أن الحشود الغفيرة في العاصمة اليمنيةصنعاء يوم 23 مارس 2016م تؤكد بمالايدع مجالاً للشك وقوف معظم أبناء الجمهورية العربية اليمنية إلى جانب الحوثيين وصالح وأنهم لم ولن يتخلون عن المشروع الأيراني في اليمن، وسيظل موقف الحوثيين وعفاش والأخوان ثابتاً في عدائهم للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، ولن يتغير مهما حاول بعض من الساسة والقبائل إيصال رسائل مطمئنة للجيران فماهى الإ مغالطات تكتيكية جديدة، تحاك بدقة وخبث ومكر ودهاء، يسوقها مطبخ عفاش والحوثيين والإخوان أيضاً .. والتي تهدف إلى تغيير الموقف الخليجي من حرب اليمن، عندما أدركوا الهزيمة العسكرية وافقوا على إجراء المفاوضات في الكويت والامتثال لقرار الشرعية الدولية رقم 2216، لتهدأت الملعب والتسخين للشوط الثاني بعدما تنتهي مرحلة الشرعية والدخول في أنتخابات برلمانية، سيكتسح مقاعدها الطرف الشمالي (الحوافيش والأخوان) بحكم تعداد السكان مقارنة بالجنوب الذي سيظل تابعاً لسياسة المركز في صنعاء كما يعتقدون ويفكرون ويخططون على نار هادئة مع حلفائهم الاستراتيجين!! على دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية قراءة المشهد السياسي جيداً بتعمق وموضوعية، بعيداً عن العواطف والحسابات السياسية والإملاءات الخارجية، لأن مصلحة الأمن القومي العربي والخليجي فوق كل الاعتبارات الأخرى، وبالتالي لابد من تفويت الفرصة على صالح والحوثيين ومن يدور في فلكهم، وعدم الإكتراث والتعاطي مع تلك الأصوات الكاذبة التي تداعب الخليجيون اليوم، وتوهم المملكة العربية السعودية في تغيير المعادلة السياسية باليمن .. وكسب معركة صنعاء وفق شروط مجحفة بحق الشعب الجنوبي الحر، الذي أثبت ولائه مع دول الخليج ورفضه للمشروع الأيراني في المنطقة، بالتصدي للحوثيين وصالح إلى جانب دول التحالف العربي في هذه الحرب المصيرية!!.. نعم أنه الشعب الجنوبي الأبي الضامن الوحيد لحماية المياة الإقليمية من الأطماع الخارجية، وستظل عدن عظم في حنجرة أيران وأذنابهم..
يجب أن تدرك دول الخليج بأن رهانها على الموقف الشمالي سيكون خاسراً، إذا ما أصغيت إلى تلك الأصوات الناعقة بأسم الوحدة اليمنية الفاشلة، وصنعاء قد أصبحت اليوم فعلاً بيد الحوثيين وصالح، ومن خلفهم يقف حزب الإصلاح (الاخوان المسلميين) الذي حشد مناصريه مع الحوثيين وصالح يوم السبت الماضي في صنعاء، من أجل ممارسة مزيداً من الضغط السياسي على المملكة العربية السعودية وحلفائها. أن تلك الحشود تستدعي دون شك العصبوية الزيدية لجمع انصارها للدفاع عن قاعدة الحكم لليمن الذي سيطروا عليه لأكثر من ألف عام، وفوق كل هذا يحاولون ابعاد العصبوية والعنصرية والطائفية عن أنشطتهم تلك المرتبطة أيضاً بأبعاد التوسع الشيعي الفارسي في المنطقة العربية..(حشد العقلاء أمر معقد للغاية أما حشد القطيع فلا يحتاج سوى لراعي وكلب) شكسبير..
وفي كل الحالتين الحوافيش والأخوان يشكلون خطراً حقيقي على دول المنطقة; الأول مرتبط بالمشروع الأيراني والثاني بالمنظمات الإرهابية الدولية، وستكون دول الخليج قد خسرت الرهان في هذه الحرب، ولم تحقق أنتصار حقيقي يجلب الأمن والآمان والاستقرار والسلام الدئم في المنطقة..وبالتالي لابد من دعم حقيقي للقضية الجنوبية وتلبية مطالب الشعب الجنوبي العادلة وحقه في تقرير المصير، لكسب إرادة وعطف الشعب الجنوبي العظيم الذي جسد بالملموس وقوفه إلى جانب التحالف العربي وأثبت مصداقيته ورفضه للمشروع الأيراني، الذي لم ولن يتوقف!! والعمل معاً من أجل القضاء على الإرهاب، هذه الآفة الخطيرة والدخيلة على مجتمعاتنا العربية..وأن أي تسوية تستبعد حق تطلعات الجنوبيين في إستعادة دولتهم وحقهم في العيش الكريم!! لا يساعد على أمن واستقرار المنطقة بشكل عام..
من المستحيل جداً أن تعود العلاقات الطبيعية بين صنعاء والرياض بعد هذه الحرب، حتى وأن كان الثمن المقدم اليهم غالياً وباهضاً وهو التضحية بشعب الجنوب وضخ الأموال، فأن هذه القطعان المحتشدة والتي شاهدناها يوم السبت الماضي في ميدان السبعين تعطي إجابة كافية للملك سلمان ودول الخليج بأن طهران هي الأقرب إلى قلوبهم وعقولهم، وبهذا الصورة تكون الأمور قد أتضحت للجميع وعلى دول الخليج أن لا تفرط اليوم بالجنوب، كونه العمق الاستراتيجي للمملكة ودول الخليج وللأمن القومي العربي أيضاً، بحكم موقع عدن على أهم الممرات الدولية التي أصبحت هدفاً للأطماع الخارجية..نحن مع وقف الحرب والعودة للحوار والتفاوض العادل والمنصف لكل الأطراف المتصارعة في اليمن، وأن يكون هناك تمثيل لكل القوى الفاعلة والمؤثرة على الأرض شمالاً وجنوباً، من دون تهميش أو تجاهل لقضية الشعب الجنوبي الذي قدم قوافل من الشهداء والجرحى من أجل الحرية ووقف التمدد الأيراني الذي يسعى إلى التحكم بمضيق باب المندب وخليج عدن!!!..