قال شاهد من رويترز ومسعف وأحد السكان إن 16 فردا على الأقل من عائلة إمام مسجد يمني قتلوا يوم الأربعاء في ضربة جوية على منزل العائلة في شمال اليمن شنتها قوات التحالف العربية بقيادة السعودية. ويقدم التحالف دعما جويا للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في حربه ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين سيطروا على جزء كبير من البلاد منذ عام 2014 لكنه أثار انتقادات بشأن الضحايا المدنيين الذين يسقطون في الحملة. وأضافوا أن الصواريخ سقطت على منزل الإمام صالح أبو زينة في محافظة صعدة بشمال البلاد. وتابعوا أن الإمام وعائلته وهم ابنان وأفراد أسرتيهما قتلوا جميعا في الهجوم. وذكر متحدث عسكري سعودي أن التحالف يتحرى صحة التقرير وأن تحقيقا سيفتح وستنشر نتائجه إذا جرى التحقق من الواقعة. وأوضحت صور التقطها مصور من رويترز رجالا ينتشلون جثة طفل من تحت الأنقاض. وقال أحد السكان ويدعى نايف والذي ساعد في رفع الأنقاض لانتشال الجثث "وقعت الغارة الجوية في الصباح ولأن المنزل من الطين استغرق الأمر حتى الظهر لانتشال الجثث." وقال مسعف إن عمال الإغاثة كانوا يشعرون بالقلق من إمكانية وقوع ضربات جوية جديدة عندما وصلوا إلى المكان ورأوا طائرة ما زالت تحلق على ارتفاع منخفض. وكانت هذه الغارة الجوية الرابعة على الأقل للتحالف التي تصيب هدفا مدنيا منذ انتهت محادثات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة بين الحوثيين وحلفائهم في حزب المؤتمر الشعبي العام من جهة والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية من جهة أخرى من دون اتفاق في وقت سابق هذا الشهر. في الوقت نفسه ذكرت وزارة الداخلية السعودية أن صاروخا أطلق من اليمن على السعودية في وقت لاحق الأربعاء قتل جنديا سعوديا في مدينة نجران الجنوبية. وتقول السلطات السعودية إن موجة من القصف من جانب الحوثيين منذ أغسطس آب قتلت 29 مدنيا بينهم أطفال وأصابت زهاء 300 في نجران. * مسعى جديد من أجل السلام دعا مكتب حقوق الإنسان بالأممالمتحدة في 25 أغسطس آب إلى إلقاء مزيد من الضوء على الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن وبمعاقبة الانتهاكات التي تشمل هجمات على مواقع تتمتع بالحماية مثل المستشفيات. وذكر تقرير أن الغارات الجوية للتحالف مسؤولة عن نحو 60 في المئة من المدنيين الذين قتلوا منذ مارس آذار 2015. وقالت الأممالمتحدة يوم الثلاثاء إن ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص قتلوا إجمالا في الحرب الأهلية المستمرة منذ 18 شهرا في اليمن وهو ما يقترب من مثلي التقديرات بمقتل أكثر من ستة الاف التي يشير إليها مسؤولون وعمال إغاثة منذ أغلب فترات 2016. وأبلغ مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مجلس الأمن يوم الأربعاء أن المشاورات مع أطراف الصراع ستستأنف في محاولة لاستغلال مسعى جديد للسلام وافقت عليه الولاياتالمتحدة ودول الخليج العربية والأممالمتحدة في وقت سابق هذا الشهر. وقال إن الأولوية بالنسبة له ستكون الحصول على التزامات جديدة من جميع الأطراف بوقف إطلاق النار. وأضاف أن التصعيد في القتال أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين في وقائع مأساوية لا لزوم لها وزاد من المعاناة الإنسانية. وفي 18 أغسطس آب قررت منظمة أطباء بلا حدود إجلاء أطقمها من ستة مستشفيات في شمال اليمن بعدما أودت غارة جوية على منشأة تديرها المنظمة الطبية الخيرية بحياة 19 شخصا. وعبر التحالف الذي تقوده السعودية عن عميق أسفه بشأن القرار وقال إنه يحاول عقد "لقاءات عاجلة" مع المنظمة.