كتب خالد هيثم في فترات ماضية كنا معشر الرياضيين نرافق نجوم كبيرة وأسماء لامعة من الزمن الجميل .. اجبرها الظرف تلتزم الصمت وتنتظر قدر الله سبحانه وتعالى بعدما تقطعت بها الاسباب وغاب عنها الاصحاب وتركها الزملاء في عزلة بالكاد يكسرها البعض بزيارة بين حين وحين بعيد للاطمئنان والتقاط الصورة ونشرها في مواقع التواصل الأجتماعي .. عزلة مرض وعزلة ظرف صعب وبينهم حال بائس يفتقد لأبسط مقومات الحياة الكريمة خصوصا عند من يفتقد الوظيفة الحكومية التي قد تغنيه نوعا ما على عدم طلب الحاجة في الوضع الطبيعي. اليوم انا اسطر في حق نجما اخر وحالة صعبة وظرف قاسي يعيشه أسطورة من زمن كرة القدم في عدن أعطى الكثير وقدم الأكثر وعزف الحان خالدة بإقدامه في فريق القوات المساحة والمنتخبات الوطنية ايام اليمن الديمقراطي في فترة السبعينات والثمانينات ,. هو ذلك النجم الكبير حسين جلاب الذي سطع في سماء الرياضة اليمنية نجما لا يشق له غبار في أزهى السنوات .. قبل ان يدير الزمن له ظهره ويتركه حبيسا لظرف قاسي جدا لا يجد فيه ما يتقاضاه في أوآخر الشهركراتب من وظيفة ، لانه ببساطة غير موظف حكومي .. تصوروا هو حالة من حالات كثيرة تنسب الى اجيال ماضية في تاريخ كرة القدم العدنية. جلاب النجم الكبير يعاني ظرف مرضيا وانسانيا صعبا جدا .. علينا ان ننظر إليه مازال بيننا حيا يرزق قادرا على التعاطي برفقتنا في مشوار الحياة .. الأسم والقيمة ابتلاه الله بمرض البوستات ان كنت كتبتها صح .. ليبقى اسير ظرفه الخانق ومتطلبات المداوة التي غادر لأجلها صوب صنعاء وعجز ان يدفع بقايا التكاليف ليعود لأوجاعه بين جدران منزله في التواهي .. منتظرا شيء مختلف يفتح له بوابة العودة ليس بالضرورة إلى صنعاء وانما في أي مكان لينال العلاج الشافي من الله سبحانه وتعالى عبر المستشفيات التي اصبحت اسعارها باهظة وكلفة . قبل ايام التقيت نجما من زملاء الكابتن حسين جلاب .. فقال لي بالحرف .. هل حكم على هذا الجيل أن يعاني الامرين مع ظرف الحياة وأحكام السن التي يرافقها المرض .. قلت له خير ياكابتن فقال لي .. يا اخي والله انه الظلم إنني أرى زملاءنا الذين قدموا شبابهم للوطن من سكة الرياضة حبيسين لأحوال صعبة وقاسية أجبرتهم ان يذرفون الدموع بين جدران بيوتهم البسيطة .. ليس من المعقول ان نرى اليوم حسين جلاب فيتلك الوضعية التي يعجز فيها في اكمال علاجه ونحن في كنف دولة ووزارة ومحافظة وقيادات وأصدقاء وزملاء نستطيع ان نقدم الشيء الكثير . هنا توقف الكلام وفي رسالة النجم الزميل للجلاب .. ما يحرك الضمائر التي ماتت وتناست أدوارها الإنسانية تجاه من كتب عليهم الشقاء وتخلت عنهم أوطانهم وهم من يفترض ان تتغنى بهم فيما تبقى من سنوات عمرهم ويعيشون حياة كريمة تقديرا لما قدمه . لمعالي وزير الشباب والرياضة نائف البكري ولمحافظ عدن عيدروس الزبيدي ولرئيس اتحاد القدم احمد العيسي وللرجال الطيبون .. ولكل من يعرف الجلاب .. سارعوا وقدموا قليل من كثير تستطيعون تغمص أدواره .. فبين السطور كلام كثير لم تحكيه حروف موضوعي هذا ...فهل انتم فاعلون .. ام هي اخلاق الماضي غابت واصبحت في فعل كان !!