المتتبع لمجريات الحرب الدائرة في اليمن منذ اكثر من عام سيلاحظ بإن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومعها المقاومة الجنوبية قد حققت انتصارات ساحقة وسريعة في محافظات الجنوب ،واصبحت تلك المحافظات في اشهر قليلة بإيدي المقاومة والحكومة الشرعية...!!! بينما بقيت المحافظات الشمالية لاكثر من عام ولاتزال ترزح تحت احتلال وقبضة القوات الانقلابية الحوثية العفاشية...!! ولم تحقق قوات التحالف العربي والمقاومة الشمالية اي تقدم يذكر على الارض في الشمال. !! ولايخفى ذلك على المواطن البسيط ،فمعظم المحافظات الشمالية ان لم نقل كلها لاتزال بيد قوات الحوثي وعفاش... ! فهل يعني انتصار وثبات القوات الانقلابية ،وفشل قوات التحالف والمقاومة في الشمال هو ناتج عن ضعف التحالف والمقاومة؟؟ ام ان ذلك بفضل تعاون مواطني الشمال مع الانقلابيين وعدم تجاوبهم مع قوات التحالف والمقاومة هناك؟؟ فإلى جانب هذه الافتراضات والتساؤلات لاسباب الفشل الذريع الذي منيت به قوات التحالف والمقاومة الشمالية ،فهناك حلقة مفرقة لاتزال بحاجة للالتئام لتتحقق الانتصارات في المحافظات الشمالية : اولها يكمن في تعاون المواطنين في الشمال ووقوفهم الى جانب المقاومة وقوات التحالف. ثانياً: هناك تنافر وعدم انسجام وتنسيق بين قوات المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ،وتدار اموراً كذلك من خلف الكواليس وخلافات غيرعادية بدأت تظهر وتتضح بين الدولتين ،وذلك من خلال الممارسات والتعامل على ارض المعركة...!! فلكل من هاتين الدولتين اهداف وسياسات خاصة بها تريد ان تحققها في اليمن بمعزل عن الدولة الاخرى..!!!
واصبحت المقاومة الشمالية تتأرجح بين هاتين الدولتين ،وبقيت في حيرة من امرها.. أتسير في خط الرياض وتعمل الى جانبها لتحقيق اهدافها..؟؟ ام تسير في خط ابوظبي ؟؟ وبعيداً عن سياسات واهداف الاشقاء...نتمنى على قوات التحالف بقيادة الشقيقتين السعودية والإمارات ان تحسم امرها وتوحد اهدافها لعلها تحقق الانتصارات المرجوة في الشمال،لتستريح ولتنقذ هذا الشعب الذي عانى لسنوات طوال من ظلم وجبروت حكامه الطغاة الذين يتفننون ويتلذذون بتعذيب شعبهم ،ولايهمهم إلا مصالحهم الشخصية والعائلية ،وزيادة ارصدتهم في البنوك العالمية من خيرات وقوت هذا الشعب..!! ونتمنى كذلك ان لايتحول الشعب اليمني لحقل تجارب (لبعض الدول) فيكفيه ماعانى ويعاني من قتل وقهر وجوع وتشريد وحرمان.