عزمني صديقي الحبيب محمد العدني غداء عصيد في مطعم كل طاقمه من محافظة تعز واشتريت نص حبة قات سمين ضالعي من مقوت تعزي وعلى الطريق مريت بمحل التحف والهدايا الذي بجانب الحجاز القريب من جولة كالتكس واشتريت معسلا فرنسيا للشيشة وكان البائع وكل العاملين في المحل من تعز وأخيرا وصلت البيت ومن البقالة المجاورة لبيتي اشتريت ماء وحبة فانتا أحمر من بائع من تعز .. المهم وصلت البيت والكهرباء طافية وتموضعت في ركن المجلس كالعادة وبدأت بمضغ أول عودي قات وهنا رن تلفوني وكان المتصل الصديق مختار الصلوي ويهاتفني من صنعاء وبعد السلام والتحية بدأ يعاتبني على ما أسماه بتهجير أبناء تعز من عدن مختتما العتاب بقوله: "الله المستعان يا جمال هكذا تفعلوا بنا" .. هي إجراءات أمنية وطالت الجميع يا مختار ولا تصدقوا وسائل إعلام الفتنة والصحفيين والمحللين (الشقاة) القابعين في الرياضوالقاهرة .. بهذه الكلمات أجبت مختار ودخلنا بعدها بحوار طوووويل انتهى بسؤالي عن ما يسمى بمقاومة صنعاء وكم عدد المؤيدين للشرعية والتحالف في الشارع هناك، لم يجب مختار على سؤالي وأنهى المكالمة بلطف قائلا: "أي خدمات يا صديقي ونتواصل بعدين" .. يبدو أن مختار في مكان لم يسمح له بالإجابة على سؤالي وكان واضحا أنه لا يستطيع حتى أن يذكر اسم المقاومة على لسانه، والتمس له العذر في ذلك فهو أولا وأخيرا في صنعاء معقل الحوثيين وعفاش وحيث الغالبية العظماء لتابعيهم وأنصارهم، وكلمة واحدة قد تهوي به في غياهب السجون والمعتقلات .. ساعات وولعت الكهرباء وراحت يدي تقلب القنوات الأخبارية وكنت أبحث بدرجة رئيسة عن جديد الطائرة المصرية المفقودة وبينما أنا في بحثي ذاك مررت على قناة الغد المشرق وكان الخبر يتحدث عن المقاومة في صنعاء ...فوقفت لعلي أجد إجابة على السؤال الذي أفزع مختار ودفعه إلى إنهاء المكالمة .. كان يتحدث للقناة شخص يدعى الشندقي تم تعريفه برئيس مجلس المقاومة في صنعاء، طبعا حديث الشندقي شبيه بحديث المحللين السياسين الشماليين المتواجدين في القاهرة منذ سنة تقريبا ولا جديد أكيد ومفيد فيه .. لكن الملفت أن الشندقي قال في رده على سؤال المذيع عن مدى جهوزيتهم لاستعادة صنعاء في ظل استمرار حنق المخلافي ووفده المفاوض قال بلغة ممتلئة ثقة وقوة إنهم جاهزون لتحرير صنعاء وبأن لديهم الكثير من السلاح والعتاد .. حقيقة كلام مليان ومبشر جدا لكن السؤال ..من أي مكان يتحدث الشندقي ولماذا لم تبدأ عملية الضغط الميداني على الانقلابيين كمحاولة "لتنسيم" موقفهم السياسي الممتلئ بالرفض للقرارات الدولية ولكل المرجعيات ذات الصلة بإيقاف الحرب وتسليم السلاح ومؤسسات الدولة وإطلاق المعتقلين . ربما صديقي مختار سيعاود الاتصال وسيجيب على هذه الأسئلة ..