الضجة الاعلامية التحريضية المفتعلة التي اثيرت حول الإجراءات الأمنية في عدن ليست جديدة ، بل اسطوانة مشروخة تتكرر كلما نجحت قيادة محافظة عدن في اتخاذ إجراءات أمنية حازمة وصارمة لحماية سكان عدن ومدينتهم من أعمال جماعات القتل والإرهاب والفوضي التي استخدمت كل الوسائل والحيل بما ذلك التزوير وارتداء الملابس النسائية ... أما الغاية المقصودة والحلم المنشود لمن يقف وراء هذه الضجة فهو إقالة كل من عيدروس وشلال !!! لماذا كل هذا الضجيج المصحوب بتهديدات غزو ثالث للجنوب ؟؟؟ بادئ ذي بدء لابد من الإيضاح أن الخطة الأمنية المتوافق عليها مع دول التحالف والرئيس هادي كانت قد بلغت مرحلتها الثالثة والتي استهدفت وشملت كل من لا يحملون وثائق إثبات الهوية الشخصية بعد تزايد أعمال القتل والإرهاب من جانب عناصر مجهولة الهوية ، ومن لديهم وثائق مزورة، وجاءت كإجراء احترازي لإفشال مخطط استهداف المناطق الجنوبية المحررة . وتزامن تنفيذ هذه المرحلة مع حصول اللجنة الأمنية بمحافظة عدنلحجأبين، " معلومات استخباراتية مؤكدة عن مخطط خطير لهجوم آخر يستهدف محافظات الجنوب المحررة وخاصة عدنولحج، تزامنا مع محاولات تقدم للحوثيين وقوات صالح في جبهات متعددة بمحافظاتلحجوأبين وشبوة وبالتزامن مع تحركات مريبة تم رصدها في عدن خلال الأيام المنصرمة ، تماشيا مع توافد غريب وكثيف وغير مبرر إلى العاصمة عدن من مناطق شمالية مختلفة" . ضف الي هذا تصرّيح الحوثيين بشكل علني فج من خلال بيان اللجنة الثورية العليا الذي هدد بحرب أخرى على الجنوب. كما كشف رئيس المكتب السياسي للحوثيين، صالح الصماد، عن نوايا جماعته بالتحرك والاستعدادات لمواجهة ما أسماه ب"التواجد الأمريكي"، وهي الذريعة الأخرى بعد ذريعة مواجهة "القاعدة والدواعش" قبيل الاجتياح السابق في مارس 2015م . لذلك يمكن القول إن للحملة الامنية التي نفذتها قوات الأمن الجنوبية بعدان : البعد لأول مهني روتيني يجري في كل مدن العالم بما فيها الديمقراطيات العريقة والبعد الثاني احترازي استثنائي استباقي لمواجهة مخاطر أمنية محتملة ومخططة . وفي ضوء المعلومات المتوفرة حتي الآن عن نتائج الحملة الأمنية تم العثور على أسلحة خفيفة ومتوسطة وذخائر وقذائف متنوعة ، إضافة إلى تجهيزات عسكرية لدى عدد من المتسترين والمتخفيين كباعة بأسواق عدن وخاصة في سوق الخضار المركزي بالمنصورة ، مخزّنة بداخل محلاتهم ... وهو ما يعيد الي اذهان الجنوبيين سيناريو اجتياح الجنوب قبل أكثر من عام، حيث تحول كثير من الباعة والمتجولين والمجهولين إلى قناصة ومقاتلين ومصادر معلومات بالمواقع المهمة ومواقع تجمعات المقاومة الجنوبية. في الجانب المهني الاعتيادي شملت الخطة في مرحلتها الثالثة ضبط عدد من المواطنين من محافظات جنوبية وشمالية بينهم من أبناء عدن تحفظت عليهم الأجهزة الأمنية حتى يتمكنوا من إحضار وثائقهم عبر أقارب لهم قبل أن يتم الافراج عنهم، ومن لم يثبت لديه أي وثائق هوية أو يحتفظ بوثائق مزورة يتم ترحيله إلى محافظته ، وفيما يخص أبناء عدن يتم التحفظ على المخالفين منهم إلى حين إحضار معرّف يتحمل المسؤولية الكاملة عن الشخص المجهول. أما في الجانب الاستثنائي الاحترازي للخطة فقد كان من النتائج إلقاء القبض على العشرات من المتلبسين بالجرم أو الشروع في الجرم من خلال حيازة الأسلحة والذخائر ، وجل هؤلاء ليسوا من المواطنين العاديين البسطاء بل من حاملي بطاقات الانتماء للحرس الجمهوري والأمن المركزي والأمن القومي اليمني ... ووراء هذه النقطة بالذات كانت الضجة الاعلامية القادمة والممولة من متنفذي الشمال احزابا وقوي قبلية وعسكرية ودينية بما فيها وزراء محسوبون علي الشرعية ووزراء سابقون وكتاب ومثقفون ، حملوا كل معاول الكره والحقد لتجييش بسطاء الناس في الشمال ضد أخوانهم في الجنوب ، حانين هؤلاء المتنفذين الي عودة نظام 7/7 وعقلية الفرع والأصل والغنيمة والفيد . كيف بهؤلاء أن يساعدون علي عودة الشرعية وتطبيق النظام والقانون في مناطقهم وهم يعارضون تطبيق النظام في مناطق لا علاقة تربطهم بأهلها سوي ماض من القتل والنهب والسلب ؟؟؟