في ذات يوم تعطل محرك سفينة عملاقة ،فأستعان أصحاب السفينة بجميع الخبراء الموجودين ، لكن لم يستطيع أحد منهم معرفة كيف يصلح المحرك. ثم أحضروا رجل عجوز يعمل في إصلاح السفن منذ كان شاباً ، وكان يحمل حقيبته وبها ادوات كثيرة ، وعندما وصل إلى مكان العمل فحص المحرك بشكل دقيق من جميع الجوانب ، كان هناك اثنان من اصحاب السفينة يراقبونه راجين ان يعرف ماذا يفعل لإصلاح المحرك. بعد الإنتهاء من الفحص ذهب الرجل العجوز إلى حقيبته وأخرج منها مطرقة صغيرة وبهدوء طرق على جزء من المحرك وفوراً عاد المحرك للعمل، وبعناية أعاد المطرقة إلى مكانها. وقال لهم مبتسم : تم إصلاح المحرك وبعد اسبوع استلم اصحاب السفينة فاتورة الإصلاح من الرجل العجوز وكانت الف دولار. اصحاب السفينة في حيرة من ذلك المبلغ وهتفوا بغضب : هو بالكاد فعل شيئاً ما الذي فعله هذا العجوز ليطلب منا هذا المبلغ ، لذلك كتبوا للرجل العجوز رسالة تقول : يرجى تكرمك أرسل لنا فاتورة مفصلة عن عملية إصلاح محرك السفينة. أرسل الرجل الفاتورة المفصلة وهي كالتالي : -الطرق بالمطرقة = دولار واحد (1$) -معرفة أين تطرق = 999 $ الاجمالي = 1000$ .
لذا تذكر : الجهد مهم ، لكن معرفة أين تبذل هذا الجهد في حياتك هو الفرق . من الضروري لأي عمل- كان - يحتاج إلى جهد للوصول لذلك الهدف والرسالة المخطط لها والافضل يجب أن يعلم كل منا كيف وأين يبذل هذا الجهد، والمعرفة الحقيقية هي العمل باجتهاد لاكتساب الخبرات ،فمصدر المعرفة الوحيد هو التجربة والخبرة مثل بطل قصتنا، والجهد المنظم و المرتب له ومعرفة اين سيبذل له عوائد مضاعفة
اكيد فالوصول إلى الاهداف في الحياة لا يتم مرة واحدة فالطريق لا يقطع بخطوة واحدة ولكن تقطعه بخطوات صغيرة للوصول ، وهذه الخطوات مدروسة ، فمن المهم اين تضع هذه الخطوات وليس بكثرتها ، فمعرفة إلى أين ستتجه هي الانطلاق نحو النجاح . قال تعالى : (اعملوا فسيرى اللّه عملكم ورسوله والمؤمنون) ،وفي الحديث الصحيح: (إذا أراد اللّه بعبده خيراً استعمله قبل موته)، قالوا: يا رسول اللّه وكيف يستعمله؟ قال: (يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه) أخرجه أحمد عن أنس ابن مالك .