من غير المرجح أن يخفف العرض المقنع لمنتخب بلجيكا لكرة القدم أمام نظيره الأيرلندي حدة العلاقة الصعبة بين المدرب مارك فيلموتس ومنتقديه. فبعد خسارة غير متوقعة أمام إيطاليا في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة لكأس أوروبا، انتفض منتخب بلجيكا الذي سبقه صيته إلى فرنسا لما يضم من نجوم على درجة عالية من المهارة الموهبة، وحقق فوزاً كبيراً على جمهورية أيرلندا بثلاثية نظيفة عبر روميلو لوكاكو (هدفان) وأكسل فيتسل. واجه فيلموتس (47 عاماً) انتقادات لاذعة بعد الخسارة أمام إيطاليا، خاصة من إعلام بلاده الذي اتهمه بأنه لم يحقق أفضل النتائج من المنتخب الذي اعتبر الأفضل في البطولة. لكنه تحين الفرصة في بوردو أمس السبت بعد العرض الجيد أمام جمهورية أيرلندا في بوردو، معتبراً أن البعض يحاول التلاعب بمشجعي بلجيكا وبآرائهم تجاهه. وقال فيلموتس للصحافيين: "عشنا أربعة أعوام من النجاح، ومع الخسارة الأولى (أمام إيطاليا) تم نسيان كل شيء". وتابع: "يجري التلاعب بالرأي العام من قبل بعض الأشخاص. لدينا مشجعون رائعون، ولكن البعض يريد أن يقودهم إلى مسار سيء". وكان فيلموتس لفترة طويلة من الأشخاص البارزين في كرة القدم البلجيكية، فتألق لاعباً في التسعينات مع ستاندرلييج وشالكه الألماني والمنتخب الذي يتولى تدريبه منذ 2012 حيث قاد فريقاً شاباً إلى ربع نهائي كأس العالم في البرازيل قبل عامين. وجاء منتخب بلجيكا إلى فرنسا للمشاركة في كأس أوروبا وهو في المركز الثاني خلف الأرجنتين للتصنيف العالمي للمنتخبات الذي يصدره الفيفا، ولكن برغم كل العمل الجيد الذي قام به فإن مشكلته في بلاده المنقسمة على أساس لغوي أنه من الفئة الناطقة بالفرنسية (والون). إهانة وانتقام كان الاتجاه في بلجيكا في كثير من الأحيان أن يكون المدربون من الفئة الناطقة بالفرنسية مستهدفين من قبل وسائل إعلام الفئة الناطقة بالهولندية (فليميش)، والعكس بالعكس. وفي حالة فليموتس، فإن الصحيفة اليومية الرائدة التابعة للفليميش "هيت لايتست نيوز" تقود حملة الانتقادات ضده. "إن عدداً قليلاً من الصحافيين الناطقين بالهولندية يعتقدون بأن فيلموتس ليس قوياً من الناحية التكتيكية بما فيه الكفاية ليكون مدرباً لمنتخب بلجيكا مع هذه الكوكبة من النجوم، وأنه عندما تسنح لهم الفرصة لمهاجمته فانهم يفعلون ذلك"، حسب ما قال إيف تايلديمان من صحيفة "لا درنيير مينوت" التي تصدر بالفرنسية. ويسود اعتقاد بأن مدرب منتخب إيطاليا أنطونيو كونتي تفوق على فيلموتس برغم افتقاد فريقه إلى النجوم خلافاً لمنتخب بلجيكا الذي يضم اسماء لامعة كلوكاكو وإدين هازار وكيفن دي بروين. وكان التوتر واضحاً في الأعداد للمباراة الثانية أمام جمهورية أيرلندا، لأنه لم يكن مسموحاً لبلجيكا بارتكاب أي خطأ. وأضاف تايلديمان "جميع الصحف في بلجيكا قالت - كونتي هزم فيلموتس تكتيكيا - وقد تأثر (فيلموتس) بذلك كثيراً"، موضحاً "بقي هادئاً طوال الأسبوع ولكني أعرف أنه غاضب من بعض الأشخاص، وكان ذلك (الفوز على أيرلندا) نوعاً من الانتقام بالنسبة له". ولكن فيلموتس يؤكد بنفسه أنه لديه المناعة الكافية لعدم التأثر بالانتقادات بقوله: "يمكنني العيش مع الانتقادات، فالموت وحده يمكن أن يحزنني. يسعدني كثيراً تولي هذا العمل. الأشخاص السلبيون لا يهموني، أقوم بعملي". وأوضح النجم الدولي السابق: "هناك الكثير من الهراء قيل حول مباراة كان يمكن أن تنتهي بالتعادل ضد منتخب كان يدافع فقط بينما نحن كنا نلعب كرة قدم". وسيكون التعادل كافياً لبلجيكا في مباراتها الثالثة ضد السويد الأربعاء المقبل في نيس لبلوغ ثمن النهائي، لكن فيلموتس يتوقّع أكثر من ذلك من هذه المجموعة من اللاعبين. وأجرى فيلموتس ثلاثة تغييرات عن المباراة الأولى، فدفع بالظهير توماس مونييه ولاعب الوسط موسى ديمبيليه والجناح يانيك كاراسكو بدلاً من لوران سيمان وراديا ناينغولان ومروان فلايني. وكان تعليقه واضحاً بعد المباراة الثانية بقوله: "أعتقد بأن استراتيجيتنا كانت جيدة ولكن اللاعبين هم من طبقها ويجب أن نهنئهم. حاولنا السيطرة على الكرة عبر التمريرات القصيرة ونجحنا في خلق المساحات بفضل مهارة لاعبينا"، مضيفاً "لم نتأهل بعد ويبقى أن نواجه السويد".