نمقت الاحتلال (الذي يصفه البعض بالوحدة اليمنية)، ونرفضه رفضاً قاطعاً، ونمقت الشرعية، ولا نعترف بها، طالما تعارضت ومطالب شعبنا وهدفه الإستراتيجي المتمثّل بالتحرير والاستقلال... ولقد فرضت علينا الحرب ووجدت قوى الثورة الجنوبية نفسها وكافه القوى الوطنية وفئات المجتمع الجنوبي في خندق واحد مع قوى التحالف العربي ..وكان يجمعنا قاسم مشترك هو مواجهه الاحتلال الحوثوعفاشي وطرده من ارض الجنوب , ولكن لكل أهدافه الأخرى نحن نريد التحرير والاستقلال واستعاد الدولة الجنوبية , وهم يريدون تحقيق هدفهم المعلن استعاده الشرعية اليمنية ,!? كما نتفق معهم في وقف المد الشيعي والمطامع الإيرانية التوسعية في المنطقة , ولكن قوى الحراك وجدت نفسها مضطرة على ان تتخذ إحدى خيارين لا ثالث لها .
إما تتعايش مع الأمر الواقع وتنسج علاقات طيبه مع قوى التحالف العربي وبالتالي القبول ضمنا بشرعيه هادي . ونعتقد أنهم( التحالف) يتفهمون لقضيتنا إلا ان الوقت لم يحن للإفصاح بذلك ..وبالمقابل نلتقط اللحظة التاريخية والبسط على الأرض ونحقق بعض المكاسب لمصلحه قضيه شعبنا .
وإما الجهر بمعاداة شرعيتهم ونشرع في محاربتها مثلما نحارب الاحتلال ونضع أنفسنا في مواجهه مباشره وصدام مع قوى التحالف العربي . التي نكن لها كل الاحترام والتقدير وقد تربك خططهم وأهدافهم ..
ولكن ذلك لا يعني ان نتهاون أو نتنازل قيد أنمله عن خيارنا الاستراتيجي ..وحينما نستشعر الخطر والالتفاف على قضيتنا سيكون لنا موقف مغاير ..ولكل حادث حديث وكذلك، في الوقت نفسه، ننظر باحترام وتقدير للسلطات المحلّية التي أفرزتها ظروف الحرب والأمر الواقع بالسيطرة على الأرض المحرّرة في كل محافظات الجنوب، كعناصر وطنية حضرمية وجنوبية، نحترمها طالما، احترمت تضحيات الشهداء وإرادة شعبنا وتطلعاته وحقه في تقرير مصيره واستعاده وبناء دولته الحديثة.
ما من شك، أنه تقع على هذه السلطات واجبات وطنية عاجلة، يجب القيام بها لخدمة مجتمعها المحلي، وفي إطار نسيجها الجنوبي، وأن يكون ولاءها بعد الله لشعبها، أولا ثم لشرعيتها الهشة، تكتيكيا ومرحلياً، وعلى أن توازن مابين ذلك ما استطاعت، إلى تحين اللحظة، أو إلى أن تصل إلى مرحلة مفرق الطرق، وعلى أن تعزز علاقاتها المتينة والمباشرة مع قوى التحالف العربي... بقدر ماتعزز علاقتها بالشعب الجنوبي وتحترم خياراته., وأن تسعى لتمكين كافة القوى الثورية والوطنية للمراقبة والإشراف والاضطلاع على سير العملية السياسية والأمنية والاقتصادية والخدمية... وفق وآليات يتوافق عليها بمايضمن:-
- عدم السماح بإعادة إنتاج الاحتلال اليمني، ومشاريعه المنتقصه من حق شعب الجنوب. - وعدم القبول بتدوير نفايات النظام السابق، بل يجب اجتثات بقايا ذلك النظام الفاسد ورموزه. - كما عليهم إن لايستفزوا قوى الثورة الجنوبية بتقديمهم ولاء الطاعة المطلقة للشرعية اليمنية، والتحدث باسم الوحدة وإظهار رموزها وأعلامها...(الأمر الذي ربما سيقود لاسمح الله إلى صدام لايحمد عقباه)!. - التوافق على اتخاذ إجراءات تحد من صفقات وممارسات الفساد ! والعمل على تشكيل مجلس اقتصادي، وآخر استشاري من الكفاءات الأكاديمية الوطنية النزيهة والمخلصة. - انشاء اجهزه رقابيه شعبيه بالمرافق الحكوميه ولجان مجتمعيه في الاحياء السكنيه .. - البسط والسيطرة التامة على كل المنافذ البحرية والبرية والجوية , وكل الموارد الثروات الوطنية
- عدم قبولها بتواجد اي قوات شماليه في المناطق المحررة , - والإسراع في إعادة بناء المؤسسة الأمنية والعسكرية، بناءا علميا حديثا، كصمام أمان للمكتسبات المحققة ولمواجهة التحديات الراهنة والأخطار الطارئة... التي لازالت تهدد أمن واستقرار وسلامة حضرموت خاصة، والجنوب عامة.
نحن نعلم أن قوى الاحتلال اليمني، بكل أشكاله (شرعي، حوثي، عفاشي)!!، اليوم في أوهن حالاتها، وإذا لم يتم التقاط هذه اللحظة التاريخية، والتعجيل بخطوات حاسمة لمصلحة قضية شعبنا... لربما عادت المخاطر لتنسف كل الجهود، والإنجازات المحققة.