يقول (عبد الرحمن الكواكبى ) احد اهم كتاب النهضة العربية وابرز مفكر يها في كتابه العظيم ( طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد ) :- ان ( فناء دولة الاستبداد لا يصيب المستبدين وحدهم بل يشمل الدمار الارض والناس والديار لان دولة الاستبداد في مراحلها الاخيرة تضرب ضرب عشواء كثور هائج او مثل فيل ثائر قبل ان تستسلم للزوال وكأنما يستحق على الناس ان يدفعوا في النهاية ثمن سكوتهم الطويل على الظلم وقبولهم القهر والذل والاستعباد وعدم تأملهم في معنى الآية الكريمة : "وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " 25 الأنفال ( تذكرت هذا ورايته جليا بعد احداث 15 و 25 ابريل في مصر وبعد حريق حلب في سوريا وبعد ازمه العراق المتصاعدة وبعد مأساة اليمن وتدهور الاحوال في ليبيا , تجد ان الامه العربية ضاقت بحكامها وان شرعيتهم الدستورية و القانونية قد انتهت وان ما يحكمون به الان هو شرعية الجهل لدى بعض افراد هذه الشعوب وشرعيه الخوف لدى البعص الاخر . فمذ اوائل الثمانينات تحولت الأنظمة العربية الى تعاون واضح مع عدوها الاول إسرائيل بدعم ورضاء امريكي تام بعد اتفاقيه كامب ديفيد ورويدا رويدا ارادوا ان يؤصلوا لان الصراع العربي الإسرائيلي قد انتهى وتركو اجهزة استخبارات العدو الصهيوني تعبث بأوطانهم وشعوبهم تنشر جهلا ومرضا وفسادا ودجلا وشعوذة وتخاريف ما انزل الله بها من سلطان فخاضت الامة العربية في فترة اضمحلال عقيمة عندما ترى سماتها وملامحها الان تجدها نفس ذات السمات التي حدثت علي مر التاريخ في عصور اضمحلال الامم وتجدها في كتب التاريخ صفحة او نصف صفحة لأنها متشابها على مدار الزمن ولكن عندما تعيشها تدرك خطورتها وفداحتها لأنها فترة مليئة بالغش والخداع والكذب والنفاق وتصدر الرويبضة لسدة المشهد واجتياح للدماء والحبس والقهر والوجع في كل شيء قريب منك او غير قريب . فإذا بغضبة الشباب العربي رافضة محددة بدء نهاية الاضمحلال فما كان من حكامهم ومؤسساتهم وقادة جيوشهم الا ان تامروا على اطهر واشرف ابنائها فباتت رائحة الدم في كل جنبات الوطن العربي لا تميز ومضت الغربان تحوم في سمائها والثعابين تجوب وديانها وباتت الامهات ثكلى والنساء دمعى والرجال مقهورة والشباب حيارى وفقد الاطفال اللعب والسعادة . وهذا بتواطئي غربي أمريكي صهيوني وبعماله واضحه لقادة هذه الامه وصار الشباب العربي ساعيا الى مستقبل الى بناء دول عربيه تحمل بين اركانها عدالة عامه للجميع وعيشا رغدا للجميع وحريه حقيقيه في الراي والتعبير وجميعها امور لا تختلف مع قواعد الاسلام وهدفه ورقيه ولا تختلف مع ابسط الحقوق الإنسانية فقد أرادوا ان يكونوا بشرا لا عبيدا وصار قادة العار من حكامهم يدافعون عن اموالهم وثرواتهم وما كنزوه من نفوذ وسلطه زائلة صاروا عبيدا للأمريكان واذلاء للصهاينة ونسوا ان هناك ربا قادرا عظيما . وبالنظرة المتأنية الى حال الدول العربية وانظمتها الحاكمة تجد انها اوصلت البلدان العربية الى مرحلة ( الدول الفاشلة) وهو ما يعنى ان الدولة لم يعد لها دور او مسئوليه تجاه المجتمع او تجاه ابنائها فكل الاوضاع ساءت ووصلت لدرجة الانهيار ولم يعد هناك مؤسسه او جهة يمكن ان يعول عليها في الاصلاح فالكل غارق بفعل فاعل وهم الحكام العرب ومعاونيهم في انهيار وفساد اقتصادي وسيأسى واجتماعي وأخلاقي وديني وتربوي وتحولت البلدان العربية الي عشوائية لا يصلح فيها عمل ولا يصلح فيها فعل الا بأحداث تغيير عربي شامل يقضى على كل مخلفات هذا العصر وتقوم في الاصل على انشاء دول جديدة لها مؤسسات جديرة بالشعوب العربية قادرة على تحقيق طموحاتها . ولان الاصلاح الان بات ترقيعا وترميما في ثوب اكله الدهر والادلة كثيرة بدءاً من القضاء الموجه الذى حول ساحات المحاكم العربية الى ديكور شكلي وغابت فيه قيم الحق والعدالة كمفهوم ثابت واجب التطبيق وانظمه تعليميه فاشلة مفسدة قائمه على الغش والنصب والانحلال القيمي وانتهاء دور التربية كأساس لبناء الانسان وحدث ولا حرج عن انهيار الصناعة والزراعة والري والصحة والاعلام ...... الى اخره. كما غابت في هذه الدول مؤسسات الرقابة الجادة فدخلت مع الجهات التنفيذية في مشاريع قائمه على المشاركة والتربح من رأس مال الشعوب وانتهى دور الجهات التشريعية عند تفصيل قوانين تحمي الحكام لا تحمي الدولة ولا تقيم عدلا يمضي بين الناس . نعم هي الحقيقة المرة لعالمنا العربي فساد وانهيار اقتصادي وأخلاقي وسيطرة راس المال على مقدرات العباد والبلاد ولا احزاب ولا نقابات ولا مجتمع مدنى وبمعنى ادق الامه تمر بمرحلة انهيار غير مسبوق في تاريخها منذ ان عرفت تكوين الدولة . مع الاسف وكل الاسف لا يوجد نظاما سياسيا عربيا الان مهما كان بارعا يستطيع ان يقوم بهذه الامه ويسترضى شعوبها بممالأة الخارج والتعاون مع وحوش الداخل بل الحل برفض العمالة والتبعية والتخلص من فسدة الداخل ، لذا فان الامه العربية على اعتاب انتفاضة قادمه عنيفة ستكون مطهرة مخلصة واوكد بشكل لا يدع مجالا للشك ان هناك مزيدا من الدماء قادم فمهر البلاد العربية لتعود لمجدها وحضارتها ثمين وغالى واطهر الولد من سيدفع الثمن . ولكل فرد عربي اصمدا وصابر فالخلاص بات وشيكا بأذن الله ولن نبكى على حلب او دمشق او بغداد او القاهرة او عدن او صنعاء او طرابلس او أي مدينه عربيه لان هذا جزء من ثمن تحرركم جزء من ثمن تسلط فاشيه دينيه او استبداد عسكري رضوا بهم اجدادنا وابائنا وهو جزء من ثمن تجهيل وافقار وتخويف العرب وان كنت اسال الله ان يغفر لهؤلاء الشهداء الابرياء وان يرحمهم فهو اكرم منا جميعا معهم . واثق ان تحرر مصر وسورياواليمن سيمضي بلا جدال نحو تحرر كامل للوطن العربي ووضع نهاية لفترة الاضمحلال التي تعيشها الامة لنمضي نحو مستقبل افضل لا محاله فالتاريخ يقول ذلك رغم انف كل طاغيه وظالم وفاسد وستمضى الامه نحو نضالها الاعظم في الارض المحتلة في فلسطين المحررة بأذن الله وستبقى الشعوب العربية والأراضي العربية ابد الدهر وسيزول كل طاغيه وظالم ملعونا ابد الدهر . واسال الله ان يرفع البلاء والكرب ويعجل برحمته بإنقاذ الشعوب العربية والأراضي العربية من الطغاة والفاسدين والظالمين والعملاء والخونة فليس لها من دونه كاشف . بقلم وائل رفعت المحامي