الاستعمارية الخبيثة بدرجه رئيسيه هو عزل واقصاء العنصر البشري في كل المجالات المدنية والعسكرية بدون استثناء سواء بالتهميش والاقصاء اوبالتجهيل والابعاد عن مراكز القيادة والنفوذ ناهيك عن نشر التخلف والأميه وتأجيج الصراعات بين ابناء الوطن الواحد .. وعندما احس بفشل تلك الاساليب والسياسات وهو يرى الجيل الذي تربى في عهد الوحدة المشؤومة يخرج للساحات بالملايين ليشعل اول ثوره سلميه في المنطقة العربية برمتها ويملئ الأرض هتافا ( ثورة ثورة ياجنوب ) عمد الى سياسة القتل و التصفيات الجسدية والاغتيالات لكوادر الحنوب المدنية والعسكرية و كان ذلك – بكل تأكيد - تمهيدا لإبادة ابناء الجنوب وارتكاب المجازر والمذابح ... وذلك فعلا ما كان مخطط له في حربه الاخيره بالاشتراك مع مليشيات الحوثي لولا صمود ابناء الجنوب وتدخل قوات التحالف التي ساندت المقاومة الجنوبية..
ولااقول هذا مبالغة المجازفة فقد قالها سفاح اليمن الاكبر( عفاش ) وروج له اجهزة اعلامه وببغاوات نضامه سنوات عديده منذ ضهور ثورة الجنوب وحراكها السلمي ((ا نني مستعد للتضحية باثنين مليون شهيد من اجل الوحدة)) ولااظن ان هذه الميلايين التي هدد عفاش بإبادتهم سوى ابناء الجنوب ولا احد سواهم .. اجل وطننا الجنوب العربي الحبيب الممتد (من المهرة الى المندب) نحن جميعا اولى بحمايته من دنس العابئين وحقد الحاقدين ولا احد يحميه وينيه سوى ابناءه طالما يعيش في دمائنا عشقا ابديا وفي حدقات اعيننا نورا سرمديا ومثلما ضحى ابنائه من اجله بالغالي والنفيس ورفعوا رايات انتصاراتهم الظافرة وتحطمت على صخرة صمودهم اطماع الفرس والمجوس واذنابهم وكلابهم الغادرة.. فان لم يكن ابناء الجنوب اليوم قادرون على حماية وطنهم وبناء دولتهم الوطنية الحديثة برغم العقبات والتآمرات .. فعلينا ان نعلم ونتعلم ان التاريخ والمنطق والحق يصرخ في وجوهنا ويعلمنا القاعدة الأبجدية والحقيقة الاولى التي يجب ان نتعلمها وهي :- ان ( وطن لا نحميه لا نستحقه ),,, ا