الكثير منا يتحدثون اليوم عن الجنوب والقضية الجنوبية ويرفعون شعارات براقة ولكنهم يعملون عكس ذلك تماما، بعضهم بوعي والبعض الآخر بدون وعي.. وقد اختلطت الأوراق ما بين الصادقين والمخلصين للجنوب والطابور الخامس من الأنتهازين والوصوليين وأصحاب المصالح الخاصة والفاسدين والحاقدين على الجنوب.. شعب الجنوب مدني وحضاري وبالذات العاصمة عدن مدينة السلام والتعايش.. الناس طفشت من الكذب والتنكيل بها ومن والوضع المأساوي في الجنوب بشكل عام، والغالبية العظمى من شعب الجنوب مع التحرير والاستقلال أن لم يكن كل الشعب، وهو حق مشروع يكفله ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي والمعاهدات الدولية.. ومن أجل إنقاذ شعبنا ووطنا من دوامة التيهان في ظل المؤامرات التي تحاك ضد الجنوب داخليا وخارجيا، بسبب المصالح الدولية والإقليمية وأطماع الهيمنة على ثروات الجنوب من قبل القوى النافذة والفاسدة في صنعاء.. علينا كجنوبيين اولاً إغلاق ملف الماضي بكل سلبياته وإيجابيته والتفكير بالحاضر والمستقبل.. ونبدأ بخطوات عملية مدروسة ومنظمة بعيدا عن العصبية والمناطقية والحزبية والشطح والنطح والتخوين، والتفكير العقيم ( أن لم يكن انا القائد يذهب الوطن والشعب للجحيم).. نحن اليوم إمام مفترق الطرق وبحاجة إلى وقفة جادة وتحليل و دراسة موضوعية للوضع في الجنوب بعقول ناضجة وصادقة وبصدور مفتوحة وقلوب نقية، حتى نستطع الخروج من الوضع السيئ وإنقاذ الجنوب قبل فوات الأوان، ولا ينفع الندم بعد خراب مالطا.. الكل سيدفع الثمن باهضا وستغرق السفينة بالجميع.. ولعنت الأجيال القادمة ستظل تلاحقنا إلى يوم الدين إذا لم نتحرك سريعاً بمسؤولية.. كلاً من موقعه للملمة الأمور ورص الصفوف وتوحيد الموقف الجنوبي بروح وطنية صادقة وعمل جاد على الأرض من دون إضاعة للوقت في صغائر الأمور والشخصنة والولاءات والحقد الأعمى تجاه بعضنا البعض!. علينا أن نفتح صفحة جديدة ناصعة البياض قولا ًوعملاً، وتطبيق مبدأ التصالح والتسامح بشكل عملي ملموس ونبدأ بتشكيل لجنة تحضيرية من القوى المؤثرة والفاعلة على الأرض(شخصيات لها وزنها السياسي والشعبي والنضالي) وبمشاركة كل الطيف السياسي والاجتماعي بما في ذلك السلفيين و من هم في السلطة وخارجها من الجنوبيين من الذين يؤمنون بعدالة القضية الجنوبية، وأن يكون لقوى الحراك والمقاومة الجنوبية المؤثرة والفاعلة تواجد فعلي وحقيقي في قيادة اللجنة.. وأقترح بأن يرأس هذه اللجنة كلاً من دولة الرئيس حيدر أبوبكر العطاس و محافظي محافظات الجنوب المحررة، وأن يكون قوام اللجنة من الأكاديميين ورجال الفكر والسياسة تمثل جميع مناطق الجنوب، لنتمكن من تشكيل حامل سياسي للجنوب برؤية واضحة وبرنامج سياسي يحظى بتأييد شعبي وأجماع وطني جنوبي والتوافق على قيادة جنوبية موحدة تمثل الشعب الجنوبي في المحافل الدولية وفي أي حوارات قادمة بشأن الجنوب.. وأقتراحي لرئاسة اللجنة قد لايعجب بعض المنظرين ولكني متأكد بأن هذه الشخصيات تحظى بأحترام كبير في الشارع الجنوبي ولديهم القدرة على لم الشمل وتحقيق الهدف الذي يسعى إليه شعبنا، وهذا لا يعني التقليل بحق القيادات الجنوبية الأخرى التي لم نستطع جمعها حتى الآن وتغرد عكس بعضها، سيظل الباب مفتوح أمامها للمشاركة الإيجابية وفق قاعدة العمل السياسي الناجح (استراتيجية وتكتيك)..الوطن يتسع لجميع أبنائه..وعلينا أن نقف يداً واحدة ضد الأيادي المخربة والمعطلة لأي تقارب وتفاهمات جنوبية..كفى إحباط وخذلآن!. إرادة شعبنا لا يمكن أن تقهر.. بالعزيمة والعمل المنظم سننتصر..وقوى الشر حتماً ستنهزم..والفاسدون والخونة مصيرهم في مزبلة التاريخ..