يشهد العالم يوم الاربعاء القادم تاريخ 21/سبتمبر/2016م بمافيها وطننا الحبيب احتفالات باليوم العالمي للسلام . حيث خصصت الجمعية العامة للامم المتحدة هذا التاريخ لتعزيز المثل العليا للسلام في الأمم والشعوب وفي ما بينها. وكل عام يتم تحديد موضوع لليوم العالمي للسلام وموضوع هذا العام2016م يسلط الضوء على الأهداف الإنمائية المستدامة السبعة عشر كونها لبنات أساسية في بناء السلام لانه لايمكن تحقيق السلام دون التنمية ويستحيل تحقيق التنمية دون سلام . التنمية المستدامة بالاضافة الى تأكيد التزام الأممالمتحدة بالغايات التي أنشئت لأجلها المنظمة والمبادئ التي قامت عليها. حيث صوتت الجمعية العامة للامم المتحدة بالإجماع على القرار رقم 55/8282 الذي يعيِّن تاريخ 21 أيلول/سبتمبر يوما للامتناع عن العنف ووقف إطلاق النار وان يكون يوماً عالمياً للسلام . حيث تدعو الأممالمتحدة كافة الأمم والشعوب إلى الالتزام بوقف للأعمال العدائية خلال هذا اليوم، وإلى إحيائه بالتثقيف ونشر الوعي لدى الجمهور بالمسائل المتصلة بالسلام. وهي فرصة جيده ليراجع الجميع في العالم الجهود المبذولة لتحقيق السلام ولإعادة بث الأمل بتحقيقه. ونحن في وطننا الحبيب نتساءل هل سنحتفل مع العالم بتحقيق السلام أم ستستمر الحرب و الآمال متعلقة بسراب بعيد المنال . الحرب لم تكن في يوم من الايام أمل وطموح اي شخص في العالم الجميع ينشد السلام يحلم بالسلام لنفسه فقط هناك القليل من يحلم بالسلام للجميع دون استثناء لأنه السلام الحقيقي السلام الذي يعيش الجميع في كنفه يشعر بالأمن والأمان ونأمل أن يقتنع الجميع بذلك . لن يتحقق الأمن والأمان وهناك شخص يأن من الآم الحرب ذلك الأنين سيتحول الى لعنه في جبين الانسانية ليتحول العالم الى ميدان حرب . الحرب مثل النار اذا اشتعلت في مكان فستشب وتنتشر لتلفع وجوه الجميع بنارها وشرارها ليس هناك لا أحد من مأمن مالم يأمن الجميع ويتحقق السلام للجميع . في ايام عيد الاضحى لعامنا هذا 1437ه الموافق 2016م قمت مع مجموعه من الاصدقاء بزيارة عيديه لمحافظات الجمهورية توغلنا حتى وصلنا الى مناطق الاشتباكات العسكرية كان الجميع متحفز ومتوجس كان كل شيء موجود ماعدا السلام كان هدوء الجبال ينتحر تحت اصوات المدفعية والرصاص. في ذلك الوقت وصلت لنا أخبار استشهاد كوكبة من الاصدقاء وهم في جبهات القتال المتعددة بمطالعة قائمة الشهداء وجدنا أنهم كانوا من أروع وأنبل الاشخاص أكثرهم احترام وتقدير انهم جوهره غالية تساقطت من تاج الوطن هكذا هي الحرب تقتل أطيب الناس كنا مؤملين فيهم بعد انتهاء الحرب أن يكونوا قيادات كفؤه ولكن للأسف الشديد الرصاصة كانت اسرع من الحلم اقتلعتهم من احلامنا ولكن مازالوا يسكنوا وسط قلوبنا لن ننساهم وسنبذل أقصى ما يمكن حتى يتوقف نزيف الوطن. نخشى ان يفقد الوطن افضل الرجال ويعم الظلام مستقبل مرعب . عندما طالعت اسماء الشهداء تسللت هزه باردة جميع جسمي وكأني فقدت الألم في الحلم بمستقبل يعمه السلام. اسمحوا لي ان أوجه سؤال واضح وشفاف للجميع هل آن الآوان ليعم السلام وطننا؟ ايهما أفضل الحرب أم السلام؟ لماذا السلام في وطني يتلاشى ؟ يقال لا يشعر بنعمه الصحة الا من فقدها ولا يشعر بنعمة الشبع الا الجاوع ولايعرف نعمة الارتواء الا الضمآن . وكذلك السلام لايعرف طعمه الامن تجرع الآم الحرب . بعد عيد الاضحى المبارك وبعد رجوعنا من زيارة المحافظات في تمام الساعة التاسعة من ليل الجمعة بتاريخ 14/ذوالحجه /1437ه الموافق 16/سبتمبر /2016م فجعت بوفاة والدي الحبيب . كانت ومازالت صدمة كبيرة ولكن؟ سألت نفسي هل كل شخص يفقد قريب او حبيب يشعر بنفس ذلك الألم ألم الحزن والفراق ؟ كم فقدنا من اصدقاء واقارب واحباب في هذه الحرب . ماهو شعور الرجل بفقدان والده او والدته او حبيبة او قريبه؟ ماهو شعور المرأة بفقدان والدها او والدتها او قريبها وحبيبها ؟ انسان تعيش معه سنوات وفجأة تفقده في لحظة واحدة قد لا يسعفك الوقت حتى لوداعه يرحل عن الدنيا وهو مكلوم لعدم وداع الاحبه ونحن مكسورين لأننا لم نودعه لم نستمع لاخر كلماته ولم يسمعنا . عرفت حينها الآم الحرب وأهمية السلام . يجب ان يتوقف الجميع عن الحرب في وقت واحد وبشكل نهائي لا رجعة فيه ليتحقق السلام الحقيقي والمستدام احتراماً لدماء الشهداء وبمناسبة اليوم العالمي للسلام . يستلزم على جميع القيادات ان تزور جبهات الحرب ليعرفوا ماذا يعني السلام مؤخراً قامت بعض القيادات بزياره جبهات الحرب وبعد رجوعهم ارتفعت اصواتهم بالدعوة للسلام. ان تكون وارء مكتب مكيف في جو هادي تستطيع ان تخطط لحرب مدمرة وتنظر فيها مصلحة كبيرة لأنك بعيداً عن مسرحها لو نزلت الميدان لعرفت ماذا يعني الحرب وماهو السلام. المصالح المتحققة من السلام أكثر من مصالح الحرب والدمار لو نزلنا ميدانها لعرفناها المشكلة ان الجميع ينشد السلام حتى من في جبهات الحرب يحلمون بالسلام. وهو يضغط على مقص البندقية او يسحب ماسورة المدفع او يضغط زر اطلاق القذيفة يحلم بالسلام . يتلقف بصدره رصاصة الموت او يتساقط جسده اشلاء نتيجة قصف بشع وهو صامد صمود الجبال ويحلم بالسلام فهل بالامكان تحقيق السلام في ارض الواقع وليس فقط بالكلام ؟ هناك مسؤولية كبيرة على جميع الاطراف الوطنية والاقليمية والدولية وفي مقدمتهم الأممالمتحدة لتحقيق السلام . تعالت الاصوات مؤخراً أن الاممالمتحدة مصنع كبير لصناعة الحرب . ولكني رغم ذلك مازال عندي أمل ان هذه المنظومة الدولية صانعه سلام اذا وجدت ارادة انسانية حقيقية وصادقه. التاريخ لن يرحم اي جهه صنعت طاحونه الحرب والدمار . نتمنى ان تعود الاممالمتحدة الى ميثاق تأسيسها وسبب وجودها وهو تحقيق السلام العالمي باجراءات واقعية وقوية وملموسة في ارض الواقع لنستطيع ان ندافع عن الاممالمتحدة ونبرر وجودها ونجدد ثقتنا فيها كحامية سلام . لأن رصاص الحرب تقتل حلم السلام . وفي الأخير : أتوجه للجميع بدعوه خالصة ان يتم مراجعه قرارات الحرب واستبدالها بقرار واحد اسمه السلام و ليفسحوا لنا المجال لنحلم بالسلام ونلمسه في ارض الواقع لنرمم الآمنا واوجاعنا بأمل السلام نعزي فيها جميع من فقد قريب او حبيب. لنحافظ على ماتبقى من وطننا نعيد بناؤه بقلوبنا قبل ايدينا بارواحنا قبل اجسادنا لن تكون ارواحنا اغلى من ارواح احبائنا الذي فقدناهم ولن تكون اجسادنا أجمل من اجسادهم الذين ضحوا بها وهم يحلمون بتحقيق السلام لنا جعلوا من اجسادهم جسر يعبر منه وطننا نحو مستقبل ينعم بالسلام فهل نحقق لهم احلامهم لتطمئن اجسادهم في قبورهم وتقر اعينهم الجافه بتحقيق احلامهم واول خطوة لتحقيق ذلك هو بايقاف الحرب احتراماً لليوم العالمي للسلام ونأمل ان يستمر السلام ويستدام ونؤكد انه اذا وجدت الارادة الحقيقية الصادقة لدى الجميع بالامكان ان يتم تحقيق الحلم بالسلام في اليوم العالمي للسلام فهل ستتحقق تلك الآمال؟