كشفت مصادر يمنية، أن السفن الإيرانية نشطت -مؤخراً- في دعم المليشيات الانقلابية في اليمن بكميات من السلاح والذخيرة عبر سفن صيد إيرانية تدخل المياه اليمنيه وتُفرغ حمولتها على قوارب صيد يمنية تتولى إتمام المهمة ونقل هذه الشحنات العسكرية إلى سواحل اليمن الغربية والشرقية.
وبيّنت المصادر، أن 11 سفينة إيرانية أفرغت -خلال الشهر الماضي- كميات من السلاح والذخيرة للمليشيات الحوثية الانقلابية في بحر العرب قبالة جزيرة عبدالكوري وسواحل بير علي في شبوة؛ وذلك بالتنسيق مع مافيا التهريب التي تنشط في أوساط جمعيات الصيادين وإدارات المرافئ المائية والإدارات الأمنية الساحلية.
وشكّلت ضفتا السواحل اليمنية على بحر العرب والبحر الأحمر طريقاً للسفن الإيرانية لدعم الانقلابيين الذين باتوا في رمقهم الأخير بعد أن بدأت قواتهم في الانهزام والهروب ولما يعانونه من نقص العتاد؛ حيث يملك اليمن شريطاً ساحلياً كبيراً يصعب السيطرة عليه يصل إلى 2200 كم ويشكل نقطة اختراق خطيرة للأمن القومي اليمني؛ خصوصاً وأن نظام المخلوع صالح لم يولِ الأمن البحري أي اهتمام؛ كونه كان أحد زعماء مافيا التهريب، وجعل من سواحل بلاده مركز استقبال وانطلاق لكل الأنشطة غير المشروعة في المنطقة.
وقالت المصادر: إن الجهود الدولية في مواجهة الأنشطة الإيرانية بحراً لم تكن بالشكل المطلوب، وأن الجانب الأمريكي الأكثر حضوراً استخباراتياً وعسكرياً اكتفى باعتراض سفينة إيرانية واحدة خلال العام 2015م؛ غير أن الهجوم من قِبَل مليشيات الحوثي الانقلابية على السفن العسكرية الأمريكية في باب المندب؛ من شأنه أن يغيّر من المنهجية الأمريكية في التعاطي مع أنشطة طهران وحلفائها الحوثيين في المياه الإقليمية اليمنية والمياه الدوليه أيضاً؛ مشيرة إلى أن طهران بدأت مؤخراً في عمليات تدريب مقاتلين أفارقة وإرسالهم إلى اليمن عبر سواحل اليمن الشرقية.
وأكد قائد محور شبوة اللواء ناصر النوبة، تصاعد موجة النزوح لمواطنين من دول إفريقية إلى سواحل شبوة، مضيفاً أن عمليات وصول الأفارقة إلى سواحل شبوة ارتفعت بشكل كبير، وأن هناك دافعاً وراء هذا الأمر، وأنه تم إبلاغ التحالف العربي بهذا التطور لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
وكانت الحكومة اليمنية قد وجّهت -الأسبوع الماضي- رسالة إلى التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، طالبت فيها بمنع دخول واقتراب السفن غير المصرح لها من السواحل اليمنية، والعمل على تقديم شكوى للاختراقات الإيرانية لمجلس الأمن الدولي.
وتم توجيه الرسالة للتحالف في اجتماع للحكومة عُقِد في حضرموت، تمت فيه مناقشة التدخلات الإيرانية في الشؤون اليمنية واختراق سفنها للمياه اليمنية لتهريب الأسلحة عبر سفن الصيد التابعة للميليشيا الانقلابية، بالإضافة إلى قيامها بأعمال تجسسية، وتهريب مقاتلين مرتزقة من بعض دول القرن الإفريقي؛ حيث قالت الحكومة اليمنية: إن 40 سفينة إيرانية تُفرغ حمولتها في موانئ تسيطر عليها مليشيات الحوثي الانقلابية.
وكشف وزير الثروة السمكية فهد كفاين، عن توغل سفن إيرانية في المياه اليمنية؛ موضحاً أن هذه هي المرة الثانية خلال أشهر التي تدخل فيها سفن إيرانية المياه الإقليمية بطريقة استفزازية؛ مبيناً أن سفينتين اقتربتا من جزيرتيْ عبدالكوري وسمحة بأقل من خمسة أميال؛ مما يعني أنهما داخل المرافئ البحرية جنوب غرب أرخبيل سقطرى في تَعَدّ صارخ على المياه اليمنية ومخالفة صريحة للقانون الدولي؛ مشيراً إلى أن سبع سفن إيرانية عليها 107 إيرانيين دخلت مرفأ حديبو في جزيرة سقطرى، وجرى حينها التحفظ عليها ومن فيها.
وأثارت عملية استهداف السفينة الإماراتية في باب المندب من قِبَل المليشيات الحوثية، مخاوف المجتمع الدولي حيال التهديد الذي تُمَثّله المليشيات الحوثية الانقلابية في باب المندب والشريط الساحلي من ذباب إلى ميدي، على الملاحة الدولية وأمن الممرات المائية.
وبعد استهداف السفينة الإماراتية طلبت المليشيات الحوثية -في بيان لها- من السفن العابرة باب المندب إخطار السلطات الانقلابية مسبقاً؛ في محاولة لتأكيد حضورها العسكري على مشارف باب المندب، واستغلال الممر المائي لابتزاز المجتمع الدولي.
وأعلنت البحرية الأمريكية -الأسبوع الماضي- تعرّض سفينتين حربيتين تتبعان الأسطول الأمريكي، للاستهداف بصواريخ من أراضٍ تقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي أثناء عبورهما باب المندب، ووعدت بالتحقيق في الاستهداف، كما كررت واشنطن -الأربعاء- الإعلان عن تعرض إحدى سفنها العسكرية لاستهداف بصواريخ من مناطق تسيطر عليها مليشيات الحوثي الانقلابية، وتَوَعدت بالرد على هذا الاستهداف في الوقت والمكان المناسبين.
وكانت المليشيات الحوثية قد أعلنت مؤخراً، عن امتلاكها زوارق حربية، وعرضت في تسجيل مصور عمليات تدريب لعناصر من الوحدة البحرية التابعة لها في المياه اليمنية، وردت واشنطن بقصف مواقع لمليشيات الحوثي في تعز والحديدة على الشريط الساحلي، وقال البنتاجون: إنها مواقع رادار تستخدمه المليشيات الحوثية في عملياتها ضد السفن.
وشكّل الرد الأمريكي على المليشيات الحوثية الانقلابية مفتتح تحركات دولية يرى مراقبون أنها ستتوالى لمواجهة مخاطر تهديد الملاحة الدولية في باب المندب من قِبَل المليشيات الحوثية المدعومة من طهران.