احتضنت قاعة نادي (متطوعون) بالمكلا عصر يوم أمس الاثنين الحادي والعشرين من مارس 2016م حلقة نقاش بعنوان: (الترجمة في حضرموت وأهميتها في الدراسات التاريخية)، والتي نظمها مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر بالتنسيق مع مركز عبدالله فاضل فارع للترجمة والدراسات الانجليزية بجامعة عدن. وفي مستهل الحلقة ألقى الأستاذ الدكتور عبدالله سعيد الجعيدي كلمة رحّب في مستهلها بالمشاركين والحضور جميعاً، مؤكداً على أهمية الشراكة التي يهدف إليها المركز وينطلق من خلالها في تنشيط المشهد الثقافي، مشيراً إلى أن هذه الحلقة النقاشية المهمة والنوعية تأتي ثمرة من ثمار هذه الشراكة الفاعلة والتنسيق الجيد مع مركز عبدالله فاضل فارع بعدن، وأعلن الجعيدي عن اعتزام المركز تنظيم ندوة علمية عن الأستاذ أحمد عوض باوزير (رحلة صحفي ويوميات صحيفة) بالتنسيق مع قسم الإعلام بجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا في 17 من أبريل القادم، مشيداً بجهود الأساتذة المعدين لأوراق الحلقة شاكراً الأخوة في نادي (متطوعون) لتعاونهم لإنجاح فعاليات وأنشطة المركز واستضافتها في قاعات النادي. واشتملت حلقة النقاش على ثلاث أوراق، كانت الأولى بعنوان: (واقع الترجمة في حضرموت وسبل تجاوزها) قدمها الدكتور عادل سالم باحميد أستاذ الترجمة المشارك بكلية التربية بسيئون، استعرض من خلالها جملة من المعوقات التي تعترض عمل المترجم، خاصة فيما يخص طبيعة اللغة ومقوماتها وأدواتها وتراكيبها، مشيراً إلى بعض الأخطاء التي شابت الترجمات السابقة، مؤكداً على ضرورة أن يأخذ أهل الاختصاص بناصية الأعمال التي بحاجة إلى ترجمة لفائدتها التاريخية والحضارية لحضرموت. وجاءت الورقة الثانية حاملة عنوان: (آلية ضمان دقة الترجمة) للأستاذ نجيب سعيد باوزير مؤسس جمعية أصدقاء المؤرخ سعيد عوض باوزير ومدير دار الصالحية للطباعة والنشر مقدماً استعراضاً جيداً لتجربة الشخصية في الترجمة عن اللغة الانجليزية إلى العربية، معدداً العوامل التي يجب توفرها لدى المترجم، ومنها: عشقه للغة والثقافة وسعة الاطلاع وتوفر مكتبة عامرة بالكتب تسعفه في عمله والاستعانة ببعض الكتب المعجمية للغة الانجليزية بالإضافة إلى الحس الرفيع والذوق اللغوي الراقي والأمانة في النقل والترجمة. وكانت الورقة الثالثة بعنوان: (أهمية المادة التاريخية في كتابات الرحلة والمستشرقين) قدمها الأستاذ الدكتور مسعود سعيد عموشوش مدير مكركز عبدالله فاضل للترجمة بجامعة عدن، عرض من خلالها للأهمية الجيوسياسية لحضرموت، مستعرضاً الرحلات التاريخية للمستشرقين والرحالة الذين طافوا بحضرموت وكتبوا عنها كتباً وتقارير مهمة في تاريخ حضرموت القديم والوسيط والحديث، مشيراً إلى جملة من الأسباب التي تدفع إلى ضرورة الترجمة لهذه الكتب التي لم يجد طريقها إلى القارئ الحضرمي خاصة والعربي عامة بسبب ضعف أو انعدام الترجمة إلا فيما نذر، معرجاً على جهود عدد من الأساتذة المترجمين الحضارمة الذين كان لهم قصب السبق في هذا المجال الحيوي والمهم في حياة الأمم. أدار المحور الأول من حلقة النقاش الدكتور خالد يسلم بلخشر والثاني الأستاذ صالح حسين الفردي والثالث الأستاذ الدكتور ناجي جعفر الكثيري. وشهدت الحلقة مداخلات ونقاشات متعددة ومتنوعة أثرت الأوراق ووضعت الكثير من الرؤى والأفكار والمقترحات والتوصيات التي تصب في تنشيط واقع الترجمة في حضرموت في المستقبل القريب.