ضربت عدن ، الرقم القياسي عن بقية المحافظات في عدد المحافظين الذين تعاقبوا على ادارتها منذ استقلال الجنوب في نوفمبر 1967م وحتى الان وربما يرجع سبب ذلك الى التقلبات في (كيمياء السياسة) للأنظمة الشمولية التي تفرزها كثرة الصراعات و الحروب والاضطرابات والتحولات الداخلية ، مما كانت تستدعي مثل هذا التغيير والتعاقب والمحافظ الحالي لعدن اللواء عيدروس الزُبيدي يأتي في المرتبة (التاسعة عشر) من بين المحافظين المتعاقبين على ادارة العاصمة عدن الذين كان اولهم –حسب الترتيب :المناضل ابو بكر شفيق 1967-1968، ثم المناضل نور الدين قاسم 1968-1969،(انتقل بعدها الى سفير واستشهد في حادث تفجير طائرة الدبلوماسيين في ابريل 1973م في عتق ، وتفاصيل هذه الحادثة البشعة طويلة ليس المجال هنا لذكرها ) ثم المناضل محمود محمد جعفر 19690-1970ثم المناضل طه احمد غانم (لمرتين) الاولى 1970-1980م ثم المناضل محمود عبدالله راسي (لمرتين ) الاولى 1981-1986 ثم المناضل ناجي محمود احمد 1986-1990 ثم المناضل سعيد صالح سالم 199-1991 (قضى نحبه في حادث مروع مثير للشكوك في 10/مايو 1991م)) ثم المناضل محمود عبدالله عراسي للمرة(( الثانية )) 1991-1993م ثم المناضل صالح منصر السييلي 1993-1994م (مصيره مازال مجهولا وغامضا مع عدد من افراد حراسته منذ 7/7/1994م عند اجتياح الشمال للجنوب على اثر حرب 1994م بين الشطرين) ثم المناضل طه احمد غانم(للمرة الثانية) 1994-2003م ثم د. يحيى محمد الشعيبي 2003-2006م ثم احمد محمد الكحلاني (شمالي) 2006-2008 ،ثم د. عدنان عمر الجفري 2008-2011م ثم المناضل احمد محمد قعطبي2011م ، ثم م. وحيد علي رشيد 2012-2014م ، ثم د. عبدالعزيز بن حبتور 2015(بضعة شهور) ثم نائف البكري 2015م ( بضعة شهور) ثم الشهيد المناضل جعفر محمد سعد 2015 ورقمه (التاسع عشر) من بين المحافظين المذكورين الذين سبقوه وقد استبشر مواطنو واهالي عدن خيرا عند تعيينه محافظا للعاصمة عدن خاصة وانه معروف بالوطنية والشجاعة والحسم في الامور وله مواقف مشهودة في المقاومة ومناهضة (نظام صنعاء) عند احتلاله للجنوب واعتبروه (خير خلف لخير سلف) وفي اول تصريح له اكد انه سيعمل وسيواصل المشوار الذي كان عليه المحافظ الشهيد جعفر محمد سعد ، من اجل خدمة هذه المدينة واهلها الطيبين وللحقيقة نقول .. ان حال عدن بائس للغاية وبنيتها التحتية شبه متهالكة وان لم نقل انها مدمرة والمرافق والمؤسسات الحكومية فيها لا تعمل بتوتيرها المعتادة والمطلوبة اذ ما يزال بعضا منها في حالة من الشلل الوظيفي والاداري واوضاع الكهرباء والمياه والبيئة يعرفها الجميع ، فهي بحاجة الى جهد حكومي واهلي كبير وضخم لتجاوز الازمة في هذه القطاعات ناهيك عن ضرورة معالجة مشكلة (فواتيرالكهرباء والمياه) المتخلفة التي كان قد بدا بمعالجتها المحافظ الشهيد جعفر محمد سعد ولكن الامر بهذا الشأن ما يزال غامضا واضافة الى الوضع المتجمد والبائس لمطار عدن ومصفاة عدن وميناء عدن وفي المنطقة الحرة ايضا ومشاكل الاراضي والدمار الذي لحق بمساكن الاهالي والممتلكات العامة والخاصة وقضايا الشهداء والجرحى ودمج المقاومة والجيش الوطني وملف الامن وغيرها كل هذه الملفات هي من اولى المهمات المطروحة على طاولة المحافظ الزُبيدي ، والتي ينبغي ان يعمل وبتعاون الجميع وبالمؤازرة مع الجهد الحكومي وبصورة مبرمجة ومنظمة وبحسب الاهمية والاولية على تحريكها وحلها وان لا يذهب جهد المحافظ في قضايا لم يحن وقتها بعد او التعامل معها الان ، كإزالة البناء العشوائي مثلا .. وغيرها من الامور التي قد تسبب حالة من الامتعاض لدى الاهالي ، ولا يستبعد من ان هناك اياد خفية تريد ان تجر السلطة المحلية الى مواجهات مع المواطنين فعلى المحافظ ان يدرك مثل هذه القضايا وان يكرس جهوده لحل مشاكل الشباب والتوظيف وتثبيت المتقاعدين وقضايا المتقاعدين والمسرحين قسرا – مدنيين وعسكريين من وظائفهم- واعادة ثقة المواطن في سلطة الدولة وتفعيل عمل القضاء والمحاكم والنيابات وهذه امور مهمة للغاية في عمل المحافظ الا انه لا يمكن لاحد ان ينكر رغم كل التعقيدات والمخاطر ان هناك نجاحات قد تحققت في عمل السلطة المحلية بالمحافظة وفي استعادة الامن وفرض هيبته خدمة للمواطنين والحفاظ على السكينة العامة ومكافحة الجريمة والاعمال الخارجة عن القانون والارهاب وغيرها ، وهناك لجنة شكلها الاخر المحافظ للوقوف على اعمال المؤسسات والمرافق الحكومية والجوانب الادارية فما بدأه المحافظ الشهيد جعفر محمد سعد –رحمه الله- ينبغي ان يكمله المحافظ الزُبيدي وهو دون شك مستوعب لهذا الامر .. والله من وراء القصد.