كانت فعالية أكتوبر 2016 م ممتازة .. ولكنها ستنضم إلى 16 مليونية سابقة أوصلت رسائل عظيمة للداخل والخارج : أن شعب الجنوب حي وحراكه لم يخمد حماسه ، وهدفه هو الاستقلال .. ولكن بدون حامل سياسي موحد ومتفق حوله تكون النتائج السياسية على أرض الواقع لأي نشاط أقل من المأمول وتختصرها مقولة ( ابترعنا وروحنا ) . وأثبتت الوقائع دائماً أن العمل العشوائي الانفرادي مهما ظهر حماسياً لن يأتي بأي نتيجة سياسية .. ومن لم يستطع عمل شيء متميز عن السابق في أكتوبر لن ينجح في نوفمبر مستغلاً حماس واندفاع الجماهير ،، والمنطق يقول إن العمل المؤسسي المنظم والهادئ وبعيداً عن الضجيج هو فقط الحل . والحامل السياسي الموحد لن ينجح إلّا إذا كان بهدف الشعب وهو الاستقلال .. ولن ينجح إلّا بمؤتمر جنوبي يحضر له جيداً للانعقاد في عدن ، وغير ذلك هو إضاعة وقت وتشتيت للجهود .. وأي قيادة تأتي بالتعيين أو التزكية ستكون مجرد سراب عابر ولن تصمد . وعلى أصحاب (توزيع الأدوار) أن يعلموا أن هذه نظرية ممتازة جداً تستخدم بنجاح على مستوى العالم ولكن عندما يكون توزيع الأدوار ( بالإتفاق ) بين الأطراف المعنية وليس طرف يتصرف ضد إرادة الشعب من تلقاء نفسه وبدون أي اتفاق ، ثم يطالب الآخرين بأن يعتبروا ما يقوم به توزيع أدوار ، فنقول له : إن هذا يدخل في باب ( التفاف ) لتحقيق أهداف مشبوهة . لقد أدخلونا من يملكون ( المال والإعلام والقوة ) في متاهة محاولة فرض تمزيق قوى الاستقلال الجنوبي حتى لا توفق بحامل سياسي موحد وبالمقابل ( تسليم ) الأمور لأطراف يعتقدون أنهم سيطوعوها لخدمة مصالحهم من وجهة نظرهم ، وهم بهذا من وجهة نظرنا يرتكبون خطأ فادحاً في حق أنفسهم أولاً ، لأن التاريخ أثبت أن إرادة الشعوب ينصرها الله دائماً طالما هي على حق ، ولهذا نحن على ثقة أن ( المال والإعلام والقوة ) بإمكانها أن تشتري وتطوع عشرات بل وربما مئات ( الرموز ) لشعب الجنوب .. ولكنها لن تنجح أبداً في شراء وتطويع شعب بكامله من عدن إلى المهرة قرر أن الأمور منتهية ، فأما الاستقلال .. وأما .. الاستقلال فقط .