بعد الحرب التي شنها العدوان الحوثعفاشي على عدن والجنوب في اواخر مارس من 2015م ، وذاق فيها المواطن مرارة العيش ، بين صوت القذائف وهول الحرب وانعدام المتطلبات الاساسية لسكان ، مما ادى الى نزوحهم وترك منازلهم ، كانت الحرب على اشدها بين مليشيات الظلام و المقاومة الشعبية الجنوبية مؤيدة بطيران التحالف العربي .
وبعد مرور قرابة اربعة اشهر على الحرب اعلن الرئيس هادي عن عملية السهم الذهبي لتحرير عدن، التي تلاها تحرير ابين ولحج من مليشيات الظلام ، وبعد تباشير الخير التي زفت لكل العدنين عقب التحرير ، سادت البهجة بين الناس وارتفع سقف طموحهم بين مستبشر بعودة نهضة عدن في السبيعنات ومتفائل بمستقبل مشرق يضاهي دبي ومدن عالمية. وفي ضل غياب تام لدولة حصل ماهو صادم لكل طموح الشارع العدني ، حيث تكونت جماعتين تعمل بالتوازي على تدمير وسلب حلم كل عدني وجنوبي يطمح الى مدينة السلام وقبلة العالم ،
حيث عملت جماعة منها على نهب كل مايتعلق بالدولة وبسط على الأراضي السكنية وفلل وشقق لمتنفذين شماليين ، وجماعة تتاجر بأسم الدين وتغرر بالشباب لتنفيذ عمليات ارهابية لتصفية الكوادر الجنوبية من جهة وزعزعة الامن والاستقرار من جهة اخرى ، بعد ان خسرت المليشيات حربها عسكريآ ، سرعان ما بدلت خططها لتدمير عدن وادخالها في دوامة العنف المسلح والبلطجة ، فالاغتيلات والانفجارات التي تستهدف الكوادر الجنوبية ماهي الا بداية نهاية هذا المخطط الذي عجز اصحابه على فعل اي شي الارض ونفذت كل الاساليب امامهم ليظهروا عدن في لباس الارهاب والتطرف.
وبين هذا وذاك كان فلول النظام السابق واذنابه يعبثون ويفسدون في عدن بطريقتهم الخاصة التي لا تقل تشويه لصورة عدن مقارنة بالجماعات الاخرى ، ملفات الاغاثة والاعمار كانت الشغل الشاغل للمواطنين عقب التحرير لاسيما وان معظم السكان دمرت منازلهم وبعضها تعرض لاضرار جراء الحرب ، وخلقت فلول النظام حالة من الفوضى والغضب بين المواطنين حينما عملت على المحسوبية وتمييز الحزبي بغرض اثارت الفتن.
وبعد تدخل الامارات العربية المتحدة وتوليها ملف عدن ، رغم كل الصعوبات والعراقيل التي واجهتهم في اعادة الحياة الى هذه المدينة التي حصلت على نصيب الاسد من هذه الحرب الظالمة من قبل المليشيات الانقلابية. عملت على الاهتمام بملف كهرباء عدن واعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس ، بأشراف مباشر من الهلال الاحمر الاماراتي ، الامر الذي ادى الى معرفة المزيد من الخيوط حول فساد فلول النظام السابق وسعيهم لعرقلة بناء وتطوير عدن، ويقف ابناء عدن خاصة والجنوب عامة معركة من نوع آخر للحفاظ على امن واستقرار عاصمتهم الابدية عدن ، ضد فساد الفلول وجماعات الخراب.