التعاقد مع مارك فيلموتس في مايو 2012 كخلف لجورج ليكينز المقال من منصبه كان مخاطرة حقيقية من الاتحاد البلجيكي لكن الأيام أثبتت أنه كان على الأرجح أفضل قرار يتخذه الأخير منذ عشرات الأعوام. لقد نجح لاعب الوسط السابق البالغ من العمر 45 عاما في إعادة «الشياطين الحمر» إلى البطولات الكبرى للمرة الأولى منذ 12 عاما بفضل روح الاندفاع والتنافس اللذين تمتع بهما خلال أيامه في الملاعب خصوصا مع شالكه الألماني الذي أطلق عليه جمهوره لقب «خنزير الحرب» بسبب طباعه القتالية. لقد كوفئ فيلموتس على جهوده مع المنتخب بتمديد عقده لعامين إضافيين حتى نهائيات كأس أوروبا 2016، وذلك إدراكا من الاتحاد المحلي للعبة بقدرته على نقل خبرته وتجربته في المحافل الدولية إلى لاعبيه الشبان. يدرك فيلموتس أن مهمته في البرازيل لن تكون سهلة على رغم النجوم المميزين الموجودين في صفوف فريقه، وذلك لأن العدد الأكبر من لاعبيه يفتقد إلى الخبرة المناسبة، وهو تحدث عن هذا الموضوع الشهر الماضي قائلا: «المجموعة (المنتخب) متعطشة جدا، وهذا ما أخشاه، أخشى أن يكونوا متلهفين أكثر من اللزوم لأن هذا الأمر يولد الأخطاء. إنهم يفتقدون إلى الخبرة على هذا المستوى». وإذا كان هناك من شخص بإمكانه الحديث عن الخبرة فهو فيلموتس الذي خاض غمار نهائيات كأس العالم أربع مرات أعوام 1990 (كان احتياطيا ولم يشارك في أي مباراة) و1994 و1998 (سجل هدفين) و2002 (سجل ثلاثة أهداف)، إضافة إلى مشاركته في كأس أوروبا 2000 التي استضافتها بلاده مشاركة مع هولندا. ولد فليموتس في 22 فبراير 1969 وبدأ مسيرته كلاعب وسط مهاجم عام 1987 مع سينت ترويدن المحلي ثم انتقل إلى ميشيلان ثم ستاندار لياج حتى عام 1996 قبل أن يحل في ألمانيا للدفاع عن ألوان شالكه الذي بقي في صفوفه حتى 2000 وتوج معه بكأس الاتحاد الأوروبي (1997) وبعدها انتقل إلى بوردو الفرنسي لمدة عامين ثم عاد مجددا لشالكه وأنهى مسيرته معه عام 2003 (أحرز معه الكأس المحلية عام 2002) لكي يتحول إلى المعترك السياسي ويصبح نائبا في انتخابات 2003 قبل أن يستقيل من منصبه في 2005. على الصعيد الدولي، دافع فيلموتس عن ألوان بلاده من 1990 حتى 2002 وخاض في صفوفه 70 مباراة دولية وسجل 28 هدفا، بينها خمسة في نهائيات كأس العالم (أفضل هداف في تاريخ بلاده خلال النهائيات). أما مشواره التدريبي، فبدأ مع شالكه عام 2003 لنحو ثلاثة شهور ثم تولى تدريب فريق بداياته الكروية سينت ترويدين موسم 2004-2005 وانضم للجهاز الفني لمنتخب بلاده عام 2009 كمدرب مساعد للهولندي ديك ادفوكات ثم ليكينز ثم تولى مهمة المدرب كخلف للأخير منذ مايو 2012. (بروكسل - أ ف ب) الاتحاد الاماراتية