قال الله تعالى لسيِّدنا أيوب أثناء الضر { ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ( 42) } سورة ص، والرسول صلَّى الله عليه وسلَّم من أدعية استفتاحه للصلاة ( اللهم أغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد )، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم : ( إن الحُمّى من فيح جهنم، فابردوها بالماء ) رواه البخاري. الاغتسال بالماء البارد من درجة إلى (15) درجة مئوية لبضع ثواني أو دقائق ينشِّط القلب ويحرِّك الدم بقوُّة ونشاط لإدفاء الجسم ولإبقاء حرارة الدم بدرجة 37م، واستفزاز الدم ودورانه بقوُّة يُمزِّق الجلطات (تتمزق ولا تخرج نهائياً من الجسم إلاّ بالحجامة) ويحصل نشاط رهيب، ويقل أي ألم بالبدن بإطلاق هرمون الأندر وفين، وتستقر النفس وترتفع معنوياتها وتذهب عنها الكآبة واليأس، وتزداد الشجاعة، وتنشط الدورة الدموية بالدماغ فتقوى قُدراته وذاكرته، ويزيد نشاط الغدة الدرقيِّة فتسرع بالتمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة البديلة المستنزفة في النشاط مما يؤخر ظاهرة التعب والشعور به، ويُنشِّط غدَّة البنكرياس لتفرز هرمون الأنسولين في الدم فيحترق السُكَّر، ويمنع نشوء دوالي الخصية والأطراف، ويقوُّي الباءة والانتصاب لضخَّه الدم أفضل من عقار الفياجرا، ويشد الجلد ويمنع رهولته وشيخوخته ويُعطيه النضارة، ويقوُّي البصر وأربطة ومفاصل العظام والعضلات، ويشفي مِن الهم والمس والسحر، ويُعين على السهر بسبب تبريده للجلد عند خروج الحرارة من جوف البدن للظاهر والجلد، ويعالج سرطان الثدي بحسب دراسة ألمانية بالعلاج بالاغتسال بالمياه الباردة لمدَّة أربعة أسابيع مع التوقُّف عن تناول حليب الأبقار والسُكَّر المكرَّر وتجنُّب النوم بالضوء وتجنُّب الأكل والشُرب بالأوعية البلاستيكية. والاغتسال بالماء البارد يجلب النحافة لإحراقه كم هائل مِن السعرات الحرارية عند دوران الدم بقوة للإدفاء، فإذا كانت البدانة في منطقة البطن والمؤخرة والأرداف فيُكثَّف فيها الاغتسال البارد أو التدليك بمكعَّبات الثلج، ولعلاج البواسير توضع قطعة من الثلج بالخارج على منطقة الباسور وتكرّر لعدة أيام بدقائق معدودة، ورش الماء البارد على رأس الدائخ والسكران يُفيقهم بسبب تحفيز الدم ودورانه بالدماغ . أهل حضرموت باليمن ينزلون بحر العرب في نجم البلدة (برج السرطان – يوليو) باكراً حيث يأتي تيار بارد من المحيط الهندي تكون برودته (15) درجة مئوية ويغتسلون للوقاية وطرد كثير من الأمراض كالروماتيزم، فيقولون : نجم البلدة يرد الشيبة ولده (أي المرأة العجوز تعود شابةً)، وكبار السن الأصحاء في روسيا والصين يسبحون في بحيرات باردة شبه متجمدة، ولاعبي كرة القدم بعد إصاباتهُم مُباشرةً يضعون على أماكن الإصابة قطع الثلج مع تدليكها لِمنع نشوء الجلطات ولسُرعة التعافي، وكذلك الأُمهات الحاذقات يدلكن بالبرد أماكن السقوط والرضوض لأطفالهن. الاغتسال البارد منهي عنه بعد الأكل والمجهود العضلي فلابد أن يكون الجسم بارد ومغلق المسامات، فإذا كان الجسم ساخن ومتعرِّق تحدث جلطات صغرى أو كبرى وقد يؤدي للوفاة، وينهى عنه من ضغطه مرتفع ومن عنده تصلب بالشرايين، إلَّا أن يغتسل فقط في أطرافه، وإن احتجم صاحب الضغط المرتفع وتصلُّب الشرايين فيمكنه بعدها بالاغتسال البارد الكامل لكُل الجسد. يبدءا الاغتسال بالقدمين ثم اليدين ثم الوجه والرأس ثم أمام الجسد ثم الظهر، وفرك قطعة ثلج على باطن يدك بين إبهامك وسبابتك يساهم في علاج ألم الأسنان بسبب وجود ممرَّات الأعصاب المحفِّزة للدماغ فتمنع إشارات الألم، فاغتسلوا بالبارد ولا تشربوه أو تأكلوه، فالألم الناشئ في الرأس عند شرب أو أكل شيئًا باردًا سببه تجمُّع الدم في الدماغ لحفظ حرارته، فشرب الماء البارد قبل الطعام يفلج المعدة الفارغة ويضر الكبد ويكوُّن جلطات صغيرة تصل الدماغ، وشربه مع الطعام وبعده يُجمِّد الزيوت والدهون المُستهلكة ويبطئ الهضم ويتفاعل هذا الراسب مع الحامض ويتكسَّر وتمتصه الأمعاء أسرع من الطعام الصلب، ويُبطِّن الأمعاء متحولاً لدهون تؤدي للسرطان، وتتضخم المعدة والبطن لتتحول كرشاً كبيراً. بالنسبة للموروث الشعبي والأمثال القائلة : البرد مفتاح العلل والبرد بقدر الدفاء، والبرد أصل كُل علّة، فهو صحيح والمقصود به نشوء المرض بالتعرُّض للهواء البارد لفترات طويلة نسبياً مع عدم الوقاية بالتدفئة بالملابس الثقيلة، ويبرد الدم ويتخثّر ويتجلَّط، وورد في الصحيحين أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء، ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير. وليس المقصود مِما سبق الاغتسال البارد القصير للثواني والدقائق المعدودة المؤدِّي للفوائد المذكورة.
المراجع والمصادر : الطب النبوي (لأبن القيم الجوزيه) الدرة البهية في شفاء الأبدان الإنسانية ( لأبن البيطار ) ويكبيديا الموسوعة الحرَّة فوائد الاغتسال بالماء البارد (باليوتيوب)