نظمت "حركة شباب عدن" اليوم الثلاثاء ندوة سياسية عن وأد مدنية عدن بعنوان ((القضية العدنية .. وأد مدنية عدن )) بحضور ومشاركة عدد من النشطاء والمهتمين بتاريخ عدن . وتحدث في الندوة الأستاذ بجامعة عدن د. يحي قاسم السهل المحاضر بكلية الحقوق والكاتب الصحفي والشخصية الاجتماعية نجيب محمد يابلي .
وقدم للندوة الأديب والقاص عمرو الارياني الذي قال في مستهل حديثه إننا حين نتناول في حركة شباب عدن ( القضية العدنية ) : وأد مدنية عدن, كحلقة نقاش , نمعن البصيرة والعقل والإدراك لمثلث هام تتكون أعمدته من : القضية الوطنية , والقضية الجنوبية وقاعدته الرئيسة (القضية العدنية ) وهي القضية التي يرادفها ويوازيها بل ويتجلى بها ومن خلالها مفهوم المدنية , لأن عدن والمدنية والتحضر روح واحدة , لأن عدن من المدن القليلة في هذا العالم التي جسدت وحققت واقعياً وبأصالة وتفرد وتميز, التعايش السلمي الاجتماعي والحقوقي والثقافي والسياسي وهي بحق – أي عدن – مدينة كونية تعايش وتجانس وتناغم وتكافل فيها التنوع والتعدد وتآلف فيها الاختلاف .
وأضاف:" طالما وأن الحق المدني والإنساني واحترامهما جزء لا يتجزأ من تاريخها العريق , لسنا هنا بصدد ذكر ما ورد عنها في سفر حزقيائيل أو كتابات ابن جاور أو ابن ديبع أو ماكتبه المستشرقين أو الشعراء, لسنا هنا بصدد تتبع تاريخ عدن الذي يناهز الثلاثة ألف عام وأكثر , ولكننا أمام تراكم مدني وحضاري مهول وعملاق ولد وتربى وكبر بحضن مدينة عدن , تراكمٌ ثوري ونضالي عظيم لا بد وأن تستنير به هذه الثورة الشبابية الشعبية السلمية , بل أن مدنية عدن قد حققت أهداف هذه الثورة عملياً لكنها وئدت مؤقتا- ونقول مؤقتاً – لأن هذه الثورة وأهدافها في الحرية والكرامة والأمن والآمان وقيم النهج المؤسسي الذي يحتفي بالإنسان باعتباره ثروة لا تنفذ نموذجها الفعلي عدن ."
واختتم بالقول:" إن حركة شباب عدن كرافد من روافد الثورة الشبابية الشعبية السلمية والتي من أهدافها الأساسية والجوهرية الوعي والتنوير من أجل تحقيق مجتمع مدني يحترم التعدد التنوع ويكرس أخلاقيات المدنية وحقوق الإنسان كافة من خلال عقد يحقق دون انتقاص أو إقصاء العدالة الاجتماعية ."
وتلاه ان تحدث د. يحيى قاسم السهل الذي استعرض تاريخ الحياة المدنية عبر شرح مفصل لتكوينات مؤسسات المجتمع المدني ونطاق عملها وتفريعاتها .
وأكد السهل في حديثه ان "مدينة عدن" كانت ابرز المدن السباقة إلى إرساء مفاهيم العمل المدنية والحياة المدنية وإبرازها والتعامل عبرها موضحا انه ورغم المساحة الجغرافية الصغيرة التي كانت تحتلها عدن الا ان المئات من منظمات المجتمع المدني كانت تزخر بها المدينة.
وأشار د. السهل في حديثه إلى ان عدن كانت أول المدن التي عرفت زخما تشريعيا حتى وصل الأمر إلى سن تشريعات خاصة بالحيوان وعدد من المعاملات التي لم تصل إليها عدد الكثير من الدول حتى اليوم .
وتحدث لاحقا القيادي في الحراك الجنوبي د. "فاروق حمزة " الذي أكد في كلمته إلى ان مدنية عدن تعرضت خلال الفترة التي تلت العام 1967 لإقصاء شديد تمثل في انتهاج سياسية أدت إلى القضاء التام على الحياة المدنية في عدن.
كما تحدث الناشط السياسي وليد الوزير الذي أكد في كلمته ان مشكلة المدنية ليست مشكلة مقتصرة على عدن فقط وإنما هي مشكلة عانت منها كافة مدن الجنوب مشددا على أهمية النهوض بالمدينة وعدم تزييف تاريخها كمدينة جنوبية هي عاصمة لمدن الجنوب كافة .
وتحدثت الناشطة الحقوقية ضياء حسن منتقدة أي توجه سياسي الغرض منه إخراج عدن من المعادلة الجنوبية مؤكدة ان عدن هي المدينة التي تدور في فلكها خمس محافظات جنوبية أخرى وان النهوض يجب ان يكون بمدن الجنوب كافة وليس بعدن وحدها مشددة على ضرورة الوحدة الوطنية الجنوبية.
وتحدث الكاتب والصحفي والشخصية الاجتماعية البارزة في عدن الأستاذ نجيب يابلي في الندوة عن الحياة المدنية في عدن مؤكدا ان عدن كمدينة تمكنت من جمع تناقضات البشرية جمعا وتمكنت من ان تكون مدينة تتعايش فيها الثقافات الإنسانية .
وامتدح اليابلي الحركة الاحتجاجية في الجنوب التي قال أنها أرست مفاهيم النضال السلمي الذي امتد إلى العالم العربي موضحا في السياق ذاته إلى ان حل القضية الجنوبية يجب ان يرتكز في المقام الأول إلى تصالح وتسامح جنوبي حقيقي يبدأ منذ أول صراع جنوبي وحتى أخر صراع ويكون شاملا كاملا لايستثني احد.
وأثريت الندوة بعدد من النقاشات التي أجمعت في مجملها على ضرورة النهوض بعدن كمدينة رائدة في العمل المدني والحياة المدنية . جانب من الحضور